خلال العامين الماضيين حدثت تطورات أوحت بأن الأسد كسر جدار العزلة العربية، وأصبح مجددا حاكم سوريا المعترف به في محيطه الإقليمي، مما دفع أيضا عدة دول أوروبية لتغيير موقفها منه، فيما كانت عملية هندسة المشهد الداخلي حزبيا وسياسيا وأمنيا بمنزلة تمهيد للإعلان عن انتصار النظام على قوى الثورة المناهضة له بعد قرابة 14 عاما من الحرب التي استباح خلالها الأسد وحلفاؤه دماء السوريين بلا رادع.
في ضوء ذلك، تركز الحديث خلال العام الجاري عن مصير فصائل المعارضة السورية، خاصة مع تصاعد الحديث عن تطبيع في العلاقات التركية السورية، ومدى تأثير ذلك على واقع ومستقبل تلك الفصائل في حال انسحاب الجيش التركي من نقاطه العسكرية في المناطق المحررة، وما إذا كانت ستتمكن من الصمود وحدها في وجه قوات النظام.
لا يصح عزو انهيار قوات النظام في حلب وإدلب لعوامل ذاتية تخص النظام وحلفاؤه فقط، إنما توجد عوامل أخرى تخص الطرف المهاجم، وهو فصائل الثورة. فعقب انتهاء آخر حملة عسكرية للنظام على المناطق المحررة في 2020، بدأت عملية دراسة أسباب الانهيار الميداني وسط فصائل الثورة خلال القتال، وبدأ العمل على تلافي المعوقات، ومن أبرزها ضعف القيادة والسيطرة، وتعدد مراكز صنع القرار العسكري.
https://www.aljazeera.net/politics/2024/12/3/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%a7-%d8%b3%d8%a8%d8%a8-%d8%a7%d9%86%d9%87%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa