أدعوك في ليلة الجمعة.. أن تصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
تركتها لك يا الله ووكلت أمري كله إليك، وكلتك أمري وحيرتي وشتاتي وقلة علمي، وكلتك الأبواب المُغلقة التي مفاتيحها بين يديك، والأمور الصعبة التي تيسيرها هينٌ عليك.
وكلتك الطرق التي لا أعلم نهايتها والمسافات التي لا أعلم حجمها، فإنك خير المُستودعين.
لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله، الصورة أكبر من عقلك! ممكن تعيش وتموت وانت فاكر إن القدر ظلمك في جزئية معينة، لكن الحقيقة غير كده خالص.. الحقيقه إن ربنا حماك منها، لكن احنا مفهمناش كده، تمامًا كما لم تفهمه أم الغلام، كما لم يفهمه ركاب السفينة!
كان فيه مقوله ف تفسير الحته دي بتقول: "استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك: أنا لا أفهم الأقدار، لكنني متصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها، وموقن أنها كلها من عند الله"
لو وصلت للمرحله دي؛ هتوصل للطمأنينة، وهي دي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله، خيرًا بدت أم شر، ويحمد الله في كل حال، فالحمد لله دائمًا و أبدًا.
وقد كانت الرغبةُ لكتابتها تزدادُ كلّ مرةٍ أمرّ فيها علىٰ منشورٍ بقناةٍ نافعةٍ عامّة، يكون مالكُها من الإخوة أصحاب رسالةٍ أو دعوة، و ممّن ربما غفلوا عن موضوعٍ بغاية الأهميّة: وهي الفتنةُ قد تحدثُ بالتعليقات المفتوحة لكلا الطرفين..
يا أخوات ، أحسبكنّ والله حسيبكنّ أنكنّ تسعين لإحاطة أنفسكنّ بأهل الصلاح، ولكن بالطريقة الخطأ! لا يليق بالمرأة المسلمة أن تقفز من قناةٍ إلى قناة، من منشور إلى منشور، ومن تعليقٍ إلى آخر ، تتفاعلُ مع هذا ،وترد على ذاك وهكذا.. الأمرُ ليسَ هيّنًا كونه على المواقع فحسب !.. الأمرُ أدهىٰ وأمرّ !
أسقطي فِعلكِ على الواقع، إذ مررتِ بمجلس إخوة للعِلم فتسمعين كلاما نافعًا منهم، هل ستدخلين وتصفقين لتُدلي بمفردات الثناء والشكر؟ وإن سمعتِ طُرفةً ستضحكين وتُقهقهين لإضافةِ جوّ هم لم يعرفوا أن يصنعوه؟ ("
وحتىٰ لو كنتِ في مجموعة عامة مالكتها رفيقتك.. مزاحكنّ يكون في الخاصّ، وليس علىٰ العلن ! يقرأها كلّ من دخل، ويُفتح بهذا بابُ فتنةٍ لا يقلُّ شدةً من سابقِه.. اتقين الله في حروفكنّ، فإن للحروف تغنّجًا ودلالًا لا يقل عن ضرب الخلخال الذي نزل لأجله آية في القرآن في لفت انتباه الرجال علىٰ الواقع..
فأغلقي بابك بإحكامٍ تامٍ، واحتاطي فيما تكتبين وعند من تعلّقين، وطبيعةَ التعليق، وأشياء أخرىٰ تعرفينها أنت أكثر من غيرك.. جزاكِ الله خيرًا.