🩵☁️
ادعُ مرارًا..
أن يرزقك الله الرضا بعد القضاء، الرضى الذي يعينك على السير، ويمهّد لك العبور، لأن القضاء قد لا يوافق الهوى والأمنيات، وقد يرافقه شعور بالألم، ليستخلص منك عبودية الصبر ومنازل الأجور الرفيعة..
يقول الله في كتابه الكريم: ﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى﴾ عجيب هذا الارتباط بين الرضا والتسبيح..ما الذي يحمله التسبيح دون غيره من الأذكار حتى يكون سببًا لتسكن النفس وتقرّ العين!
ولعلّ بعض ما اهتدى إليه العارفون، يحمل في طيّاته طيف إجابه، إذ ورد في معاني التسبيح = أنه تنزيه لله عن كل نقص وعيب وخطأ، ففي كل مرة تقول فيها: سبحان الله؛ كأنك تقول في نفسك حاشالله أن يظلمني، فالظلم نقص، وحاشاه أن يسوق رزقي لغيري، لأنه كامل بعيد عن الخطأ، وحاشاه أن ينهزم أمام الغضب لأنه كامل الحكمة، وفي كمال رحمته عفو عن المخطئ وحِلم على المسيء، وغفران للزلل، ومن كمال علمه تقديره الظرف المناسب في الوقت المناسب للشخص المناسب، دون أي تقديم أو تأخير، لسابق علمه بعباده وما يتسق مع حياتهم..
هذا كله يهيئك لتسكن نفسك تمامًا، لأنك تسلّم أمورك كلها لله الذي تثق بحكمته وعلمه وفضله وكرمه وصفات كماله كلها..
ومع قليل تدبر تجد الله في كتابه يقول: اصبر وسبح..ويقول سبح لعلك ترضى، ويذكر في السياق أنك لست وحدك من تتلذذ بهذا النعيم..فإلى جوارك السماوات السبع، والأرض، ومن فيهن، وكل شيء قد علم صلاته وتسبيحه .
إنّك بعد إدراكك هذا، تحملك نفسك أن تقول: سبحان الله!