أترنّح، مثل حلم ينهار في عقل امرئ بدأ يستيقظ، تثقلني أم كلثوم بصوتها الشجي وأهرب لكوب الشاي أطمس فيه أشباح العوالم المتبقية، أستند على كرسي فيتهاوى، إلى حائط فيهلع، إلى صديق فيتلاشى، أفتت روحي ثم أخبئها منثورة في شقوق اللوعات القديمة، يفترسني قلبي المبلل بصوتك فأصبح فراشة يطعنها الضوء تحترق شوقًا وغياباً وتئن لك. في جيوب المارة كل ضوءً اشتهيه، في الليل هواجسٌ مفقودة بكَ، تختبئ الرغبة في عظامي ولا ادري كيف أصيغها، استمر بتخمير الشاي، ثم أترنّح.
وفقا لمعايير هذهِ الأيام ينفلتُ من قلبي أشخاص معتادون على السخرية والتمرد يخرجون على ملامحي مرتدو أقنعة الصبر والدعر يزاولون الأماكن وينظفون الطرق من القُبل التي لم يلمسوا منها سوى الآه الموجعة يوقعون شتات الأيام ويسكرون بالنصوص اللاذعة لا يعرفون أن ظل الحروف هو من يقتلهم .
لا توجد أمسيات ولا قُبل ولا قناني خمر ولا أنا ولا الطريق كل ما هو موجود هو أنتِ ولا ادري في أيّ كأس تذوبين ؟ أنا مثلكِ يسارَ صدري أسفنجة تمتصُ حزن العالم أتركُ كأسي الأخير تاركًا على شفتاه رماد التوق أحيكي لي جسدي الممزق وأعملي منهِ علمٌ يرمز إلى الحنية .