كان أبو سليمان يقول: "أهل الليل في ليلهم ألذُّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا".
وسط الليل للمُحِبِّين للخلوة بمناجاة حبيبهم، والسَّحَر للمذنبين للإستغفار من ذنوبهم، فوسط الليل خاصٌّ لخلوة الخواصّ، والسَّحَر عامٌّ لرفع قصص الجميع وبروز التواقيع لأهلها بقضاء الحوائج، فمن عجز عن مسابقة المُحِبِّين في ميدان مضمارهم فلا يعجزْ عن مشاركة المذنبين في استغفارهم واعتذارهم...
صحائف التائبين خدودهم، ومِدادهم دموعهم، قال بعضهم: إذا بكى الخائفون فقد كاتبوا الله بدموعهم...
رسائل الأسحار تُحمَل ولا يدري بها الفلك وأجوبتها تَرِدُ إلى الأسرار و لا يعلم بها المَلَك...
لا تزال القصص تُستعرَض ويُوقَّع بقضاء حوائج أهلها إلى أن يطلع الفجر...
ينزل الله كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا فيقول: {هل مِن تائبٍ فأتوبَ عليه؟ هل مِن مُستغفِرٍ فأغفرَ له؟ هل مِن داعٍ فأُجيبَ دعوتَه؟}
إلى أن ينفجر الفجر، فلذلك كانوا يُفضِّلون صلاة آخر الليل على أوله...
الغنيمة تُقسَم على كل مَن حضر الوقعة فيُعطَى منها الرجالة والأجراء والغلمان مع الأمراء والأبطال الشجعان والفرسان..
فما يطلع فجر الأجر إلا وقد حاز القومُ الغنيمةَ وفازوا بالفخر وحَمِدوا عند الصباح السُّرى، وما عند أهل الغفلة والنوم خَبَرٌ مما جرى.
إذا هدأ الليل وأنت في عُزلة لا يراك فيها إلا الله لا تبقى صامتًا هكذا! حرك شفتيك بالاستغفار، بالدعاء، بتلاوة القرآن، قُم بركعات ولو يسيرة هذه العبادة التي تكون في الخفاء يحبها الله.
🌱🤍"نحنُ المؤمنون.. لا نعرف النهايات المسدودة ولا الطرق المقطوعة ولا الضياع الطويل؛ دائمًا تشير بوصلة قلوبنا إلى السماء، هنالك الاتجاه الحقيقي الذي لا يُمكن الضلال عنه، لا نيأس ولا نحزن ولنا ﺭﺏٌ يقول "هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ"🤍🌱