[[ لا تخشى إثم أو حرج في نشر فضائل آل محمد و التحدث بمقاماتهم ]]عن ميثم التمار قال :
بينما أنا في السوق إذ أتى أصبغ ابن نباته قال : ويحك يا ميثم ، لقد سمعت من أمير المؤمنين
عليه السلام حديثاً صعباً شديداً .
قلت : و ما هو ؟
قال : سمعته يقول : إن حديث أهل البيت صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .
فقمت من فورتي ، فأتيت علياً السلام فقلت : يا أمير المؤمنين حديث أخبرني به أصبغ عنك قد ضقت به ذرعاً .
فقال عليه السلام : ما هو ؟
فأخبرته به .
فتبسم ثم قال : إجلس يا ميثم ، أو كل علم يحتمله عالم ؟ إن الله تعالى قال للملائكة { وَ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوٓاْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّىٓ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم ؟
قلت : و إن هذا أعظم من ذلك .
قال : و الأخرى أن موسى بن عمران أنزل الله عليه التوراة فظن أن لا أحد أعلم منه ، فأخبره أن في خلقه أعلم منه ، و ذلك إذ خاف على نبيه العجب ، فدعا ربه أن يرشده إلى العالم ، فجمع الله بينه و بين الخضر عليهما السلام ، فخرق السفينة فلم يحتمل ذلك موسى ، و قتل الغلام فلم يحتمله ، و أقام الجدار فلم يحتمله .و أما المؤمنون فإن نبينا صلى الله عليه و آله أخذ يوم غدير خم بيدي فقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه .
فهل رأيت احتملوا ذلك إلا من عصم الله منهم .
فأبشروا ثم أبشروا ، فإن الله قد خصكم بما لم يخص به الملائكة و النبيين و المرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و علمه .
فحدثوا عن فضلنا و لا حرج و عن عظيم أمرنا و لا أثم .
ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : أمرنا معاشر الأنبياء أن نخاطب الناس على قدر عقولهم .(١)
🔴 بيان :
كل ما ذكره أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم في حديثهم الشريف لشيعتهم النجباء ، ثم شيعتهم حدثوا به ، ثم وصل لعلماء الشيعة و فقهائهم ، ثم جعلوه في كتبهم الحديثية العامة ، فكل ما موجود من الأحاديث الشريفة التي ممكن الوصول إليها من خلال البحث في بطون الكتب ليس من السر الممنوع إذاعته .
لقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
حدثوا عن فضلنا و عن عظيم أمرنا ...
فكلها ضمن قاعدة رسول الله صلوات الله عليه و آله :
نخاطب الناس على قدر عقولهم .فكل ما بين أيدينا بالقطع و اليقين هو ضمن إحتمال العقل سواء مؤمن أو غير مؤمن .
لقول الصادق صلوات الله عليه :
قولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا .
ثم قال : ما عسى أن تقولوا ! والله ما خرج إليكم من علمنا إلا ألف غير معطوفة .(٢)
أما الفرق بين المؤمن و المنافق و الذي يقولون عنه محتمل و غير محتمل فهو :
المؤمن يصدق و يسلم بعقله ثم قلبه .
أما الكافر يستعلِ و يستكبر و يعاند و يرفض ، نكراناً لفضل آل محمد و حسداً لمقامهم .
و الدليل واضح ظاهر من الحديث الشريف أن علمهم صلوات الله عليهم عرض على الجميع ، فمنهم قبل و منهم رفض ، أي منهم احتمل و منهم لم يحتمل ، و ذلك قوله صلوات الله عليه :
فإن الله قد خصكم بما لم يخص به الملائكة و النبيين و المرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و علمه .فلو لم يعرض العلم على الجميع بنفس المستوى كيف مُيّز المؤمن الممتحن من غيره ، و المقرب من غير المقرب ؟!
فلا بد من أن يعرض العلم على الجميع ثم يكون التمايز على قدر التصديق و التسليم .
✍ #عبدهم_مصطفى📚 المصادر و المراجع (١)
📗المحتضر|200
📗العوالم ، الإمام علي بن أبي طالب|2|117
📗تفسير فرات الكوفي|56
📗بحار الأنوار|25|386
📗بشارة المصطفى|236
(٢)
📗بصائر الدرجات|527
📗تفسير الصراط المستقيم|3|596
📗مختصر بصائر الدرجات|63
📗بحار الأنوار|25|285
#المعرفة_بالنورانيةللاشتراك واتسآب
+96181266504
تلغرام
http://telegram.me/almarefablnoraneya