هُتِك حجابُ الله

مِن دُرر وجواهر إمامنا الجواد في معرفةِ أهل البيت
وولايتهم المُطلقة على هذا الوجود
:
❂ يُحدّثنا مُحمّد بن سِنان، يقول: كنتُ عند أبي جعفر الثاني " الإمام الجواد "صلواتُ الله وسلامهُ عليه"،
فأجريتُ اختلافَ الشيعة، فقال - الإمام "صلى الله عليه وسلم"-:

(يا مُحمَّد إنَّ الله تبارك وتعالى لم يزلْ مُتفرّداً بوحدانيّته - كان ولم يكنْ معهُ شي - ثُمّ خَلَق مُحمّداً وعليّاً وفاطمة فمَكثوا ألفَ دهر، ثمّ خَلقَ جميع الأشياء - خلق الأشياء بهم "صلواتُ الله عليهم"- فأشهَدَهم خَلْقَها وأجرى طاعتَهُم عليها - أي أجرى طاعةَ مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد على كُلّ الأشياء التي خلقها - وفَوّضَ أُمورها إليهم، فهُم يُحلّون ما يشاءون ويُحرّمون ما يشاءون، ولن يشاءوا إلّا أن يشاءَ الله تبارك وتعالى.. ثمّ قال "عليه السلام":
يا مُحمّد هذهِ الديانة الّتي مَن تقدّمها مَرَق، ومَن تَخلّف عنها مُحِق - أي بَطُلَ ولا وجود له - ومَن لَزِمَها لَحِق، خـُــذْها إليك يا مُحمّد)

[الكافي الشريف: ج1]
〰〰〰〰〰
[[وقفات توضيحيّة]]

✦ قول الإمام "صلى الله عليه وسلم": (ثُمّ خَلَق مُحمّداً وعليّاً وفاطمة فمَكثوا ألفَ دهر)
الدهر هُو أطولُ تعبيرٍ عن الزمان،
والألف هُو أكبرُ عددٍ عند العَرَب.. والحديثُ هُنا ليس عن الزمان الدُنيوي.

■هذهِ الأرقام والتقسيمات الزمانيّة والتقسيماتُ الوقتيّة في مثْل هَذهِ الروايات لا علاقةَ لها بالزَمان الدنيوي، فَهذا الكلامُ الذي جاءَ في الرواية هو قَبْل خَلْق الخَلْق، قبْلَ أن تُوجَد الأفلاكُ والنُجوم والشُموسُ والسماواتُ والأرضين وقَبْل كلِّ شيء.. فلا يُوجَد هُناك زمانٌ كهذا الزمان الذي نَحنُ نعيشُ فيه، لأنَّ الزمانُ الدنيويُّ مُرتبط بحركة الأفلاك.

✦ قولهِ: (ثمّ خَلقَ جميع الأشياء فأشهَدَهم خَلْقَها وأجرى طاعتَهُم عليها وفَوّضَ أُمورها إليهم)
هو نفس المضمون الوارد في حديث إمامنا صادق العترة "صلواتُ اللهِ عليه" حين يقول:
(خَلَقَ اللهُ المشيئةَ بنفسها، ثمَّ خَلَقَ الأشياء بالمَشيئة)
#المشيئةُ هي #الحقيقةُ الجامعة المُحيطة..
#وهُم هذهِ #المَشيئة "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم"..
#هُم #مشيئةُ الله سُبحانه وتعالى التي بها خَلَق الله جميعَ الأشياء..
فالكائناتُ اشتُقَّتْ مِن أنوارهم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم".

وحين تقولُ الروايةُ أنَّ الله تعالى #أشهدَهم خَلْق الكائنات وأجرى طاعتهم على كُلّ الكائنات
وفَوّضَ أُمورها إليهم.. فهي تُشير إلى الخِلافة الإلهيّة المُطلقة،

هَذهِ هي #الولايةُ #الكليّةُ للنبيّ وآله، هذهِ هي #الإمامةُ الكُبرى لهم في عالم #الغَيب "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم"..
#هذهِ هي المُلكُ العظيمُ الذي تحدَّث عنهُ الكتاب الكريم، كما يقولُ إمامُنا باقر العلوم في قولهِ عزّ وجلّ:
{وآتيناهم مُلكاً عظيما}
قال: #الطاعةُ المفروضة).
[الكافي الشريف: ج1]
:
أمَّا " #الإمامةُ الصُغرى" فَهي إمامةٌ لَهم في عَالم الشهادة، وهي صُورةٌ لتلكُم الإمامة الكُبرى.. يعني بمثابة (نقل حيّ مُباشر).

خِلافتهم وَولايتهم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم" خِلافةٌ #إلهيّة واسعةٌ نَافذة على كُلِّ الوجود بما فيه..
هي خلافةٌ #أوسعُ بكثيرٍ وكثير وكثير وكثير مِن هذهِ المَعاني التي يتحدّث عنها العُلماء في كُتُبهم حين يتحدّثون عن الخِلافة الظاهريّة للأئمة ويُعرّفونها بأنّها رئاسةٌ عَامّةٌ على الدين والدُنيا..
أو يتحدّثون عن الخلافةِ السياسيّة التي سَلَبها فَلانٌ وفلانٌ مِمّن لا قيمةَ لهم خلافةً أو منصباً أو حكومةً على الناس.

الخلافةُ السياسيّة الظاهريّة لأهل البيت هي في حَاشيةِ الحَواشي مِن إمامتهم ووَلايتهم الظاهريّة "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم"..
ولا تُعَدُّ الخِلافةُ السِياسيّة مِن مَقاماتهم الذاتيّة، فإنَّ المقاماتِ الذاتيّة لا تُسَلبُ أبداً.

✦ قولهِ: (وفَوّض أُمورها إليهم) يعني فوَّض أمورَ كائناتِ ومخلوقاتِ هذا الوجود إليهم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم"..

وهذا #التفويض هو تفويضٌ في كُلّ الأبعاد (تَفويض وجودي، تفويضٌ تكويني، تفويضٌ تقديري، تفويض قَضائي، تفويض شرعي)

✦ قولهِ: (فهُم - أي مُحمّدٌ وآل محمّد - يُحلّون ما يشاءُون ويُحرّمون ما يشاءَون) الحديثُ هُنا ليس فقط في الجنبَة التشريعيّة (يعني ليس تَحليلاً وتحريماً في التكاليف والأحكام) الحديثُ هُنا عن التكوين، حديثٌ عن أصْل الخِلقَة..

#والمُراد مِن التَحليل والتَحريم في التكوين أي: إجراءُ القَوانين والسُنَن في هذا الكون.. فهُناك قَوانين وسُنَن تكوينيّة (أي قَوانين وسُنَن تَحكُم هذا الوجود) وهُناك قوانين وَسُنَن تَحكُم سِيرة الإنسان السُلوكيّة (وهي الجانب التشريعي في حياة الانسان)

■والرواية هُنا تتحدَّثُ عن حَالة التكوين..

#أمَّا مسألة التحليل والتحريم في الجانب التشريعي فهي مسألةٌ فرعيّة هُنا، لأنَّ التشريع هو جُزء مِن التكوين.

●فحين تقول الرواية (يُحلّون ما يشاءُون ويُحرّمون ما يشاءَون)
#فلأنَّ مشيئتَهم هي بعي