#سلسلة_مجالس_عاشوراء#محرم ( الليلة العاشرة )
#إصدار_السنة 2019 م 1441 هـ
📍عنوان المجلس: مجلس الطفل الرضيع (عليه السلام).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
▪️بلى سيّدي، ذبحوا رضيعَه بين يديه، وذلك يوم عاشوراء، عندما أقبل الحسين لوداع نسائه وعياله، فجاءت الرباب بعبد الله الرضيع إلى الحوراء زينب، وهي تقول: هاكم رضيعَكم يا آل محمّد، فتحملُه الحوراء زينب إلى أبي عبد الله ليودّعه، فينظر إليه وقد اصفرّ لونه من شدّة الظمأ، وجفّ لبن أمّه!
ا
✍ الرباب تصيح يا زينب إذا عندكم لبن
شوفي عبد الله قبالي صاير قماطه كفن
والله ما ظنّيت يا زينب يدور ابْنَا الزمن
ويترك العدوان بالرضعان تفجعنا بشباب
روحي يمّ حسين يا زينب أنا ما اقدر اروح
ما احتمل يا هاشميّه تزيد لجروحه اجروح
بلكتي يشوفه أبوه وترد إلى وليدي الروح
والأبو يتسلّى من عبد الله عن فقد الشباب
▪️فأخذه الحسين عليه السلام، ومشى به إلى الأعداء، رافعًا إيّاه أمامهم، مناديًا: "يا قوم، قتلتم إخوتي، قتلتم أهل بيتي وأنصاري، لم يبقَ عندي سوى هذا الرضيع، يا قوم اسقوه شربة من الماء، فلقد جفّ لبن أمّه! يا قوم، إن كنتم تخافون أن أشرب الماء، فخذوه إليكم واسقوه أنتم!
▪️"فدعا في القوم بالله من خطب فظيع نبِّئوني أأنا المذنب أم هذا الرضيع؟!".
ا
✍ لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع
لا يكن شافعكم خصمًا لكم في النشأتين
عجّلوا نحوي بماءٍ أُسْقِهِ هذا الغلام
فحشاه من أوام باضطراب وكلام
فاكتفى القوم عن القول بتكليم السهام
وإذا بالطفل قد خرّ صريعًا لليدين
▪️اختلف القوم فيما بينهم، فالتفت عمر بن سعد إلى حرملة: ويحك حرملة، اقطع نزاع القوم (يعني ارمِ هذا الرضيع).
-يقول حرملة: حكّمت سهمًا في كبد القوس، نظرت إلى الرضيع، أين أرميه؟
-في أيّ موضع من جسمه يرميه، وهو مقمّط، عمره لا يزيد على ستّة أشهر!
▪️يقول: وبينما أنا كذلك، هبّت ريح فكشفت النقاب عن وجه الرضيع، وإذا برقبته تلمع على عضد أبيه الحسين، فرميته، فذبحته من الوريد إلى الوريد!
▪️أعظم الله أجوركم! وكأنّي به يرفرف بين يديه كالطير المذبوح، ساعد الله قلبك أبا عبد الله! فوضع الحسين كفّه تحت منحر الرضيع، فلمّا امتلأت دمًا، رمى به نحو السماء، وقال: هوّن ما نزل بي أنّه بعينك يا رب!
▪️ثمّ جاء به إلى المخيّم، استقبلته ابنته سكينة، سألته عن أخيها، فقال لها: خذي أخاكِ مذبوحًا من الوريد إلى الوريد!
ا
✍ صاح بصوت يا زينب تعالي اخذي الطفل منّي
يخويه مصاب عبد الله هد حيلي ونحلّني
صابه حرمله بسهمه من عنده قطع ظنّي
ا
✍ يا زينب لمّن تشيليه ... ابهيده ويّاه لا توجعيه
السهم البنّحر خلّيه ... أريد بساعة المحشر أراويه
لأمّي الزهرا
ا
✍ طلعت زينب وصاحت ... يا عبد الله يا بعد الروح
يا عمّه يا ذنب جاني ... ويردّك حرمله مذبوح
ابنحره قامت تشمّه ... وصارت للحرم لمّه
تعاله وشوف حال امّه ... لمّن عاينت حاله
▪️جاءت زينب، أخذت الرضيع، وضعته تحت عباءتها، أقبلت إلى الرباب، قالت: رباب، عليّ الأكبر قُتِل أم لا؟ قالت: قُتِل. قالت: القاسم قُتِل أم لا؟ قالت: قُتِل. رباب، أين العّباس؟
▪️أحسّ قلبها بالشرّ، قالت: سيّدتي، هل أصاب ولدي شيء؟ قالت: رباب، هذا ولدك الرضيع مذبوح من الوريد إلى الوريد!
ا
✍يبني يا عبد الله يا غالي
يالكنت بالظلمة تلالي
بس هاي ما كانت ابّالي
أهزّ المهد والمهد خالي
▪️افتقدت زينب الرباب ليلة الحادي عشر، فخرجت تبحث عنها، سمعت أنينًا وبكاءً، فإذا بالرباب عند جسد الحسين، والرضيع على صدره!
ا
✍ الرباب اتصيح يا زينب ... عبد الله أريدنّه
وليدي وحن عليه صدري ... واريد الساع ارضعنّه
قالت بعد ما يرجع ... قالت بس اشوفنّه
يا حبيبي نادتك روحي الشجيّة
يا حبيبي يبني قوم اورد عليّه
يا حبيبي يالرحت من بين ايديّه
يا حبيبي ياللي طالت نومتك
يا حبيبي أردَ عاين بسمتك
يا حبيبي وِدّي أسمع ضحكتك
بُنيّ لقدْ كُنْتَ الأنِيسَ لِوَحْشتِي ... وسلْواي إِذْ يسْطُو مِن الهمِّ غاشِمُهْ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
↪️ #أنتهى ③
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
https://telegram.me/ZADCOM