✧السيوف لا تؤثر في الإمام الرضا صلى الله عليه إلا بإذنه و مشيئته.. ✧•••••••••••••••••••••••••••••••
عن هرثمة بن أعين قال : دخلت على سيدي و مولاي يعني
#الرضا صلوات الله عليه في دار المأمون
و كان قد ظهر في دار المأمون أن
#الرضا قد توفي و لم يصح هذا القول ،
فدخلت أريد الإذن عليه قال : و كان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له صبيح الديلمي
و كان يتوالى سيدي صلوات الله عليه حق ولايته ،
و إذا صبيح قد خرج
فلما رآني قال لي : يا هرثمة ، ألست تعلم أني ثقة المأمون على سره و علانيته ؟
قلت : بلى .
قال : اعلم يا هرثمة أن المأمون دعاني و ثلاثين غلاماً من ثقاته على سره و علانيته في الثلث الأول من الليل
فدخلت عليه و قد صار ليله نهارا من كثرة الشموع و بين يديه
#سيوف مسلولة مشحوذة
#مسمومة ،
فدعا بنا غلاماً غلاماً و أخذ علينا العهد و الميثاق بلسانه و ليس بحضرتنا أحد من خلق الله غيرنا ،
فقال لنا : هذا العهد لازم لكم أنكم تفعلون ما آمركم به و لا تخالفوا منه شيئا .
قال : فحلفنا له .
فقال : يأخذ كل واحد منكم
#سيفاً بيده و امضوا حتى
#تدخلوا على
#علي بن موسى
#الرضا في
حجرته فإن وجدتموه قائماً أو قاعداً أو نائماً فلا تكلموه
#وضعوا #أسيافكم #عليه و اخلطوا لحمه و دمه و شعره و عظمه و مخه
ثم اقلبوا عليه بساطه و امسحوا أسيافكم به و صيروا إليّ ،
و قد جعلت لكل واحد منكم على هذا الفعل و كتمانه عشر بدرة دراهم و عشر ضياع منتخبة ،
و الحظوظ عندي ما حييت و بقيت .
قال : فأخذنا
#الأسياف بأيدينا و دخلنا عليه في
#حجرته فوجدناه مضطجعاً يقلب طرف يديه
و يتكلم بكلام لا نعرفه ،
فبادر الغلمان إليه بالسيوف و وضعت سيفي و أنا قائم أنظر إليه
و كأنه قد كان علم مصيرنا إليه
#فليس على بدنه
#ما لا تعمل فيه
#السيوف ،
فطووا على بساطه و خرجوا
حتى دخلوا على المأمون فقال : ما صنعتم ؟
قالوا : فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين .
قال : لا تعيدوا شيئاً مما كان ،
فلما كان عند تبلج الفجر خرج
#المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس محلل الأزرار و أظهر وفاته و قعد للتعزية ،
ثم قام حافياً حاسراً فمشى
#لينظر إليه و أنا بين يديه ،
#فلما دخل عليه
حجرته سمع
#همهمته ،
#فأرعد ثم قال : من عنده ؟
قلت : لا علم لنا يا أمير المؤمنين .
فقال : أسرعوا و انظروا .
قال صبيح : فأسرعنا إلى البيت
#فإذا #سيدي صلوات الله عليه
#جالس في محرابه
#يصلي و يسبح ،
فقلت : يا أمير المؤمنين هو ذا نرى
#شخصاً في محرابه يصلي و يسبح ،
#فانتفض المأمون و ارتعد
ثم قال : غدرتموني لعنكم الله .
ثم التفت إليّ من بين الجماعة
فقال لي : يا صبيح ، أنت تعرفه فانظر من المصلي عنده .
قال صبيح : فدخلت و تولى المأمون راجعاً ثم صرت إليه عند عتبة الباب .
#قال صلوات الله عليه لي :
#ياصبيح .
قلت :
#لبيك يا مولاي ،
و قد
#سقطت لوجهي .
فقال : قم يرحمك الله
#يريدون أن
#يطفئوا نور الله بأفواههم
#والله متم نوره و لو كره الكافرون .
قال : فرجعت إلى المأمون فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم ،
فقال لي : يا صبيح ما وراءك ؟
فقلت له : يا أمير المؤمنين هو
#والله #جالس في
حجرته و قد ناداني
و قال لي كيت و كيت .
قال : فشد أزراره و أمر برد أثوابه
وقال : قولوا إنه كان غشي عليه و إنه قد أفاق .
قال هرثمة : فأكثرت لله عز و جل شكراً و حمداً ،
ثم دخلت على سيدي
#الرضا صلوات الله عليه
فلما رآني قال : يا هرثمة لا تحدث أحداً بما حدثك به صبيح إلا من امتحن الله قلبه للإيمان بمحبتنا و ولايتنا .
فقلت : نعم يا سيدي ،
ثم قال صلى الله عليه لي : يا هرثمة ،
#والله لا يضرنا كيدهم شيئاً حتى يبلغ الكتاب أجله .
'"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
عيون أخبار الرضا : 2|231
دلائل الامامة : 360
مدينة المعاجز :7|72
بحار الأنوار : 49|186
مسند الإمام الرضا :1|182