"الأسد أو نحرق البلد = بقي البلد وحُرق الأسد"
في قلب أمةٍ أثقلتها المعاناة، ووسط نيرانٍ تتأجّج في كلّ زاويةٍ من زوايا الوطن، ارتفعت أصواتٌ تهدد وتحذر: "الأسد أو نحرق البلد!" كانت كلماتهم كالسيف المسلول، تمزق نسيج الأرض التي حملتهم وحمتهم يومًا.
لكنّ للقدر مسارٌ مختلفٌ، وللتاريخ حكمته!
ظلّت البلاد شاهدةً على مآسيها، تتنفّس رماد الحرائق وتلعق جراحها، بينما احترق "الأسد" بمعناه ومبناه.
لم يبقَ من جبروته إلا أطلالٌ تروي قصص الطغيان، وألسنة نارٍ التهمت كل شيء، إلا فكرة الحرية التي استوطنت قلوب أبنائها.
يا لوطنٍ يحمل بين طيّاته دروس التاريخ، يعلمنا أنّ القهر قد يُشعل الحرائق، لكنّه لن يُطفئ أحلام الأحرار. فالأسد قد يحرق نفسه، لكن البلاد تبقى، تُجدّد عهدها مع الحياة كلما ظنّ الطغاة أنها أفلتت إلى العدم.