🕊♦ثم إن من فوائد ذلك لجم الأتباع عن التحرك المتسرّع الذي غالبا ما يتسبب في خسائر كبيرة لأتباع المذهب الحق. ويظهر من الروايات العديدة أنّ الأئمة عليهم السلام كانوا بصدد معالجة هذه المشكلة من خلال الحث على الصبر مرة, والكون أحلاسا للبيوت حتى يطلع نجمهم مرة أخرى, والتحذير أنْ يكونوا من المتمنين ثالثة, وأن يقوموا قبل الأوان وهكذا.
🕊♦ وقد قدمنا أنّ من فوائده أيضا السعي لتحقيق ما يقتضيه الانتظار من السعي للتكامل و تزكية النفس, ليكون الانسان مؤهلا لمواكبة حركة الأمام عليه السلام. ومن رجا شيئا طلبه، والطلب يستدعي رفع الموانع و السعي لتحمل ما يؤهله لنيل المطلوب,وهذا ما يعني بذل الجهد لنيل الكمالات التي قد يساهم وجودها في اقترابه من المطلوب. 🔻#انتهي.🔻
🕊♦ومن فوائد انصباب الأمر ظاهرا على الانتظار للفرج هو تحقّق لازمه من الأمل الذي يبعث على التحرك. وهذا ما تحدثت عنه بعض الروايات بشكل صريح. ففي (غيبة الشيخ الطوسي) روى عن علي بن يقطين,قال:قال لي أبو الحسن عليه السلام: (يا علي, إنّ الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة).
♨ ومن هنا قال يقطين لابنه علي: ما بالنا قيل لنا فكان, وقيل لكم فلم يكن ؟❓ فقال له علي: إنّ الذي قيل لكم ولنا من مخرج واحد غير انّ أمركم حضر فأعطيتم محضه, فكان كما قيل لكم, وانّ أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني. ولو قيل لنا: إنّ هذا الأمر لا يكون الى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامة الناس عن الإسلام,ولكن قالوا: ما أسرعه وما أقربه, تألّفاً لقلوب الناس وتقريباً للفرج.
⭕وهذا ما استفاده علي من الكاظم عليه السلام حين قال له: ما بال ما روي فيكم من الملاحم ليس كما روي, وما روي في أعاديكم قد صح؟❓ فقال عليه السلام: ( إنّ الذي خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل, وأنتم عللتم بالأماني فخرج اليكم كما خرج ). ↩ يتبع.......