و بارك الله روحًا سَعَت للحلال بكل ما استطاعت ، حاولت ، وما زالت ، وروحًا تصبر وترضىٰ وتنتظر ، وتعلم يقينًا أن اللّٰه لا يُذبل قلوب عباده ، ويختار لهم الخير حيث كان ، جَمَع اللّٰه أشتات قلوبكم لتكتمل....🌸
كيف طلقها وهي فاتنةُ ذات جمال باهر..؟ والجواب: هي الروحُ لم تألفِ الروح..فقد زالت القشورُ الزائفة، والزينة الخادعة.. وبقي الجوهر الحقيقي الذي عليه نحكم لا على الزينة...
ويتعحبون...!
كيف طلبت الطلاق منه وهو وسيم وغني وقوي...؟ والجواب: لا تنفع وسامةٌ مع ضعف شخصية وعدم تحمل مسؤولية، ولا مال مع عدم اهتمام وقلة احترام، ولا قوة يستخدمها الرجل لظلم الأنثى...!
سينتهي حفل زفافك ولن يبقى منه إلا بضع صور، ستُنسى مناسبات خِطبتك ولن يبقى منها إلا بعض الهدايا التي رُميت في خزانتك تراها من حين لآخر بالصدفة، حينها لن يبقى معكَ إلا المرأة التي اخترتها أنت شريكة لك، فتأكد تمامًا عند غلق باب بيتك عليكما بأنك لن تجد المُثقفة العبقرية، أو ذات الحسب والنسب والجمال، أو الحاصلة على الدكتوراة؛ بل ستجد إما زوجةً تحترمك وترفع قدرك، وتكن لك زوجة صالحة وخير شريك في دنياك، وتعينك على الدنيا ولا تعين الدنيا عليك، وتحفظك أنت وبيتك في غيابك، أو امرأةً ستجعلك تندم على جميع أيامك معها، وتتحسر على كل ما بذلته من نفسك للوصول إليها، ستعضُ اصابعك ندمًا وقهرًا على اختيارك لها، وبالنهاية لن يبقى إلا أنت وخيباتك... المسألة ليست مسألة تعليم أو مال أو جمال، إنما هي مسألة أخلاق ودين وتربية، مسألة اختيار أم صالحة لأبنائك، مسألة أن تجد مَن يبسط لك ذراعيه لتُرمى في أحضانه في أوقات انهزامك، العبرة بمن يحارب الدنيا لأجلك لا يحاربك مع الدنيا، المسألة في شخص يُحبك وتحبه، في شخص يتقي الله فيك... فأحسن الاختيار....🌸
أغلبُ دعاوى الحُبّ قبل العِشرة زَيفٌ؛ الحُبّ اطّلاعٌ على الجوهر حتى كأنّك تراه، ثمّ معاينةُ الطّبع الظّاهر حتى تستشرفه، وإدراك النّقص والعيب وقبوله، بل والابتسامة منه، ثمّ لا يزيدك القربُ منه إلا شوقًا إليه، ولا يذبُل بالاعتياد، بل ينمو به ويسمو...
إذا قام العبد في ليلة باردة يضحك الله إليه وإذا ضحك ربك إلى عبدٍ في الدنيا فلا حساب عليه!
قال ابنُ مسعود رضي الله عنه:
"إن اللَّه ليضحك إلى رجلين: رجل قام في ليلة باردة من فِراشِهِ ولِحافِهِ ودِثارِهِ فتوضَّأَ، ثم قام إلى الصلاة، فيقول اللَّهُ عزَّ وجلَّ لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنَعَ؟ فيقولون: ربَّنا! رجاء ما عِندَكَ، وشفقةً ممَّا عِندَكَ. فيقولُ: فإنِّي قد أعطيتُهُ ما رجا، وأمَّنتُهُ مِمَّا يخاف".