أيتُها الولّادةُ العظيمة..
مِن رحمِ الأمومة لم تُنجبي إلا الأحرار،
يضغطون أضلاعَكِ،
ويرتعشون مِن فِكرةِ الولادة الجديدة!
يريدون الأرض والأموال والثروات،
ويمقتون ما بأحشائكِ مخافةً مِن هلول الفجرِ،
كل ليلة يتسللون في الشوارع،
ويتصنتون على البيوت،
ينظرون للمارة؛
فتُرعبهم الحجارة؛
فيفرُّون كالهرةِ المُرتعبة!
حضورٌ دمويٌ، وهجومٌ كالعاج،
وحدُكِ تقاومين، والكلُ مرتعشٌ،
فوق الصخرةِ تلمسينَ الماسةُ الكبرى،
وذهبُ الرمال كل يومٍ يُحرقُ البواخر كما تحترق النجوم؛
فتسخر الأمواج مِن صَفيرِها،
ويبدأ سواد الفحم في التصاعد حتى يغلبُها،
أظنوا أن دمعكِ وسط جمعِ العروبةِ هينًا؟
أنتِ النار، والسيف، والعِدَّةُ، والجنود،
ينسكبُ الشاي، وينكسرُ الفنجان،
هذا ما تُذيعه الجرائد والصحف،
وما بجسدكِ إلا علاماتٍ للطعن بالجروح العميقة،
على الوسادة دمعٌ،
وفي المراحيض دماءٌ،
اليومُ تقلبُ الآية،
وتستردين أبنائكِ من شريط الحزن والأحاديث المبتذلة..
هذه الليلة سينشقُ الصمتُ، وتجتمع العائلة كلها.
#نورهان_عاطف.