بقي أن ينصرف الناس عن البحث في سؤال: هل انتصرت غزة، هل كانت رؤية المقاومة صحيحة.. إلخ الأسئلة التي يلقيها الشخص عن مواقف غيره وينتقل إلى الأسئلة التي يبحث فيها عن مواقف نفسه وفئته: هل فعل ما يتوجب عليه، هل يمكن أن يلقى الله تعالى سالمًا من دماء إخوانه، هل يطمع أن يثاب أو يخاف أن يعاقب على المقام الذي قامه أثناء تلك الأيام الماضية؟ فإن وجد خيرًا حمد الله وسعى في الازدياد، وإن وجد تقصيرًا سعى في التعويض وأبواب الاستزادة والتعويض مشرعة كثيرة متنوعة. .
هل تعلم ما معنى أن يخرج كلُّ "النساء" الأسيرات وكلُّ "الأطفال" الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي وينالوا حريتهم بفعل المقاومة؟ نسيت أنك لا تدرك هذه المعاني وأنك تفضل - على موت نفسك-: أن تقدم امرأتك لتغتصب وتفتي بهذا الناس! أف لآفة النسيان تلك التي تجعلنا نخاطبك كإنسان! .
إخواني وأخواتي الذين سخرهم الله تعالى سنة وفوق السنة للوقوف مع إخوانهم ومناصرتهم - بارك الله لكم وكتب أجركم - أدعوكم إلى الوقوف على ثغر الدعم والمساندة الإنسانية الواجبة اليوم، وهذا فرض وهو في أهميته لا يقل عن عملكم السابق، وفقكم الله وسددكم، وأغاث بكم أهل غزة إطعامًا وكسوة وتطبيبًا وإيواء. رب يسر وأعن يا كريم. .
اللهم إني أشهدك أني يسرني ما يسر كل مسلم ويسوءني ما يسوء كل مسلم، وأن قلبي يتسع لما لدى إخواني وأخواتي من فرح وحزن، وإني أحتسب ذلك عندك فيما أدخر من أعمالي لديك. .
لقد رأينا جميعًا ما حققته المقاومة الباسلة وحاضنتها من إنجازات مدهشة، وهنا صحنا: "انتصرت غزة".
ثم سمعنا كلمة النصر التي ألقاها الأستاذ خليل الحية الذي تنبأتُ يوم ألقى "السنوار" عصاه أنه سوف يتلقاها، وبها - بمشيئة الله - يلقف ما يأفك الأعداء، وهنا صحنا: "انتصرت غزة".
ثم رأينا اليوم ما أسعد قلوبنا وأبهج نفوسنا من مشاهد في أرض العزة أخرست الألسنة وقطعت قول كل معاند ومناكف كان يجادلنا أمس في حقيقة النصر، وهنا صحنا: "انتصرت غزة".
ثم سمعنا الليلة كلمة "الملثم" "المنفوح" "المبارك" أبي عبيدة رضي الله عنه وأرضاه فكانت نورًا على نور على نور على نور، وهنا صحنا: "انتصرت غزة".
ولهذا لن أقول بعد اليوم "انتصرت غزة" مرة، بل أربع مرات. .
حساب الأسرى بالعدد في إطار بحث الجدوى خطأ ، وذلك أن الأهم هو النوعية ، فالأهم هو خروج النساء والأطفال وأصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية جدا ، أما النساء والأطفال فلحرمتهم وحساسية أمرهم، وأما المؤبدات ونحوها فلأن مصيبتهم في البقاء حتى الموت ، فهم في حكم الأموات إلا أن يشاء الله ، ويبقى أصحاب المحكوميات البسيطة والمتوسطة،فهؤلاء لو قدر عدم خروج بعضهم فإن أمرهم أخف .
والصفقة الحالية مع أنها ليست في الأساس لموضوع الأسرى، وليس فيها الجنود والضباط ، مع ذلك تضمنت ما يقرب من 300 مؤبد من أصل 550 تقريبا أي أكثر من النصف، وكل النساء والأطفال ..وعددا من أصحاب المحكوميات العالية .
وإن كانت الصفقة القادمة أكبر ، فلا شك أنها ستكمل إخراج أصحاب المؤبدات ، وربما كل أصحاب المحكوميات العالية .
نسيان يوم السابع من أكتوبر أمنية إسرائيل وأعوانها، ومن أجل ذلك كانت تلك المجازر والدمار، وواجب علينا ألا ننساه.
وهل ينسى يوم: - أعطانا الأمل في تحرير القدس. - ومنحنا الرجاء في هزيمة العدو. - وقربنا من تحقيق النصر مسافة لم تحدث من قبل. - ومسح اليأس، ومحا مخططات التطبيع، ونسخ ما كان قبله من سعي في قتل القضية، وجعل إسرائيل دار رعب، وصنع هذا الطوفان الذي بعثنا شيئًا جديدًا في العالمين.
إن نسيان مثل هذا - والله - خيانة، ولسنا بالخائنين ما حيينا. .
مباركة ووصية: مَن كتبهم الله تعالى في هذه الحـ.ـرب مِن الشهداء: اصطفاهم، ومَن كتبهم مِن الأحياء بعدهم: استبقاهم، والاصطفاء والاستبقاء كلاهما سنة ربانية.
وليس بالضرورة أن يكون "الراحلون" خيرًا مِن "الباقين" بسبب نيلهم الشهادة، أو يكون "الباقون" خيرًا من "الراحلين" لتحقيقهم النصر، إنما يتميز هؤلاء وهؤلاء عند الله تعالى بالتقوى والعمل الصالح. شأنهما في هذا شأن الفقراء والأغنياء في السبق إلى دخول الجنة وحيازة الدرجات فيها؛ يسبق الفقير إلى الدخول وربما سبقه في الدرجة الغني الذي يدخل بعده.
فليجتهد مَن بقي مِن الأحياء في حفظ الإرث الذي خلّفه له أخوه الذي اصطفي من الشهداء وليعمل على تنميته وتثميره فإنه بذلك يلحق رتبة الشهيد وربما يفوقه.
شأنهما في ذلك شأن الصحابيين الذين أسلما معًا وجاهدا معًا واستشهد أحدهما وكان أكثر اجتهادًا وأخِّر الآخر بعده سنة كاملة فرآهما طلحة بن عبيد الله في المنام قد أُذن للمتأخر منهما بدخول الجنة قبل الشهيد، وذلك إن شاء الله لقيامه على إرثه من بعده في صيانة الإنجاز وإكمال المهمة.
أكتب هذه الكلمات ليزول حزن مَن يبكي على فوات الشهادة، وليعلم أن الله كما اصطفى أخاه لحكمة قد استبقاه لمهمة، فكلاهما مصطفى مختار.
تقبل الله الراحل، وأعان الباقي. والحمد لله على كل حال.
من أسباب النصر: أن يفرِّق الله تعالى صفَّ الكافرين - ينافر بين قلوبهم، ويباعد بين مقاصدهم وأهدافهم، ويشتتهم في سبلهم وطرقهم ومشاغلهم، ومن جنسه ما وقع في هذه الجولة، قال الله تعالى: {وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله}. .
سجدة شكر لي معك يا أرضُ وعدٌ، في أيّ وقتٍ رأيتُ فيه وجوهَ الأحرار خارجَ الأسوار النتنة: - أن أعفّر فيك الجبين. - وأثني على الجبّار الذي وفّق أولئك الكرام لهذا. - وأستغفر لمهندس المرحلة وإخوانه. - وأدعو بأن يكون من بينهم "مهندس" جديد يأتي بالفتح. .
أحضُّ كلَّ طالب وطالبة علم على العودة إلى قراءة القرآن الكريم من جديد: - قراءة فهم. - قراءة تدبر. - قراءة عمل. إن غياب القرآن الكريم عن حياة المسلمين - العلم به والعمل به - جعل كثيرًا من المفاهيم الأساسية لدينا غريبة أو بعيدة ونشأ عن هذا تدابر في العلاقات عميق أو كبير.
وبخطوات قليلة محددة أحث كل طالب علم وكل مسلم مثقف على أن يتعامل مع القرآن الكريم على النحو المعين التالي: ١- أن يقوّي صلته بالقرآن سماعًا أو تلاوة كل يوم بانتباه شديد وتركيز قوي.
٢- أن يختار تفسيرًا مختصرًا مثل: "زبدة التفسير" أو مختصر تفسير البغوي" أو "المختصر في تفسير القرآن الكريم" ثم تفسيرًا متوسطًا، مثل: "تفسير ابن كثير" أو "التفسير الوسيط" أو "أيسر التفاسير" ويجعله عمدة له في فهم القرآن الكريم عن طريق قراءته من البداية إلى النهاية وكلما انتهى منه ابتدأه إلى أن يستظهره.
٣- أن يطالع كتابًا يتناول الحديث عن القرآن الكريم بلغة معاصرة وصورة مجملة موضوعية ومقاصدية مثل: "نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم للشيخ محمد الغزالي" أو "التفسير المقاصدي لسور القرآن الكريم للشيخ عبد البديع أبو هاشم" ونحوهما ليقف على هذا الجانب المهم من جوانب تناول القرآن الكريم.
٤- أن يجعل له صلة بتدبر القرآن الكريم في الصلاة - خاصة قيام الليل - يتفهمه، وصلة بمعانيه الإيمانية يبحث عنها بين ثناياه ليغذي بها قلبه وعقله، وصلة عملية بتكاليفه يأخذ بها أعضاءه، حتى يصير القرآن الكريم عقيدته وشريعته وخلقه.
هذه رحلة أساسية لا بد منها لكل طالب علم، ومرحلة عظيمة حتمًا يتعنّاها، وهي بوابة العلوم والفتوح والخيرات والبركات.
فأقدِم.. إنها الرحلة التي لن تخرج منها كما دخلتها، ولن تندم على لحظة واحدة قضيتها فيها.
1- يخدم العدو. 2- ويدل على عفن قلبه وفكره. مَن يتماهى مع سردية الخسائر المادية، ويتجاهل واجب المدافعة الشرعي والعرفي والعقلي، ويسكت عما حصله الأبطال والمرابطون من نصر وما قدموه من ثبات في وجوه (الأحزاب)، ويغض الطرف عن الثوابت الشرعية التي تواترت نصوص القرآن والسنة على تثبيتها في قلوب المؤمنين. .
" إن حصول النصر لا ينافي ما يقع في خلال ذلك من قتل وجرح وذلك أن الخلق كلهم يموتون فليس في قتل الشهداء مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبني آدم فمن عدّ القتل في سبيل الله مصيبة مختصة بالجهاد كان من أجهل الناس ، فإن الموت يعرض لبني آدم ، فالذين يعتادون القتال لا يصيبهم أكثر مما يصيب من لا يقاتل بل الأمر بالعكس كما قد جربه الناس ، ثم موت الشهيد من أيسر الميتات "
مجالس النور من أجل أسباب دخول البركة على البيوت إحياء ذكر الله فيها، ومن وسائل ذلك الاجتماع معهم على قراءة العلم النافع ولو لوقت قليل منتظم، ومن تلك الكتب التي تصلح للقراءة المنزلية مع الأهل، حتى لو كانت ثقافتك الدينية متواضعة:
مجلس قرآن لتصحيح القراءة والحفظ التفسير: أيسر التفاسير للجزائري الحديث: شرح رياض الصالحين للعثيمين الآداب: موسوعة الآداب الإسلامية لعبدالعزيز ندا العقيدة: البناء العقدي للجيل الصاعد، أحمد السيد العقيدة (الأسماء الحسنى): هنيئا لمن عرف ربه لخالد أبو شادي الفقه: التعليق المحرر على كتاب الفقه الميسر لمحمود عبدالهادي السيرة: اللؤلؤ المكنون للعازمي
راعيت في الاختيار بساطة الأسلوب وانخفاض ثمن الكتاب في السوق غالبا (باستثناء كتاب السيرة)، ومن شق عليه شراء شيء منها فكلها متوافرة pdf
كلام مؤرخ عسكري يقول المؤرخ العراقي اللواء الركن محمود شيت خطاب في كتابه (الرسول القائد) عن غزوة أحد: «لا أتَّفق مع المؤرِّخين في اعتبار نتيجة غزوة أُحد نصرًا للمشركين واندحارًا للمسلمين؛ لأنَّ مناقشة المعركة عسكريًّا تُظهر انتصار المسلمين على الرغم مِن خسائرهم؛ ذلك بأنَّ المسلمين قدِ انتصروا أولاً في ابتداءِ المعركة، حتى استطاعوا طردَ المشركين من معسكرِهم، والإحاطة بنِسائهم وأموالهم، وتعفير لوائهم في التراب، ولكن التفاف خالِد بن الوليد وراءَ المسلمين وقطع خطِّ الرجعة عليهم جعَل قوَّات المشركين تُطبق على المسلمين مِن كافة الجوانب، وهذا الموقف في المعركة جعَل خسائر المسلمين تكثُر، ولكن بقِي النصر في جانبِهم إلى آخِر لحظة؛ لأنَّ نتيجة كل معركة عسكريًّا لا تُقاس بعدَد الخسائر في الأرواح فقط، بل تقاس بالحصول على هدفِ القتال، وهو القضاء المبرم على العدوِّ ماديًّا ومعنويًّا، وهذا هو الذي لم يحدُث، ولا يمكن اعتبار فشل القوَّة الكبيرة - وهي قوَّة قريش حينئذٍ - في القضاء على القوَّة الصغيرة ماديًّا ومعنويًّا في مِثل هذا الموقف - نصرًا.
ولم تستطعْ قريش أن تؤثِّر على معنوياتِ المسلمين؛ ولذا رأينا المسلمين بعدَ انتهاء غزوة أحد بيوم واحد، قدِ استطاعوا الخروج لمطاردة المشركين، دون أن تجرؤَ قريش على لقائِهم بعيدًا عن المدينة، فكيف يُمكن أن يقال: إنَّ المسلمين هُزِموا، وقد رأيناهم يخرجون بعيدًا عن المدينة ليطاردوا قريشًا، وقريش لا تجرؤ على مواجهتهم؟!». .
هذه مجازفات عجيبة، تجعل الثقة بكاتب هذا الكلام هباء، وما هي بأول هيشاته، خذ مثلًا على مجازفاته قوله: (إن أحداً من المؤرخين لم يجرؤ أبدا أن يصف ما حصل في أحد بأنه (انتصار) لأنهم كانوا أعقل وأصدق ممن يزيفون الواقع والحقائق، ويغطون على سؤال المحاسبة، بالمظلومية تارة وبالنصر الزائف تارة، والحكم الإلهية تارة، وبهذه الثلاثة مجتمعة تارات أخر).
- ماذا لو كان أحد من المؤرخين وصف ما حصل في أحد بأنه انتصار، هل لا يكون عاقلًا؟ ولا يكون صادقًا؟ ويكون مزيفًا للحقائق؟ ويغطي على سؤال المحاسبة بالمظلومية، أو بالنصر الزائف، أو بالحكم الإلهية أو بها مجتمعة؟! - وماذا لو كان هذا الواصف من الأئمة الذين لا يصلح وصفهم بهذا الوصف أبدًا؟ - ثم ماذا لو كان من الصحابة رضوان الله عليهم أيها الكاتب؟! - ثم ماذا لو كان هذا الواصف حبر الأمة وترجمان القرآن وكان يحاجج عليه وينقل أدلته وحججه عليه من القرآن؟!
مَن ساعتها أيها الكاتب أولى بوصف الجريء، غير العاقل، وغير الصادق، والمزيف، وتلك الأوصاف التي يغطي صاحبنا الكاتب بها عواره العلمي؟
وحديث ابن عباس في مسند الإمام أحمد: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد (يعني: ما نصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم في موطن كما نصره يوم أحد). وهو في زاد المعاد الذي يتكئ عليه الكاتب في مقالته هذه اتكاء من يعرف الاسم ولا يفتش المضمون. وهو في دروس شيخه برهامي المنشورة، إن شاء دللته على العنوان والموضع، وما بين القوسين من توضيح كلام ابن عباس هو كلام شيخه هذا.
إنني أخشى أن أناقش هذه الكلمة بتفاصيلها فأنتهي من مناقشتها إلى أن الكاتب من المخذلين المرجفين الذين يومئ إليهم، وليس من الناصحين كما يشدد على وصف نفسه في هذه الكلمة السيئة. يزكي نفسه ويرمي غيره بالنقائص، على غير عادة أهل العلم في كتاباتهم وكلماتهم بل أهل الإيمان!!
نعم كنت أتمنى أن أجد علمًا ينتقد وليس (مجازفات) و (اتهامات).
فحسب القارئ أن يدرك ضعف هذا الكلام وما بني عليه من تلك المجازفات التي لا يلقيها طالب علم صغير، فضلا عن من يرشح نفسه لهذه المقامات ويتحدث في هذه المضايق والنوازل!
ولله در ابن تيمية إذ يقول: "يفسد الدنيا ثلاثة أنصاف: نصف فقيه ونصف طبيب ونصف نحوي، فنصف الفقيه يفسد الدين ونصف الطبيب يفسد الأبدان ونصف النحوي يفسد اللسان".
ومن وقف على الواقع - وإن حققه - ولم يقف على الأدلة كيف يكون فقيهًا، ومن وقف على بعض ذلك أولى ألا يكون، فكيف به وهو يزيفه. ومن جازف تلك المجازفات وكال تلك السباب والتهم فليس كذلك قطعًا. والله الموعد.