السَّلام عليكَ يا صاحبي،
بقيَ الأحنف بن قيس يصوم تطوعاً حتى بلغ من العمر عتياً،
فقيل له ذات يوم: إنكَ كبير والصوم يُتعبك،
فقال: إني أُعدُّه لسفر طويل،
لسفرٍ طويل يا صاحبي، فتأملها!
ولستُ أريد أن أُخيفك مع أنَّ من أخافكَ فقد أمّنكَ،
ومن أمّنكَ فقد أخافكَ!
ولكني أُناديك: الزاد، الزادَ!
ما بعد الحياة سفر إلى الله يا صاحبي،
والدنيا موضع التزود، فتزوَّد!
وكلما صعب عليكَ أمر تعزَّ بالجنّة!
يا صاحبي،
كان النبيُّ ﷺ يُعزّي أصحابه بالجنة دائماً،
تُقطع ذراعي جعفر بن أبي طالب،
فيخبرهم أنَّ الله قد أبدله بهما جناحين في الجنة،
ويرى الصحابة مناديل حرير لملوك فارس فيعجبوا به،
فيخبرهم أن مناديل سعد بن معاذ في الجنة أجمل منها!
ويموت لأحدهم ولد صغير،
فيخبره أنه في كفالة إبراهيم عليه السلام وسارة
ويموت عبد الله بن حزام فيبكيه جابر ابنه،
فيخبره أن الله أحيا أباه وكلمه كفاحاً،
وقال له: عبدي، تمنَّ!
ويمرُّ على آل ياسر في العذاب،
فيقول معزياً: صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة،
الجنة عزاء عن كل مشقة يا صاحبي فتعزَّ!
يا صاحبي،
هذه الدنيا ستنقضي بحلوها ومرها،
جوع الصيام وعطشه سينقضي ويثبت الأجر،
وتعب القيام سيزول وتبقى الحسنات،
والممشى إلى المسجد سيُنسى أما الأجر فيُذكر،
فتذكر لحظة دخول الجنة يهُنْ عليك كل شيء!
والسلام لقلبكَ