يومًا ما ستأتي إليكَ كلُّ الأمور الجميلة التي تشبه صبركَ الجميل وسيُجبَر خاطِرك، وتُضمَّد جِراحك ويسعد قلبُك، وتقول "الحمد للّٰه على عوضه ومِنَّتِه" فلا تجزعنَّ من حوادث الدهر،واصبر عليها، فإنّما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب".
العلاقة مع الله هي كنزك الثمين في هذه الحياة، مصدر النور في أيّامك، حبل نجاتك الأغلى، والطريق الذي إن سرتَ فيه كنت أغنى الناس وأكثرهم ربحًا وإن فقدتَ ما فقدت، وهذه الدنيا عبورٌ في عبور؛ فلا ينسينّك زخرفها أعظم ركنٍ في الوجود، ذلك والله سبيل مسرّتك دُنيا وأخرى والله لنْ تجدَ لكَ مأمَنًا يؤويكَ كمأوى الله! هو الذي يُغنيكَ عن كلّ شيءٍ فلا تُرهِق قلبَك بالحزن واللهُ طبيبُك
"ربَّما كلّ العثرات الّتي تعاني منها الآن ، ليست إلَّا تهيئةً لمقامٍ يتطلّب منك صبرًا .. لن تبلغه إلَّا بكثير جِهاد أمّا عثراتُ الطّريق و إن وقعتَ فيهاو إن تَركَت فيك ندوبًا و آثارًا لاتُمحىٰ فلا ضير يكفي أنَّك ستذكرها يومًا و تضحك فتتذكّر كيف غلَبتَهاو كيفَ سمَوتَ بعدها إنّها و إن رافقتك في روحك فستذكر بها كيف آواك اللَّه يومها وغشيتك رحماته و كيف أُقيلَت عثراتك و استعدتَ نفسك بعد أن كدتَ تفقدها و مَضَيت إنّ الطّريق صعب، مليء بالعثرات، في كلّ خطوة فيه تُختبر، و في كلّ شعورٍ فيه تُمتحن و لـٰكنّه يا أخي ﴿ ثمن الاختيار ﴾ !! ستدركُ يومًا، أنها كانت امتحانات صَحوة ، و ابتلاءات تهذيب و للنَّفسِ تأديب ..
"لا بأس الخوف والحزن، والخذلان والخسارة، وكل مشاعر الانطفاء واردة في هذه الدنيا بل قد يبدو لك أن المواساة لم تعد تجدي نفعًا مع حالك، ولكن سأقول لك شيئًا هناربك قريب منك، ربك عظيم ذو رحمة واسعةلن يترك حزنك عبثًا، ولا دمعك ينهل هباءً ولن يدع ظنك الجميل به ينطفئ يأسًا يعلم ربك موضع كسرك، فيجبره بقدرته يدبر لك كل شيء وأنت لا تشعر، يدبر الأوقات والظروف، ثم يذهلك بعظمة ترتيبه، فترضی.خُلقْتَ ضَعِيفًا لتَأوي إلى مَن بيدِه مَلكوتُ كلِّ شَيء، لا لتشْكو وتركنَ إلى مَن لا يملِكُ أيّ شَيء
"والله لا شيء يعدل الاطمئنان الذي تناله بعد أن تخلع من قلبك التعلّق بالأسباب الدنيوية، وتوقن حق اليقين أن الأمر كله بيد العزيز الحكيم، وأنه إذا شاء شيئًا وقدّره فما الخلق إلا وسائل تجري من خلالهم إرادته."
تخيّل أنك تقول لغريقٍ تغمرهُ المياه: تنفّس، أنت أقوى من الماء، دون أن تمد إليهِ يدكَ لتنقذه، كذلك هو الحال حين يكون أحدهم في عمق معاناتهِ، بينما أنت تغدق عليه بعبارات التحفيز التي تستفزّ ألمه، إن حاجته لأن تُنصِتَ له وتفهمهُ، كحاجة ذلك الغريق ليَدِك..
للهِ حساباتٌ أخرى، وترتيباتٌ أوسعُ، و أنّي له و إليه أسلمتُ وعليه توكلتُ.
إن إستطعت فاعبر عبورًا كريمًا في الحياة، لا تؤذِ نفسًا، و لا تكسر قلبًا، و لا تُبكِ عينًا، و لا تجرح روحًا، و لا تغتل حُلمًا، و لا تُطفِئ بسمة، فإن الحياة لا تستحق، سيمضي بك الزمن و تُدرك يقينًا أن خير ما يظفر به الإنسان في هذه الحياة : أثرًا طيبًا وذِكرًا حسنًا
"تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ" اللهُم خِفَافًا لا لنا ولا علينا، لا نُؤذِي ولا نُؤذَىٰ ، لا نَجرَحُ ولا نُهان ، اللهُم عبورًا خفيفًا ، لا نشقىٰ بأحد ولا يشقىٰ بنا أحد ".
من لطف ربك, أنه لن يصيبك في الحياة إلا ماتستطيع تحمله,فلا تضخم الحِمل بـ التفكير اليائس .. بل استشعر عناية ربك ولطفه بك,فطالما ربك مطلع على حالك فلستَ ضعيفاً , ولست منكسراً وما دمت مطمئن ومتوكل على ربك, فأنت بأمان عظيم“
ليس من طبع الحياة تمام الحظوظ، فلا كمال مطلق ولا نقص مطلق، ثمة نعم كُتبت لك، وثمّة حِرمان فُرِضَ عليك، وهنا تبدأ حياتك أو تنتهي؛ فإما أن تعظّم النعم التي بيمينك فتعيش راضيًا مرضيًّا، وإما أن تقلب كفيّك على ما حُرمت منه وليس وراء ذلك إلا حياة تمر بك دون أن تعيشها..
ما رأيتُ شخص يُقارن نفسه بشخص أخر أحسن منه حالًا، إلّا فقد شغف الحياة وأفسد عيشَته ودقائق يومه وحُرم طيّب العيش؛ سواءً حياته الزوجية أو حتى في بيت أهله. المقارنة قاتلة لكُلِ نعمة رزقكِ الله بها، وباب شر يدخل منه الحسد والحقد، والسخط. فالمشغول بالمقارنة محروم من السّكينة •
تظل تتعلّم من الحياة ما دُمتَ على قيدها، تُعلّمك كيف تواجه الأيام بخليط من الإصرار والمرونة، تُروّضك على الصبر، تضعك في قلب التحديّات لتصقلك، قد تجبرك بما ليس لك فيه خيار لتكسبك مهارة التعامل مع ما لا تحب ،حتى إذا قطعت مسافات طويلة وجدت نفسك قد نضجت كثيرًا
أن تُتِمَّ ما بدأت، وتُنجز ما خَطَوت، وتُكمل ما خَطَّطتَ له! لا تكن مبتورًا، منقوصًا، أشتاتًا هنا وهناك، في الطّريق ستختلف الرّؤىٰ، ستتغيّر الأحداث، قد تَترُك أمرًا وتأخذ آخر، لا تنسَ؛ بعضُ التَّرك إتمام، لكن أدرِك متى تترك، ومتى تُمسك، متى تُكمل ومتى تقف. "لا يُهون علينا كبد الحياة الدنيا إلا اليقين في الآخرة، لولا علمنا بوجود هذا النور في النهاية لتقطعت أنفسنا حسرات، أن نعلم أن سعينا ليس ضائعًا وأن خيرنا لن يُلقى في البحر بل يُكافئ المسلم على سعيه وخطواته وحتى نيته التي لا يراها إلا ربّ العالمين، وهذا كفيل أن يملأ نفسك طمأنينة."
إنَّ عالي الهِمَّة يجودُ بالنَّفسِ و النَّفيسِ في سبيلِ تحصِّيل غايته، و تحقيقِ بُغيَتِه، لأنَّه يَعلم أنَّ المكارِم منوطة بالمكارِه، و أنَّ المَصالِحَ و الخَيرات، و اللذَّات و الكَمالات كلُّها لا تنالُ إلَّا بحظٍّ مِنَ المَشقَّة، و لا يُعبَرُ إليها إلَّا علىٰ جسرٍ مِن التَّعب :
قال بعض الصُّلحاء: " هذا كتابٌ، لسانك قلمه، وريقك مداده، وأعضاؤك قرطاسه، أنت كنت المُملي على حَفَظتك، ما زِيدَ فيه ولا نُقِص منه، فاقرأ مَا أمليت، ومتى أنكرتَ منه شيئًا يكون فيه الشَّاهد منكَ عليك! "
إذا أحبّك الله، لن ترى محبّة العالم كلّه شيئًا يذكر ولن تهمّك قلوب البشر، لأن في حقيقة الأمر حبُّ الله يكفيك ويغنيك ويطمئن فؤادك ويشرح صدرك ويسعد قلبك وكل شيء سيصبح جميلاً في ناظريك،
اللهم قبولاً في الأرض و محبة في السماء اللهم حُبَك
ستكون المساعي في الحياة ثقيلة جدًا إذا خلَت من روح احتساب الأجر لله، لذلك لا تنسَ احتساب الأجر في أي فِعل طيّب تفعله، كلمة طيبة تتفوه بها، أو بليّة ألمّت بك وصبرت عليها، وأن تعثَّر المرء أو حاول ولم يصل..هتفَ قلبهُ أن: يا ربّ.. حسبي أنَّ مُحاولاتي لا تضيع عندك مهما كان السعيُّ حثيثًا؛ لن يبلغ إلَّا من كان مطيَّته الصدق مع الله
. "ادعُ الله وقلَّة الحيلة شعارُك، والافتقار دثارُك، وكأنَّك فقدتَ كلَّ شيء، وكل النَّاس جفوك، ولم تجد حولك صاحبًا ولا ناصحًا، والحلول منكَ قد ضاعت، والأسباب قد غابت، وكأنك ذاكَ المسكين الذي يحتاج لقوتِ يومه، وذاكَ العليل المتلهّف لمادة حيويّته.. وذاكَ الذي انقطعت به السبل أثناء سفره في شدّة عتمةِ الليل والمكان من حوله قفار!
ادعه بعينِ الحُرقة والحَيرة اللتين تستهلّ بهما شكواكَ إلى من تظنّه يفهمك من البشر، استنهض روحك واجمع قلبك، وادعُ الله جل جلاله وكأنكَ قد عميتَ عن الدنيا برمّتها إلا قبلةَ بيته ووجهةَ الدّعاء؛ فثمَّ الغوث والكفاية"