جواب قديم
كتب أحد العلمانيين مؤخرا منشورا ذكر فيه أن الإنسان في الغالب لا يدين بدين اختاره عن اقتناع وبعد بحث، بل بدين المنتصر عسكريا، فمثلا لولا انتصار عمرو بن العاص على البيزنطيين عسكريا ما كان غالبية المصريين مسلمين. فالمنتصر عسكريا يؤثر على الشعوب والناس، حتى ليغير دينهم! فما قولك في هذا الكلام؟
ج)
لم يجبر المسلمون أحدا على اعتناق الدين، لو كان كذا لأسلم أغلب المصريين عقب الفتح، وهذا خطأ تاريخيا، فقط ظل عامة المصريين نصارى حتى القرن الثالث الهجري كما تدل كتب التواريخ. أما مطلق التأثير وإتاحة الجو لقبول الإسلام فهذه ناحية أخرى لا ننكرها أصلا، فالمقصود من الفتح في الإسلام إظهار دين الله في الأرض لئلا يحول بين الناس والدخول فيه حائل، ومن ثم فلا إشكال عندنا في كون الفتح من أسباب الإيمان، فالإسلام دين الله، ومن رحمته بالناس أن أنزل إليهم الكتاب والحديد ليهديهم بالبيان ويلجئهم بالسنان لما فيه سعادتهم، فلو أسلم خائفا فإن كان في قلبه خير فإنه سيؤمن مع الوقت، وهذا من معنى أن قوما يدخلون الجنة في السلاسل، وفي أسوأ الحالات أن تكون ذريته مؤمنة.