أداء الدين عن الأخالأخ هو من يقف مع إخوانه في شدتهم ورخائهم, وليس بصادقٍ في الأخوة من يقف مع صاحبه في حياته, ثم هو يتخلى عنه بعد وفاته, والحاجة حينها له أشد.
ومن روائع الوقفات أن يقف مع أخيه الذي مات وعليه دينٌ, فيسعى في فكاكه منه, وهذا موقف ينبئ عن صدق أخوة, وقصد حسن, لأنه بعد وفاة صاحبة.
قال شعبة: لما توفي الزبير بن العوام رضي الله عنه، لقي حكيم بن حزام رضي الله عنه عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، فقال: كم ترك أخي من الدين؟ فقال: ألف ألف.
فقال: علي خمس مائة ألف. «سير أعلام النبلاء» (3/50)
وهذا بلا شك ليس بالقليل, فهو نصف مليون درهم من الفضة, ولكنها الأخوة الصادقة من هذا الصحابي الكريم رضي الله عنه.
#تأملات في سير النبلاء (11)