"المصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب.
وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وإن من آثر الراحة فاتته الراحة، وإن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له، بل إذا تعب العبد قليلًا استراح طويلًا ، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد.
وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة، والله المستعان، ولا قوة إلا بالله، وكلما كانت النفوس أشرف، والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر، وحظه من الراحة أقل".
الإنسان مهما تزخرف وتزيّن وتهندم، وأحسن القول والعمل أمـام النّـاس، لا يبقى له شيء إلّا كالّذي يصنعه هو في الخفاء! .
واللّٰـه ناظره، واللّٰـه شاهده، لا رقيب، لا مطّلع، لا أحد! إلّا اللّٰـه، لا يضرّه أيُقال عنه تقيّ أم عاصي، شقيّ أم سعيد، عزيز أم ذليل، هو يمضي في سبيل اللّٰـه عاملاً .
قد وجّه قلبه وجوارحه لموضعٍ واحد، اللّٰـه والدّار الآخرة، حتّى يلقى اللّٰـه سبحانـه وتعالى .
«ثمَّ عندما تتذَكّر النتيجة، ولحظة الوصول، وقطف الثمـار، ولذّة تحقيق المُرَاد؛ سيهون عليك كل تعب في سبيل تلك اللحظات المُشرِقَـة، فهي تستحقّ أن تبذل لأجلها الكثير؛ فما قُطِعَت المسافات الطويلة، وتُحُمِّلَت المشاقّ الثقيلة، بمثل استحضار النتائج النبيلة».
واللّٰه إنّه جنّة الدنيا وأُنسها ونعيمها، وسلِ المُحبين كيف لا يبغون عنها حولًا، وصالك مع اللّٰه أن تُرتل آياته صباح مساء، حتى تلقاه، استودِع قلبك في مدارس القرآن لتنعم ببركاته في نفسك ووقتك وأهلك وصحبك، أقبِل عليه بكل ما فيك🍃
من تيسر له سبيل طلب العلم الشرعي؛ فلا يغفل عنه، ولا يتكاسل عن طلبه. فهو سبيل عبادة، ومسلك تقرّب هو الميراث النبوي، والزاد الأثري أخذه سعادة في الدنيا، وفلاح في الآخرة يزن غيره من العلوم، ويفوق عليها. ولا يقاربه شيء منها.. إن صلحت النية.