جواب قديم منذ سبع سنوات:
السؤال: هل عبارة "اللهم انشلني من أوحال التوحيد" في ما يعرف بالصلاة "المشيشية" التي يرددها بعض الناس تقبل التأويل أم أنها صيغة محرمة؟ والله يا شيخ أنا أسأل بسبب انتشارها بين الناس في بلدنا لا سيما بين النساء وفي البيوت.
الجواب: لها ثلاثة تأويلات عندهم، أن المراد بالتوحيد ما يقع للعرفاء من توهم الاتحاد الخاص، واستدلوا على ذلك بالسياق كما سأذكر. وقيل إن المراد بالتركيب: أوحال التوحيد يعني القادحة في التوحيد لا من نفسه بل بما يضاده من الشهوات والشبهات على نمط: مبطلات الوضوء، وقوادح الإيمان ونحو ذلك.
وعندي أن التأويلين ضعيفان، وأن مراده بأوحال التوحيد نفس مراد عصريه ابن عربي من أن توحيد العوام شرك لأنه في حقيقته قطع للألوهية عن سائر الموجودات إلا واحد، وأن هذا حقيقة دعوة الرسل، وأن عابد الصنم مشرك من جهة تحديده الألوهية في الصنم حسب لا من جهة عبوديته غير الله، كما نص في الفتوحات في مواضع، وفي الفصوص في الفص اللقماني وغيره، ومما يدل على ذلك في صلاة ابن مشيش شيخ الشاذلي السياق، ولذا سبقها بقوله: زج بي في بحار الأحدية، وأعقبها بقوله: وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس إلا بها.
فثمة أحدية وثمة توحيد وثمة وحدة.
فالأحدية هي بساطة الواجب، والتوحيد هو تفريد العوام للواجب بوجود متعين، والوحدة هي غاية العارف من معرفة وحدة الوجود.
ومن ثم فهذا ذكر منكر محرم شركي لا يجوز التعبد به من عارف بمعناه، وينبغي التحذير منه والنهي عنه. ومن تأول معناه فهو معذور من انطباق الحكم عليه.