#الأخلاق_الإسلامية#النية_والإخلاص 📑 الدرس الأول:
النية والإخلاص.
📍النيّة وآثارها ج1.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّ العبادة ليست عبارة عن الطقوس البدنية، بل حقيقة العبادة وقوامها بلحاظ الحالة النفسية والنية القلبية، فالعبرة بالقلب والباطن لا بالقالب والظاهر.
"فحقيقة العبادة هي التسليم للحقّ قلباً، فمن لم يسلم له قلباً فهو عاص بحقيقة وجوده، ولا تفيد الأعمال الصادرة منه التي هي بصورة البرّ والتقوى، لأنها حينئذ ليست إلّا مجرّد الصورة بلا روح العبودية" [1].
وهذه
النية لها آثار كثيرة وخطيرة بينتها روايات أهل البيت عليهم السلام. ومن هذه الروايات ننقل الآتي:
1- النيّة أساس العمل:
عَنْ أبي عَبْدِاللهِ عليه السلام في قَوْلِ الله تَعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [2]. قَالَ: "لَيْسَ يَعْنِي أَكْثَرَ عَمَلاً ولَكِنْ أَصْوَبَكُمْ عَمَلاً وإِنَّمَا الإِصَابَةُ خَشْيَةُ الله والنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ والْحَسَنَةُ [3].
ثُمَّ قَالَ: الإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتَّى يَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ والْعَمَلُ الْخَالِصُ الَّذِي لَا تُرِيدُ أَنْ يَحْمَدَكَ عَلَيْه أَحَدٌ إِلَّا الله عَزَّ وجَلَّ والنِّيَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْعَمَلِ أَلَا وإِنَّ النِّيَّةَ هِيَ الْعَمَلُ ثُمَّ تَلَا قَوْلَه عَزَّ وجَلَّ: ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ﴾ [4] يَعْنِي عَلَى نِيَّتِه" [5] .
في هذه الرواية نقاط متعدّدة جديرة بالاهتمام نجملها بالآتي:
• إنّ العمل الصادر من الإنسان حسنه قد يتحقّق بكثرة العمل تارة وبإصابته أخرى.
• فسر الإمام ﴿أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ بخلوصه لا بكثرته.
• اعتبر الإمام أنّ العمل الأصوب أي الأخلص يوجب القرب منه تعالى وله درجات متفاوتة يتفاوت القرب بحسبها.
• حصر الإمام الإصابة في أمرين وهما: "خَشْيَةُ الله والنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ والْحَسَنَةُ".
• العمل لا يتحصّل ولا يتقوّم بدون نية صادقة حسنة، وينيغي حفظه عن ارتكاب الحرام، وإنّما يحصل ذلك بملكة الخشية والخوف من الله سبحانه.
• إصابة العمل وخلوصه ليس بمجرّد وقوعه كذلك بل باعتبار بقائه واستمراره ما دام العمر.
• إنّ الرياء كما يتحقّق في أوّل العبادة ووسطها كذلك يتحقّق بعد الفراغ منها إلى آخر العمر فيجعل ما فعل لله خالصاً في حكم ما فعل لغيره ولذا كان الإبقاء أشدّ لأنّه يحتاج إلى مراقبة النفس والمحافظة على العمل من البطلان في زمان أطول من زمان وقوعه [6].
• وفسّر الإمام العمل الخالص أنّه الذّي لا تريد أن يحمدك عليه أحد حين العمل وبعده إلاّ الله تعالى [7].
2-
النية باب سعة الرزق:
هناك روايات رويت بلفظ "من حسنت نيته" ورتبت على "حسن
النية" كذلك آثاراً دنيوية وآخروية، ومن هذه الروايات الآتي:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "ومَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُه زِيدَ فِي رِزْقِه" [8].
وعنه عليه السلام: "ومن حسنت نيته زيد في عمره" [9].
وعن الإمام علي عليه السلام: "من حسنت نيته كثرت مثوبته وطابت عيشته ووجبت مودته" [10].
واعلم أنّ الدليل على جواز الزيادة في الأرزاق، هو الدليل على جواز الزيادة في الأعمار، لأنّ الله تعالى إذا زاد في عمر عبده، وجب أن يرزقه ما يغتذي به [11].
ــــــــــــــــــ
📚ـــــــــــــــــــــ
[1]. الشيخ الكربلائي، جواد بن عباس، الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة، مراجعة محسن الأسدي، لا.م، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1428هـ - 2007م، ط 1، ج5، ص 459.
[2]. سورة الملك، الآية 2.
[3]. في بعض النسخ (والخشية).
[4]. سورة الإسراء، الآية 84.
[5]. الكليني، محمد بن يعقوب بن إسحاق، الكافي، تحقيق وتصحيح علي أكبر الغفاري، طهران، نشر دار الكتب الإسلامية، 1407هـ.، ط 4، ج2، ص 16، باب الإخلاص، ح4.
[6]. ينظر: المازندراني، محمد صالح بن أحمد، شرح أصول الكافي، مع تعليقات الميرزا أبو الحسن الشعراني طهران، المكتبة الإسلامية، 1424هــ، ط 1، ج9، ص 298.بتصرف
[7]. المازندراني، شرح أصول الكافي، ج 8، ص 49 - 52.
[8]. الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 105.
[9]. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج66، ص 408.
[10]. الليثي الواسطي، علي بن محمد، عيون الحكم والمواعظ، تحقيق وتصحيح حسين الحسني البيرجندي، قم، نشر دار الحديث، 1418هـ.، ط 1، ص 465.
[11]. الديلمي، حسن بن محمد، أعلام الدين في صفات المؤمنين، تحقيق وتصحيح مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، 1408 هـ، ط 1، ص 161.
#يتبع~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
https://telegram.me/ZADCOM