من حقوق المسلم على المسلم:
(6) أن يجيب دعوته إذا دعاه.
إذا دعا المسلم أخاه إلى مناسبة من مناسباته الخاصة أو إلى مناسبة من المناسبات العامة كان حقًّا عليه أن يجيب دعوته، وهي وسيلة لألفة القلوب وتلاقي الأبدان وفيها يتم تداول الرأي وتلاقح الأفكار وعموم الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم.
وفي الحديث الشريف التالي الأمر بإجابة الدعوة قال ﷺ: "إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها"، وفي هذا الحديث النص على عصيانه إذا لم يفعل قال ﷺ: "ومَن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله"، وفي هذا الحديث النص على أنه من حقوق الأخوة الإسلامية قال ﷺ: "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه..".
وإجابة الدعوة إذا كانت لعرس فهي فرض عين بشروط، هي:
- أن يدعى إليها الأغنياء والفقراء بلا فرق، وفي الحديث قال ﷺ: "بئس الطعام طعام الوليمة: يُدعى إليه الأغنياء، ويُترك المساكين".
- وأن يكون الداعي والمدعو مسلمين.
- وأن يدعوه في اليوم الأول، إذا أولم في أكثر من يوم، وأما في الثاني فمستحبة، وفي الثالث مكروهة، وفي الحديث: "طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام يوم الثالث سُمعة، ومن سمَّع سمَّع الله به".
- وأن يدعوه للتودّد والتقرّب، لا لخوف منه ولا لطمع فيه.
- وأن لا يكون الداعي ظالمًا أو شريرًا، أو صاحب مال حرام.
- أن لا يكون فيها منكر، فإن كان المنكر يزول بحضوره، وجب حضوره، وإجابة الدعوة، وإزالة المنكر.
هذا في وليمة العرس خاصة، وما سواها يندب إجابتها.
ومن دعي إلى وليمة فحضر كان له أن يأكل منها أو يدع، وفي الحديث قال ﷺ: "إذا دُعي أحدكم إلى طعام فلُيجب، فإن شاء طَعِم، وإن شاء ترك"، فإذا لم يأكل دعا لهم بخير، قال ﷺ: "إذا دُعي أحدكم فليُجب، فإن كان صائمًا فليُصل، وإن كان مفطرًا فليطعم"، ومثل الصائم: من لم يطعم.
نسأل الله تعالى أن يعم الخير بيوت المسلمين وتحصل الألفة بينهم ويجمع الله بين صفوفهم على عدوه وعدوهم.
#حقوق_المسلم
.