🏴 أَلْتَمِسُ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللّهِ - قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين
.
.
.
.
السؤال:
.
.
هل حَصل للحسين وأصحابه الذلّ والمهانة في واقعة كربلاء؟
.
.
الجواب:
.
.
هناك بلا شكّ مَن يعتقد ذلك على أيّ حالٍ ، ومنه جاء قول الشاعر :
.
.
ويصيح وآذلاّه أين عشيرتي
وسُراة قومي أين أهل ودادي .
.
وحاشاهُ (سلام
الله عليه) .... ، بل هو لا ينوي ذلك في قلبه فضلاً عن أن يقوله أو أن يصيح به ، .... وفي مقابله قول الشاعر :
.
.
فأبى أن يعيش إلاّ عزيزاً أو
تجلّي الكفاح وهو صريع .
.
بل القول بالذّلة مُخالف للقرآن الكريم الذي يقول : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) ، والحسين عليهالسلام كان في زمانه ولا زال إماماً وأَولَى المؤمنين بصفات الإيمان ، ومن هنا جاء قوله عليهالسلام في بعض خُطبه ذاكراً طلب الحاكم الأموي للبيعة : «ألا إنّ الدّعي ابن الدّعي قد رَكز بين اثنتين : بين السِلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة يأبى
الله ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحُجورٍ طابت وأرحامٍ طهُرت على أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام» .
وهو واضحٌ جدّاً بالاعتزاز بالإيمان والصمود في جانب الحقّ ، وليس هذا من التكبّر الباطل في شيء ، وإنّما هو الاعتزاز بالله ورسوله ، حسبُنا أن نسمع قوله : «مَن أراد عزّاً بلا عشيرة ، وهيبة من غير سلطان ، وغنى من غير مال ، وطاعة من غير بذل ، فليتحوّل من ذلّ معصيته إلى عزّ طاعته ؛ فإنّهُ يجد ذلك». وكذلك قوله : «فأولياؤه بعزّته يعتزّون» ، وليس لهم كبرياء مستقلّة عن كبرياء
الله عزّ وجل ، ولا شكّ أنّ الحُسين وأصحابه من خيرة مَن يكون مصداقاً وتطبيقاً لهذه النصوص.
بل هو العزيز في الدنيا والآخرة ، أمّا في الدنيا فلصموده وصبره ، وأمّا في الآخرة فللمقامات العُليا التي ينالها بالشهادة.
نعم ، لا شكّ أنّ المعسكر المعادي وقادته أرادوا إذلاله وحاولوا إهانته ، وهذا أكيد ، إلاّ أنّ شيئاً من ذلك لم يحصل ؛ لأنّ الذلّة الحقيقيّة إنّما تحصل لو حَصلت المبايعة للحاكم الأموي والخضوع له ، تلك هي الذلّة التي تجنّبها الحسين عليهالسلام بكلّ جهده وضحّى ضدّها بنفسه ، وأمّا الصمود في ساحة القتال فلن يكون ذلّة ، لا في نظر أصدقائه ، ولا في نظر أعدائه ، ولا في نظر ربّه جلّ جلاله.
.
.
.
.
📚أضواء على ثورة الحسين عليه السلام | بتصرف
.
.
#قل_هاتوا_برهانكم#ألتمـس_كمـال_المنزلـة_عند_الله