ليس من شرف المعدن أن تُعرِض وتُبقي من خلفك حروف الذم وأبيات الشكوى من الناس والزمان!
فهذا مما أبغضه من أخلاق الناس
متى أعرضتَ فاهجر هجرًا جميلا، فيه بيان خبئك وسريرتك وما يليق بك، ولا تُبقِ من خلفك نُؤيًا، أو طللًا تتلو عليه قصائد الشكوى والشك والذم، وكن كما قال أبو الطيب يخاطب قلبه:
حببتك قلبي قبل حبك من نأى
وقد كان غدَّارًا؛ فكن أنت وافيا!
والأصل:
أن ما كان لله فهو يرتفع إليه، قد علمه ورآه، وهذا حسب المحب والله!
وما لم يكن له فهو طللٌ دارس تجُرُّ عليه الريح ذيولَ النسيان والمحو، وتُلحقه بأصله: التراب والفناء!
وكلنا يغدو، وكلنا مرتحل فانٍ!
ورحم الله محمود حسن إسماعيل فقد قال يصف قبرا:
قبرٌ بمدرجة الرياح مُعفَّرُ!
البوم ضيفُ تُرابِه والقُبَّرُ!