مِن علائم قُرْب الظُهور الشريف في أحاديثِ العترة الطاهرة:
الزيارةُ المليونيّة لِسيّد الشُهداء مِن كُلّ مكان..!
:
❂ يُحدّثنا إمامُنا الرضا "صلواتُ اللهِ عليه" عن آبائهِ الطاهرين عن إمامنا السجّاد "صلواتُ اللهِ عليه" وهو يُحدّثنا عن علامة بارزة مِن علائم قُرب الظُهور الشريف.. يقول:
(كأنّي بالقُصور وقد شُيّدتْ حول قبر الحسين "صلواتُ الله عليه" وكأنّي بالأسواق قد حفَّتْ حول قَبْرِه، فلا تذهب الأيّامُ والّليالي حتّى يُسار إليهِ مِن الآفاق، وذلكَ عنْد انقطاع مُلْكِ بني مَروان).
[عيون أخبار الرضا]
❂ هُناك روايةٌ أُخرى عن أمير المُؤمنين بهذا المضمون أيضاً.. يقول فيها "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه":
(كأنّي بالقُصور قد شُيّدتْ حَول قَبْر الحسين "صلواتُ الله عليه"، وكأنّي بالمَحامل تَخرجُ مِن الكُوفةِ إلى قبر الحُسين، فلا تذهب الّليالي والأيّام حتّى يُسارَ إليه مِن الآفاق، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان)
[عيون أخبار الرضا]
〰〰〰〰〰[وقفات للتوضيح]
الروايةُ واضحةٌ جداً.. فهي تتحدّث عن:
• قصور شُيّدتْ حولَ قبر الحُسين.
• وتَتحدّث عن أسواق تَحفُّ به مِن كلّ مكان.. يعني تُحيطُ به مِن جميع الجهات.
• والناسُ تسيرُ إلى الحُسين مِن الآفاق (يعني مِن كُلّ مكان.. مِن كُلّ البقاع والأصقاع..)
هذهِ الصُورة لم تتكامل إلَّا بعد عام 2003م.. فهذهِ الزياراتُ المليونيّة إلى الحُسين مِن كُلّ مكان (لاسيّما الزيارة الأربعينيّة والزيارة الشعبانيّة) هذهِ الزيارات المليونيّة لم نشهدها إلّا بعد سُقوط النظام البعثي الصدّامي.
✦ قول سيّد الأوصياء "صلواتُ الله عليه": (وكأنّي بالمَحامل تَخرجُ مِن الكُوفة إلى قبْر الحُسين)
(المَحامل) جَمْعٌ لـ(مَحْمل) وهُو الذي يُركّبُ على النِياق ويَجلسُ فيه المُسافرون (وفي الغالب تَجلسُ فيهِ العوائل والنساء) ولكن المُرفّهون والسلاطين والأُمراء أيضاً كانوا يَجلسون في المَحامل التي تُحمَل على ظُهور الإبل.
وذِكْرُ (المَحامل) هُنا في الرواية يُشيرُ إلى وسائلِ نقْل مُريحة ومُرفّهة تَسيرُ مِن الكوفةِ إلى كربلاء.. ولَم يكنْ الشيعةُ يَذهبونَ بهذهِ الوسائل المُرفّهة في زمانِ بني أُميّة، لأنّهم كانوا يذهبونَ إلى
زيارةِ كربلاء خَوفاً مُتخفّين مِن الأعداء، وحتّى في الزمن العبّاسي.. فلا يُوجد في زمن الأمويّين والعبّاسيّين قُصورٌ شُيّدتْ حول قبر الحسين.
والروايةُ هُنا تتحدّث عن تشييد قُصور، وعن خُروج مَحامل ووسائل نقل مُرفّهة تخرجُ مِن الكوفةِ إلى كربلاء في زَمانٍ يُسارُ فيهِ لِ
زيارة الحُسين مِن الآفاق (يعني مِن كُلّ مكان.. مِن كُلّ البلاد).
هذهِ الأوصاف - كما أشرنا - تَنطبقُ بشكلٍ واضحٍ جدّاً على الأحداثِ التي جرتْ بعد عام 2003 م بعد سُقوط النظام الصدّامي.
والذي يَظهرُ مِن هاتين الروايتين أنَّ تَعبير (مُلْك بني مروان) هُو النظامُ البعثي الصدامي.. وهُناكَ سلطةٌ عبّاسيّةٌ ثانية حدّثتنا عنها الرواياتُ الشريفةُ بأنّها ستكونُ في زَمنٍ قَريبٍ جدّاً مِن ظُهور السُفياني وفي زَمنٍ قريبٍ جدّاً مِن ظُهور إمام زماننا "صلواتُ الله عليه".. هذهِ السُلطة تكون بعد الفترة الأُمويّة المروانيّة.. والحديثُ هُنا عن آخر الزمان.
فهُناك دَولةٌ عباسيّةٌ أولى مَرّتْ وانتهتْ في زمان الأئمة.
وهُناك دَولةٌ عباسيّةٌ ثانية حدثتنا عنها الروايات الشريفة ستكونُ في آخر الزمان.. والّذي يبدو مِن الروايات أنَّ الحُكمَ العبّاسي الثاني هذا في العراق أو ربَّما في منطقةِ الشرق الأوسط.
هذهِ الدولةُ العبّاسيّةُ الثانية في أواخر أيّامها يَظهرُ السُفيانيُّ في الشام.. حيثُ تكونُ دولةُ بني العبّاس (الثانية) آنذاك في حالةِ ضَعفٍ وتفكّك.
ولكن كِلا الروايتين (روايةُ سيّد الساجدين، وروايةُ سيّد الأوصياء) تتحدّثانِ عن واقعٍ نَحنُ عايشناه مِن العام 2003 وإلى يومنا هذا.. فقد انقطعَ الملكُ الصدَّامي وهُو مُلْكٌ مروانيٌّ سفيانيٌّ، وسارتْ الناس مِن الآفاقِ إلى الحُسين.
فالرواية بالمُجمَل تتحدّث عن إحدى النقاط الدالّة الواضحة لِخارطةِ يومِ الظُهور الشريف.
؛
الّلهمَّ يا ربَّ الحُسين.. بِحقّ الحُسين.. اشْفِ صَدْرَ الحُسين.. بظُهور الحُجّةِ "صلواتُ اللهِ عليه".
:
#زيارة_الحسين#زيارة_الأربعين#الثقافة_الزهرائية