💌 #الأخلاق_والآداب_الإسلامية💌 #العلاقة_مع_النفس💌 العنوان 22 : الغنى والفقر أخلاقياًــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الغنى والفقر أخلاقياًعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم العون على تقوى اللّه الغنى" ¹.
عن الإمام علي عليه السلام: "إنَّ اللّه سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما متِّع به غني واللّه سائلهم عن ذلك" ².
كان حديثنا سابقاً منصبَّاً على الغنى المعنوي، العقلي الروحي والأخلاقي والاجتماعي، وإن كانت المواضيع التي طرحت سابقاً، يلزم منها غنى مادي في بعض الأحيان.
والسؤال الذي يطرح هنا، هل الإسلام يُنكر الغنى المادّي، ويحبِّذ الفقر المالي؟ أم أنَّ الإسلام له وجهة نظر أخرى. للجواب نقول:
🔹 نظرة الناس إلى المالبشأن المال والثروة (الغنى المالي)، اختلفت وجهات نظر الناس بين إفراط وتفريط. بعضهم أسبغ على المال أهميَّة فائقة فجعله مفتاح حل كل المشاكل، وإلى ذلك ذهب الشاعر في قوله:
فصاحة سحبان وخط ابن مقلة وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم
إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس فليس له قدر بمقدار درهم
ولذلك فإن دأب هؤلاء الأفراد جمع المال، ولا يدخرون وسعاً على هذا الطريق، ولا يتقيّدون بقيد، ولا يهتمون بحلال أو حرام.
ومقابل هذه المجموعة هناك من لا يعير أية أهمية للمال والثروة، يمتدحون الفقر ويشيّدون به، ويرون في المال عائقاً للتقوى والقرب الإلهي.
وإزاء ذاك الإفراط وهذا التفريط، تقف النصوص
الإسلامية لتبيِّن أنَّ المال مطلوب، ولكن بشروط:
أولها: أن يكون وسيلة لا غاية.
ثانيها: أن لا يكون الإنسان له أسيراً، بل أن يكون عليه أميراً.
ثالثها: أن يأتي بالطرق المشروعة، وأن ينفق في سبيل رضا اللَّه تعالى.
فالرغبة في هذا المال، ليس دليلاً على حبِّ الدنيا، بل هو دليل على الانشداد للاخرة.
ولذلك ورد عن الصادق عليه السلام، أنه لعن الذهب والفضة، فتعجب أحد أصحابه، وسأل الإمام، فأجابه: "ليس حيث تذهب إليه، إنما الذهب الذي ذهب بالدّين، والفضة التي أفاضت الكفر" ³.
فالغنى والفقر بذاتهما لا يتصفان بحسن أو قبح، بل ما يتصف بذلك هو ما يؤديان إليه، وما يلزم منهما من سلبيات أو إيجابيات.
فالمال إن أطغى وأفسد فهو مذموم، أو بالأحرى الطغيان والفساد، هو المذموم، لا المال بذاته.
أما إن أدّى إلى رضا اللَّه تعالى، وأعان على تقواه، فهو ممدوح، وهذا ما أشار إليه الحديث الأوّل "نعم العون على تقوى اللَّه الغنى" والفقر إن أفسد، فهو كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "كاد الفقر أن يكون كفراً" ⁴، وإن أصلح فهو كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "الفقر فخري وبه افتخر" ⁵.
🔹 الغنى والفقر في القرآن•
اللَّه هو الذي يغني ويفقر﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾(النجم:48)، ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾(الضحى:8)، ولكن ليس معنى هذا، أن ليس للإنسان دور في ذلك.
•
موسى عليه السلام يطلب الخروج من الفقر:﴿...فقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾(القصص:24).
•
الغني يطغى﴿... إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى﴾(العلق:6-7).
•
الشيطان يعدكم الفقر﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء...﴾(البقرة:268).
•
على الفقير أن لا ينفذ صبره﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ...﴾(النور:33).
﴿... وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ...﴾(النساء:6).
•
معالجة الفقر﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ...﴾(التوبة:60).
﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ...﴾(الأنفال:41).
﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ...﴾(البقرة:43).
•
لا تؤذوا الفقراء﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾(البقرة:263).
•
فقراء أعزاء﴿... يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا...﴾(البقرة:273).
•
أغنياء بخلاء﴿وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى﴾(الليل:8).
﴿... وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ...﴾(محمد:38).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. ميزان الحكمة، الري شهري، مج7، ص290، ح14997.
[2]. ن.م، ص300، ج15059.
[3]. بحار الأنوار، المجلسي، ج73، ص141.
[4]. ن.م، ج27، ص247.
[5]. ن.م، ج69، ص30.
🌿 #يتبع 1
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM