الشريف الرضي

حَرامٌ عَلى المَجدِ اِبتِسامي لِقُربِهِ
وَما هَزَّني فيهِ العَناءُ المُقَطِّبُ

-الشريف الرضي.

أَقولُ إِذا خاضَ السَميرانِ في الدُجى
أَحاديثَ تَبدو طالِعاتٍ وَتَغرُبُ

أَلا غَنِّياني بِالحَديثِ فَإِنَّني
رَأَيتُ أَلَذَّ القَولِ ما كانَ يُطرِبُ

غِناءً إِذا خاضَ المَسامِعَ لَم يَكُن
أَميناً عَلى جِلبابِهِ المُتَجَلبِبُ

-الشريف الرضي.

يَصولُ عَلَيَّ الجاهِلونَ وَأَعتَلي
وَيُعجِمُ فيَّ القائِلونَ وَأُعرِبُ

يَرَونَ اِحتِمالي غَصَّةً وَيَزيدُهُم
لَواعِجَ ضَغنٍ أَنَّني لَستُ أَغضَبُ

وَأُعرِضُ عَن كَأسِ النَديمِ كَأَنَّها
وَميضُ غَمامٍ غائِرُ المُزنِ خُلَّبُ

وَقورٌ فَلا الأَلحانُ تَأسِرُ عَزمَتي
وَلا تَمكُرُ الصَهباءُ بي حينَ أَشرَبُ

وَلا أَعرِفُ الفَحشاءَ إِلّا بِوَصفِها
وَلا أَنطِقُ العَوراءَ وَالقَلبُ مُغضَبُ

تَحَلَّمُ عَن كَرِّ القَوارِضِ شيمَتي
كَأَنَّ مُعيدَ المَدحِ بِالذَمِّ مُطنِبِ

لِساني حَصاةٌ يَقرَعُ الجَهلَ بِالحِجى
إِذا نالَ مِنّي العاضِهُ المُتَوَثِّبِ

وَلَستُ بِراضٍ أَن تَمَسَّ عَزائِمي
فُضالاتِ ما يُعطي الزَمانُ وَيَسلُبُ

غَرائِبُ آدابٍ حَباني بِحِفظِها
زَماني وَصَرفُ الدَهرِ نِعمَ المُؤَدِّبِ


-الشريف الرضي.

‏مَقامُ الفَتى عَجزٌ عَلى ما يضيمُهُ
وَذُلُّ الجَريءِ القَلبِ إِحدى العَجائِبِ

إِذا قَلَّ عَزمُ المَرءِ قَلَّ اِنتِصارُهُ
وَأَقلَعَ عَنهُ الضَيمُ دامي المَخالِبِ

وَضاقَت إِلى ما يَشتَهي طُرقُ نَفسِهِ
وَنالَ قَليلًا معْ كَثيرِ المَعائِبِ

-الشريف الرضي.

هو الشوقُ مدلولًا على مقتلِ الفتى
إذا لم يعد قلبًا بلُقيا حبيبـهِ

-الشريف الرضي.

ما أَخطَأَتكَ النائِبا
تُ إِذا أَصابَت مِن تَحِبُّ

-الشريف الرضيّ.

ما لِلهُمومِ كَأَنَّها
نارٌ عَلى قَلبي تُشَبُّ

وَالدَمعُ لا يَرقا لَهُ
غَربٌ كَأَنَّ العَينَ غَربُ

لِوَداعِ إِخوانِ الشَبا
بِ مَضَت مَطاياهُم تَخُبُّ

فارَقتُهُم وَالعَينُ عَي
نٌ بَعدَهُم وَالقَلبُ قُلبُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّني
جَلدٌ عَلى الأَرزاءِ صَعبُ

أَو أَنَّني أَبقى وَظَه
ري بَعدَ أَقراني أَجَبُّ

لا الوَجدُ مُنقَطِعُ الوُقو
فِ وَلا مَزارُ الدَمعِ غِبُّ

ما أَخطَأَتكَ النائِبا
تُ إِذا أَصابَت مِن تَحِبُّ

-الشريف الرضيّ.

كَم راحِلٍ وَلَّيتُ عَنهُ وَمَيِّتٍ
رَجَعَت يَدي مِن تُربِهِ غَبراءَ

وَكَذا مَضى قَبلي القُرونُ يَكُبُّهُم
صَرفُ الزَمانِ تَسَرُّعاً وَنَجاءَ


-الشريف الرضي.

تَبكي عَلى الدُنيا رِجالٌ لَم تَجِد
لِلعُمرِ مِن داءِ المَنونِ شِفاءَ

وَالدَهرُ مُختَرِمٌ تَشُنُّ صُروفُهُ
في كُلِّ يَومٍ غارَةً شَعواءَ

إِنَّ بَنو الدُنيا تَسيرُ رِكابُنا
وَتُغالِطُ الإِدلاجَ وَالإِسراءَ

وَكَأَنَّنا في العَيشِ نَطلُبُ غايَةً
وَجَميعُنا يَدَعُ السِنينَ وَراءَ

أَينَ المَعاوِلُ وَالغَطارِفَةُ الأولى
هَجَروا الدِيارَ وَعَطَّلوا الأَفناءَ

فَاِخلِط بِصَوتِكَ كُلَّ صَوتٍ وَاِستَمِع
هَل في المَنازِل مَن يُجيبُ دُعاءَ

وَاِشمُم تُرابَ الأَرضِ تَعلَم أَنَّها
جَرباءُ تُحدِثُ كُلَّ يَومٍ داءَ

-الشريف الرضيّ.

يا عاذِلَ المُشتاقِ دَعهُ فَإِنَّهُ
يَطوي عَلى الزَفَراتِ غَيرَ حَشاكا!

لَو كانَ قَلبُكَ قَلبَهُ ما لُمتَهُ
حاشاكَ مِمّا عِندَهُ حاشاكا!

-الشريف الرضي.

لَهُ مُقلَةٌ يَستَنزِلُ النَّومَ جَفنُها
إِلَيهِ كَما استَرخَى عَلى النَّجمِ هَيدَبُ

-الشريف الرضي.

‏فَرْدًا سَلكت بها المَضِيقَ وإنما
طُرُقُ العَلاءِ قليلةُ الإيناسِ

-الشريف الرضي.

‏وَالخَيلُ عَالِمةٌ مَا فَوقَ أظهُرِها
مِنَ الرّجالِ جَبانٌ كانَ أو بَطَلُ

-الشريف الرضي

الماءُ في ناظري، والنارُ في كَبِدي
إن شِئْتِ فاغترفي، أو شِئْتِ فاقتبسي

- الشريف الرضي.

‏أمُــرُّ بدارهِ فأُطيل شوقًا
ويمنعني منَ النظَـرِ البُكاءُ

-الشريف الرضيّ.

يا راحِلاً وَرَدَ الثَرى في لَيلَةٍ
كادَ الظَلامُ بِها يَكونُ ضِياءَ

لَمّا نَعاكَ الناعِيانِ مَشى الجَوى
بَينَ القُلوبِ وَضَعضَعَ الأَحشاءَ

وَاِسوَدَّ شَطرُ اليَومِ تَرجُفُ شَمسُهُ
قَلَقاً وَجَرَّ ضِياؤُهُ الظَلماءَ

وَاِرتَجَّ بَعدَكَ كُلُّ حَيٍّ باكِياً
فَكَأَنَّما قُلِبَ الصَهيلُ رُغاءَ

إِنَّ البُكاءَ عَلَيكَ فَرضٌ واجِبٌ
وَالعَيشُ لا يُبكى عَلَيهِ رِياءَ



-الشريف الرضي.


تقبل الله عبده الزاهد المجاهد المشتبك يحيى السنوار ..

«فلو كانَ قلبي بارئًا ما ألمتِهِ
ولكنَّ أسقامًا أصبنَ سقيمًا»

- الشريف الرضي.

اللهم عليك بيهود ومن عاونهم فإنهم لايعجزونك..

إذا قَرُبَ المزارُ فأنت منّي
مكانَ الروحِ من عُقدِ الكروبِ

وإن بَعُدَ اللقاءُ على اشتياقي
ترامقنا بألحاظِ القلوبِ

-الشريف الرضي.

وإنَّك أحلى في جُفوني مِنَ الكَرَى
وأعذَبُ طَعمًا في فؤادي من الأَمنِ
-الشريف الرضي