يبشر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالخير حينَ يدعو إليه ويبشر صاحبه به، ويحذر مِنَ الشر وينذر به ومِنْ عواقبه، فالنبيُّ [الكريم] لا تخرجُ شِرعته عَنْ أوامر ونواهي، ولها كلها مقاصد في الاجتناب والاكتساب؛ "اتق وانتق". وترتيبُ هذه الوعود كلها وعودٌ صادقة، والمنهجُ الناجح في الدعوة هو الذي يستعملُ في تحريك البواعث على الفعل ألواناً مِنَ البشائر، وفي تحريك الروادع وتقويتها في باب الاجتناب والنذر. ولا نعني بالنذر دائماً تلك التخويفات التي تكونُ مِنْ قبيل ما لا يصحُّ ولا يُقبل، تعالى منهج الله وآياته أنْ تكونَ [كذلك]، وإنما المراد جعله [مُسْتبشراً] لما يتعاطاه مِنَ الخير، فيقبلُ عليه، ويحذر مِنْ مخوفٍ يتحقَّـقُـه ليتجاوز ذلك الشَّر الذي يفعله. ولا يمكنُ أنْ تبشر غير المباشر للخير، ولا يمكنُ أنْ تنذر غير المباشر للشر أو المقارب له أو المشارف لفعله، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم على باب: افعلْ تجد، واتركْ تتوقى.
شيخنا سيدي المصطفى البحياوي نفع الله به