فيها كلّ ما يُشبهُكَ تمامًا، تمسح على قلبكَ وتشاطركَ ذات الشعور، نكتبُ لأجلكَ تحديدًا، تحتويكَ بدفءٍ، تجمعُ ما تبعثرَ فيكَ بعد شتات!
في غياهب الأدب وجمال الشعر وروحانيّة الدّين، نحنُ هُنا.💜🌸
لابد أن تحرص على حذف المعاصي من حساباتك، لئلا تعاني في قبرك من استمرار الآثام، ويعاني من يحبك بالسعي لإغلاق حساباتك، فإن لم يستطيع فتستمر الذنوب تلاحقك إلى يوم القيامة، وإن استطاع حذفها فمن الذي سيحذفها من صحيفتك وأنت لم تتوب منها؟ اتّق الله في نفسك وقف وقفة صادقة في حالك
بعد اختلاطي مع أكثر من سجين من السّجناء الذين تحرروا مؤخّرًا. تيقنتُ تمامًا أنّ السّجنَ رغم عذابه وظلمته هو نعمة من نعم الله قد اختار اللهُ له مَن علم باتساع انفسهم وتحمّلهم وصبرهم في سبيل الله.
وبعد تأمّلي لهذا الأمر تذكّرت قصّة سيدنا يوسف عليه السّلام حين هُدِدَ بالسّجنِ فدعا ربّه قائلا: *﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ﴾* فالنّبيّ يكون مؤيَّدًا من الله بالوحي والحكمة. وكان اختيار النّبيّ يوسف للسجن محض خير وتوفيق وتمكين.
نسأل الله التمكين لأمّة محمد صلى الله عليه وسلم. والحمد لله الذي أنجا عباده من ظلمات السجن ونسأل الله أن يحرر كل مظلوم في سجون العالم.
•• واللّه ما رأيت شيئًا أحبّ إليّ من بيتٍ هاديءٍ لا يعلم الناس من أمره شيئًا ... فيه زوجان متحابان ، اجتمعا على طاعة الله وأمنهِ ، تحاوطهما جدران دافئة ، وأحاديث طويلة لا تمت للواقع بصلة ، يختلفان وينسجمان ، يتخاصمان ويتصالحان ، يشدان ويجذبان ، ولا يعلم الناس بأمرهما ... هما في عالمٍ بسيط يحدّه شمالا هو ، وجنوبا هي ، شرقه وغربه كل مشاعر الودِّ والحبِّ)".
"مِن آدَاب قلبِك ألَّا تقسو عليهِ تأنيبًا، ولا تنهرهُ تعذيبًا، بل درِّبه تهذيبًا وأدِّبه تحبَيبًا، ولا تجعَله سهلًا لمَن هَبَّ و دَبَّ، ولا تُسكِن فيهِ من لا يلِيق، ولا تجعَل نبضَه هبَاءً بل اسقهِ الحُبَّ دعَاء، وأقِمهُ بالدِّين تَقُم، فإن قامَ أقامَك"
إنَّ إبليس قال: \"أهلكت بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بالاستغفار وبـ\"لا إله إلا الله\"، فلمَّا رأيتُ ذلك بثَثْت فيهم الأهواء، فهم يُذنِبون ولا يتوبون؛ لأنَّهم يحسَبُون أنهم يُحسِنون صنعًا\"؛
لا بُدّ لكلّ واحدٍ منّا أن يُسجّل يومًا فاصلًا، يكون مختلفًا بعده، يترك فيه ذنبًا، يأخذ عهدًا، يجدّد نِيّةً، يُدوّن فكرةً، يبدأ خطوةً، نحتاج ليومٍ فاصلٍ يشهد لنا، يكون منطلقًا لحياةٍ أقرب للسّماء!
أول كتاب في اختيار أجود ما قالته العرب «المُفضَّلِيات» للمُفَضَّل الضَّبِي و أول قصيدة فيه لتأبَّطَ شرَّاً و اسمه ثابت بن جابر، ومما جاء فيها من بديع الحكمة قوله:
"تعظُمُ خطوبُ الدهر؛ فيُهوِّنُها لطفُ اللهِ الخفيُّ فيها، تملُّ النفسُ ويَكادُ ينفدُ صبرُها؛ فيُسلّيها ثوابُ الله لها، فإنما بالله ومع الله سلوةُ القلوب، وبه يَصِلُ العبدُ وإن عزَّ عليه المطلوب، وإليه يرُجَعُ الأمرُ كلُّه فهو علامُ الغيوب"
صبّر نفسَكَ بنفسِك، فالكلُّ مُنصَرِفٌ إلى هَمِّه، وفي شُغلٍ عن معرفة حجمِ ما تُعانيه وتُقاسيه، والكلُّ فيه ما يكفيه، فاتَّكِأْ على صبرِكَ، وقَدِّر قَدمَك التي تحملُكَ إلى الآن، وتشبّث بيقينكَ باللّٰهِ فهذا مَنبع رباط الجأش، ومُثبِّت العقلِ أمام ما يراه مِنْ أهوالٍ وما تُصيبُهُ مِنْ مَصائب، فشُدّ عليكَ وَثاقَ صبرِك، واقبض على جَمْرِ أملِك، فاللّٰهُ فاتِحٌ عليكَ السماءَ بجَبْرٍ مُنهَمِر.