يَا رَبَّةَ السِّتْرِ لَا انْجَابَتْ غَوَادِيكِ
عَنْ جَوِّ مَغْنَاكِ أَوْ يَخْضَرَّ وَادِيكِ
وَزِدْتِ فِي كُلِّ يَوْمٍ عِزَّةً وَسَنًا
وَلَا خَلَا مِنْ رِجَالِ الْحَيِّ نَادِيكِ
لَا زَالَ مَرْبَعُكِ الدَّانِي الظِّلَالِ حِمَىً
رَحْبًا لِعَاكِفِكِ الثَّاوِي وَبَادِيكِ
وَأَنْتِ يَا عَذَبَاتِ الْبَانِ لَا بَرِحَتْ
تَهِيجُ أَشْوَاقَنَا أَلْحَانُ شَادِيكِ
وَمَاسَ مِنْ كُلِّ غُصْنٍ مِنْكِ مِنْ طَرَبٍ
عِطْفٌ وَتِهْتِ دَلَالًا فِي تَهَادِيكِ
وَيَا مِيَاهَ الْحِمَى لَا زِلْتِ طَيِّبَةً
يَرْوَى بِشُرْبِ الزُّلَالِ الْعَذْبِ صَادِيكِ
وَيَا فَوَارِطَ أَيَّامِي بِخَيْفِ مِنًى
لَوْ كَانَ يُفْدَى زَمَانٌ كُنْتُ أَفْدِيكِ
وَيَا رَسَائِلَ وَجْدٍ لَا أَبُوحُ بِهَا
إِلَى الْأَحِبَّةِ عَنِّي مَنْ يُؤَدِّيكِ!
أُخْفِيكِ عَنْ عُذَّلِي صَوْنًا وَتَكْرِمَةً
بَلِ الْمَدَامِعُ وَالْأَنْفَاسُ تُبْدِيكِ
وَيَا رِكَابَ الْحِجَازِ الْقُودَ لَا نَقِبَتْ
مِنَ السُّرَى أَبدًا أَخْفَافُ أَيْدِيكِ
وَلَا عَدَلْتِ عَنِ النَّهْجِ الْقَوِيمِ وَلَا
مَالَتْ إِلَى غَيْرِ أَحْبَابِي هَوَادِيكِ
وَنِلْتِ مَا شِئْتِ مِنْ وِرْدٍ وَمِنْ كَلَأٍ
وَلَا نَبَا السَّمْعُ عَنْ تَغْرِيدِ حَادِيكِ
كَمْ ذَا التَّمَادِي ذَرِي التَّعْلِيلَ وَابْتَدِرِي
إِلَى الْحِمَى فَعَنَائِي مِنْ تَمَادِيكِ
سِيرِي فَأَنْوَارُ أَقْمَارِ الْمَحَامِلِ إِنْ
حَارَ الْأَدِلَّةُ فِي الْبَيْدَاءِ تَهْدِيكِ
وَيَا قِبَابَ حِمَى سَلْعٍ حَوَيْتِ عَلَى
رِقِّي بِمَا أَسْلَفَتْ عِنْدِي أَيَادِيكِ
فَتَحْتِ بِالرُّشْدِ عَنْ عَيْنَيَّ بَعْدَ عَمًى
وَأَسْمَعَ السِّرَّ مِنْ قَلْبِي مُنَادِيكِ
حَقٌّ عَلَيَّ أُوَالِي مَنْ بِكِ اعْتَلَقَتْ
أَسْبَابُهُ وَأُعَادِي مَنْ يُعَادِيكِ
إِنِّي وَإِنْ تَكُ أَضْحَتْ عَنْكِ نَازِحَةً
دَارِي لَأَرْعَى بِظَهْرِ الْغَيْبِ وُدِّيكِ
لَا زَالَ سُكَّانُكِ الْقُطَّانُ فِي دَعَةٍ
وَفَازَ رَائِحُكِ السَّارِي وَغَادِيكِ
وَأَنْتِ لَا تَجْزَعِي يَا نَفْسُ مِنْ بِدَعٍ
مُضِلَّةٍ وَرَسُولُ اللهِ هَادِيكِ
أَجَارَكِ اللهُ لَوْلَا دِرْعُ سُنَّتِهِ
لَكَانَ سَهْمُ الْهَوَى الْفَتَّانِ يُرْدِيكِ
لَا تُخْلِفِي مَوْعِدِي فِي حِفْظِ مَنْهَجِهَا
فَلَسْتُ أُخْلِفُ فِي حِفْظِيهِ وَعْدِيكِ
#الصرصري