إن مسائلَ كثيرةً في هذا الزمان قد أصبحَت في عِداد البديهيات والعلوم المعتادة، في حين أنها كانت في السابق أمورا نظرية شديدة الخفاء والغموض ومحتاجةً إلى سرْد البراهين؛ إذ نرى كثيرا من مسائل الجغرافيا والفلك والكيمياء والهندسة يعرفها حتى صبيانُ هذا الزمان، بل يلعبون بها لَعِبَهم بالمَلاعيب.
وما ذاك إلا بتكمُّل المبادئ وترقِّي الوسائل وبكشفياتِ تلاحُق الأفكار، مع العلم بأنها ربما كانت نظريةً وخفيةً على " ابن سينا" وأمثاله من الفلاسفة، مع أنه لو وُزِن " ابن سينا " بمئاتٍ من فلاسفة هذا الزمان لرجَحهم في الذكاء وقوة الفكر وسعة القريحة.
فالنقص إذن ليس في ابن سينا، فهو ابن الزمان، بل النقصُ في أبيه الزمان.
- الأستاذ النورسي قُدست روحه -