«ستخوض غمار كل شيء حتى تؤمن أنك لن تُدرِك الأبد، ولن تبلغ الجبال طُولاً، وأنّ مغانمَ العمر في خلوِّ البال، وتمامِ الصحّة، وأيامٍ محايدةٍ تنام إثرها موفورًا بالرِّضا والأمان ، مساء الخير✨ .
قالوا وصدقوا لا ترافق حديث السن.وحديث الغنى.وحديث القيادة لا تعاند قديم المهنة .وقديم المعرفة .وقديم الجيرة لا تطعن في نظيف الشرف.ونظيف السمعة.ونظيف اليد لا تجامل قليل العقل .وقليل الخبرة.وقليل الخير لا تتحدى قوي الايمان .وقوي العضلات .وقوي الذاكرة .. !!
هناك حكايات كان لا بدّ أن تنتهي هكذا... بظهر مكسور، وقلب مثقوب، ورأس تزمّله الكوفيّة... وبيد مقطوعة، وأخرى تمسك بعصاها وترمي بها في وجوه الكلاب الغزاة وفي وجوهنا جميعا... لكنّه يظلّ جالسا على عرشه وسط أكوام الخراب! نفس الصّورة الّتي عاش يتحدّاهم، ويتحدّانا بها، اختار أن يرسم بها نهايته! اختار أن تكون لقطة النّهاية من تأليفه وتصميمه وإخراجه! الحكايات العظيمة، كان لا بدّ أن تنتهي هكذا.. نهايات عظيمة! أعدّ الدّيكور وجلس على كرسيّه ينتظر الكاميرا، كان يعرف أنّها لن تتأخّر كثيرا... ستأتي في شكل حوّامة الموت، وسيتّخذ الجمهور مواقعه أمام الشّاشات: صهاينة وأمريكان وعربان.. عربان عُجِنوا من طينة الهوان والخيانة والخذلان.. عربان أصهن من الصّهاينة وأمرك من الأمريكان... جلس بهدوء ينتظر الجميع... ليرمي في وجوههم نظرة الاحتقار الأخيرة، ونظرة التّحدّي الأخيرة، ويرمي العصا في وجوههم، ووجوهنا... جميعا... ثمّ يصعد إلى علاه... إلى سدرة المنتهى! أيّ هدوء وأيّة عبقريّة وأيّ روقان! أيّ مُخرج سنمائيّ أنت يارجل! وكيف لمثلك أن لا يختصّه الرّحمان بأعظم جوائز الأوسكار الإلهيّ! أوسكار الشّهادة! ماذا تبقّى للّغة أن تقول بعدك يارجل! لم يبق لنا سوى أن نكسر جميع أقلامنا ونكتب بعصاك وحدها... خاتمة الحكاية، وفصل النّهاية... إمّا نهايتهم وإمّا نهايتنا جميعا... يارجل! بأيّ ذنب سنعيش بعدك.. يا رجل! قتلناك فأحييتنا... يا رجل!
خطب عبد الله بن الزّبير في الناس لما بلغه قتل مصعب أخيه، رضي الله عنهما.. فقال: إن يقتل فقد قتل أبوه وأخوه وعمه، إنا والله لا نموت حتفا ولكن قعصا بأطراف الرماح وموتا تحت ظلال السيوف؛ وإن يقتل مصعب فإن في آل الزبير خلفا منه.
وقال السموأل بن عادياء : وما مات منّا سيّد حتف أنفه ... ولا طلّ منّا حيث كان قتيل.. تسيل على حدّ الظّبات نفوسنا ... وليس على غير السّيوف تسيل..
===
العقد الفريد. لابن عبدالبر : 1/93. اللهم أرحمه وكل شهدا المقاومة..🌹🌹
١. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أن مجلس الأمن عصابة، وأن القانون الدولي مجرَّد حبر على ورق، وأن شِرعة حقوق الإنسان نكتة!
٢. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أن هذا العالم أعور، يديرُ عينه المبصرة حيث شاء، ويدير العوراء حيث شاء، فأطفال غزَّة ليسوا كأطفال أوكرانيا! أولئك رومٌ مثلهم، أما نحن عرب!
٣. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أنَّ الحقَّ يُنتزع انتزاعاً ولا يُستجدى، لن يأتي أحدٌ إليكَ ليقول أنتَ طيَّب وسأعطيكَ ما تريدُ! إذا كنتَ تريدُ شيئاً مُدَّ يدكَ وخذه رغماً عن العالم!
٤. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أن تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها ممكن، وأنَّ ما حدت هذه المرَّة ما هو إلا "بروفة" مصغَّرة لما سيأتي!
٥. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أنّ من يريدُ يستطيع، وأن المسألة لم تتعلّق يوماً بالإمكانيات وإنما بالإرادة، من كان يتخيَّل، مجرَّد تخيلٍ أن غزَّة المحاصرة بإمكانها أن تصنع سلاحها وتُحارب به وتُدهش أحبابها قبل أعدائها!
٦. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أنْ نحترم النِّعم، هناك حيث تغدو شربة الماء النَّظيف حُلُماً، والرَّغيف الطازج انجازاً، والاستحمام رفاهية تُشبه التمدد على شواطئ المالديف، والبيت الصّغير جداً أثمن من قصور الدُّنيا ما دام لم يسقط على رؤوس ساكنيه!
٧. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أنَّ أشباه الصَّحابة يعيشون بيننا، أحفاد خالد بن الوليد يقتحمون صفوف الأعداء بشراسة، وأحفاد سعد بن أبي وقاص يرمون بدقّة، وأحفاد عكرمة ما زالوا يتبايعون على الموت، وأحفاد القعقاع صوتهم في الجيش يخلع القلب من مكانه، سمعناهم يقولون: باسم الله الغالب!
٨. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أن الخنساء لم تمُتْ، وأن عشرات آلاف النُّسخ منها ما زلنَ يعِشْنَ بيننا، يُقدِّمنَ أولادهُنَّ في سبيل الله صابراتٍ محتسباتٍ ولسان حالهنَّ: اللهُمَّ خذ من دماء أولادنا حتى ترضى!
٩. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أنَّ الأطفال إذا ربَّتهم المصاعب كبروا قبل أوانهم، وبلغُوا مبلغ الرَّجال قبل أقرانهم، وكأنهم صبيُّ الأخدود الذي أحيا دمه قوماً مؤمنين أُحرقوا جميعاً أحياء ولم يرتدُّوا، هذا الدَّين تُحييه الدَّماء وتُطفئه الدموع، فامسحوا دموعكم، وربُّوا شُهداء الغد!
١٠. مضى عامٌ، فشكراً غزّة لأنك علَّمتينا أنَّ العقيدة سلوكٌ لا سُطور، لم نرَ أحداً فيكِ ساخطاً على قضاء اللهِ، يجمعون أشلاء أحبائهم ويحمدون ربَّهم، يمسحون دموعهم بيد ويُتابعون الجَمع بيد أُخرى، عقيدتهم امتلأت بها قلوبهم ففاضتْ على جوارحهم!
عام من الصمود الأسطوري لغزة ورجالها وأطفالها ونسائها ..عام من الإبادة الجماعية..عام من التدمير الممنهج ..عام من الحصار والتجويع ..عام من الخذلان والتواطؤ العربي والعالمي.. عام من المواقف المشرفة لليمن ولبنان والعراق.. عام من الصراع بين الحق والباطل.. نحن لا نهزم إن أنتصرنا ننتصر وإن استشهدنا ننتصر ❤️🇵🇸🇾🇪🇵🇸🇾🇪🇱🇧 7/أكتوبر 2024م