هُتِك حجابُ الله

#الرابط
Канал
Логотип телеграм канала هُتِك حجابُ الله
@YaZahr_50aaПродвигать
1,5 тыс.
подписчиков
14,6 тыс.
фото
6,14 тыс.
видео
3,24 тыс.
ссылок
سننتقم للضلع المكسور للخدالمُحّمر للصدرالنابت فيه مسمار للجنين السقط للمتنِ المُتورم للقبرالمخفي سننتقم قسما بالضلع المكسور #يا_سر_الله #يازهراء #لعن_الله_عمر 4/شهررمـضـ2018/5/20ـان للتواصل @YA_za_50hraabot قناتناالانجليزية @YaZahra_50a
الباري تعالى في قرآنِهِ يُريدُ مِن نبيّه الأعظم أن يتوسّلَ بآلِ محمّدٍ في حادثةِ المُباهلة
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق وهو يُخبرُنا عمّا جرى يومَ المُباهلةِ العظيم:
(إنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسولِ اللهِ وكان سيّدُهم الأهتم والعاقب والسيّد، وحضرت صلاتُهم، فأقبلوا يضربونَ بالناقوس وصلّوا، فقال أصحابُ رسولِ الله: يا رسولَ الله، هذا في مسجدك؟! فقال: دعوهم،
فلمّا فرِغوا دنوا مِن رسولِ اللهِ فقالوا له: إلى ما تدعونا؟ فقال: إلى شهادةِ أن لا إله إلّا اللهُ وأنّي رسولُ الله، وأنّ عيسى عبدٌ مخلوقٌ يأكل ويشربُ ويُحدِث.
قالوا: فمَن أبوه؟ فنزل الوحيُ على رسولِ اللهِ فقال: قُل لهم: ما تقولون في آدم؛ أكان عبداً مخلوقاً يأكلُ ويشربُ ويُحدِثُ وينكح؟
فسألهم النبيُّ فقالوا: نعم. فقال: فمَن أبوه؟ فبُهتوا وبقوا ساكتين،
فأنزل اللهُ: {إنّ مثَلَ عيسى عند اللهِ كمثَلِ آدم خلَقهُ مِن ترابٍ ثمّ قال له كُن فيكون* الحقُّ مِن ربّك فلا تكن مِن المُمترين* فمَن حاجّك فيه
 -أي في عيسى- مِن بعدِ ما جاءك مِن العِلم -في القرآن- فقُل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفُسَنا وأنفُسَكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنةَ اللهِ على الكاذبين}
فقال رسولُ الله: فباهلوني، فإن كُنتُ صادقاً أُنزِلت الّلعنةُ عليكم، وإنْ كُنتُ كاذباً نزلت عليَّ. فقالوا: أنصفت

فتواعدوا للمُباهلة..فلمّا رجعوا إلى منازلهم، قال رؤساؤهم السيّدُ والعاقب والأهتم: إن باهلَنا بقومِهِ باهلناه، فإنّه ليس بنبي، وإن باهلَنا بأهلِ بيتِهِ خاصّة فلا نُباهِلُهُ فإنّه لا يُقدِّمُ أهلَ بيتِهِ إلّا وهو صادق،

فلمّا أصبحوا جاءوا إلى رسولِ اللهِ ومعه أميرُ المؤمنين وفاطمةُ والحسنُ والحسين، فقال النصارى: مَن هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابنُ عمّهِ ووصيّه وخِتْنُه -أي صِهره- عليُّ بن أبي طالب، وهذه ابنتُهُ فاطمة، وهذان ابناهُ الحسن والحسين،
فعرفوا، فقالوا لرسولِ الله: نُعطيك الرضا، فأعفِنا مِن المُباهلة، فصالحهم رسولُ اللهِ على الجزيةِ وانصرفوا)

❂ وفي روايةٍ أخرى، جاء فيها بعد أن طلبوا مِن رسولِ اللهِ ألّا يُباهلهم:
(فقال النبيُّ: قد قبلتُ ذلك منكما، أما والّذي بعثني بالكرامةِ لو باهلتمُوني بمَن تحت الكساءِ لأضرم اللهُ عزّ وجلّ عليكم الوادي ناراً تأجّجُ تأجُّجاً، حتّى يُساقها إلى مَن وراءكم في أسرع مِن طَرفةِ عين فأحرقتهم تأجُّجا.
فهبط عليه جبرئيل الروح الأمين، فقال: يا محمّد، إنّ اللهَ يُقرِئُك السلامَ ويقول لك: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لو باهلتَ بمَن تحت الكساء أهلَ السماواتِ وأهلَ الأرضِ لتساقطت السماءُ كِسَفاً مُتهافتة، ولتقطّعت الأرضونَ زُبَراً سابحة، فلم يُستقَرّ عليها بعد ذلك!
فرفع النبيُّ يديه حتّى رُئيَ بياضُ إبطيه، ثمّ قال: وعلى مَن ظلَمكم حقّكم وبخسني الأجرَ الذي افترضهُ اللهُ فيكم عليهم بُهلَةُ الله -أي لعنتُه- تتابعُ إلى يومِ القيامة)
[البحار: ج21]

[توضيحات]
حادثةُ المُباهلة تُخبِرنا عن موقفٍ حاسمٍ وحسّاسٍ جدّاً،
فهؤلاء كبارُ علماءِ النصارى الذين لهم ما لهم مِن تأثيرٍ في الجزيرةٍ العربيّةِ جاءوا يتحدّون رسولَ اللهِ أمام مرأى الجميع!
وكان الجميعُ ينتظرونَ نتيجةَ تلك المُحاججةِ (الصديقُ والعدوّ)
فالمُنافقونَ يبحثون عن أيّ نقطةِ ضعفٍ في أجواءِ المُسلمين

في ذلك الموقفِ الحرِج دعاهُم رسولُ اللهِ وبأمرٍ مِن اللهِ إلى التوسّلِ بأعزِّ شيءٍ عندهم، وخرج رسولُ اللهِ مُتوسّلاً إلى اللهِ بعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسين،
فرسولُ اللهِ هو الذي شرّع التوسّلَ بأهلِ بيتِهِ الأطهار، وهذه الآيةُ واضحةٌ في هذا المعنى،
فلا تعبأُوا بتشنيعِ الوهابيّةِ حين يتحدّثون عن القبوريّين وعن التوسّلِ بالأموات والأحياء،
فالباري هو الذي أمر رسولَه أن يتوسّلَ إليه بآلِ محمّدٍ الأطهار بنصّ القرآن: {فقُل -يا محمّد - تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم}
فالباري هو الذي يُريدُ مِن نبيّه في المُباهلة أن يكونَ مُتوسّلاً بالعترة، ويطلُبَ مِن القوم أيضاً أن يتوسّلوا بما عندهم

والمُباهلةُ دعاء..لأنّ الدعاءَ على مراتب، والابتهالُ مِن مصاديق الدعاء،
فالباري يُريدُ مِن نبيّهِ أن يبتهلَ للهِ بأهلِ بيتِهِ، فيكونَ مُتوسّلاً بالعترةِ في دعاء المُباهلة

فمنظومةُ الزياراتِ والأدعية عندنا جذرُها الشرعيُّ إلهيٌّ محمّديٌّ قرآني..وآيةُ المُباهلة شاهدٌ على ذلك

وهناك آياتٌ أخرى أيضاً أمرت باتّخاذِ الوسيلةِ كقولهِ تعالى: {يا أيُّها الّذين آمنوا اتّقوا اللهَ وابتغوا إليه الوسيلة
فهذه الآيةُ صريحةٌ في الأمرِ باتّخاذِ الوسيلة إلى الله

✦ قد يقول قائل: أنّ المُرادَ مِن الوسيلة هنا هي الأعمالُ الصالحة كقولِ النواصب
ونقول:
يُمكنُ في حالةٍ مِن الحالات أن نجعلَ صالحَ الأعمالِ وسيلة،
ولكنّ القرآن يتحدّثُ عن الوسيلة الأعظم هنا

تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/photo/?fbid=680928847412607&set=a.571438275028332&locale=ar_AR
#الثقافة_الزهرائية
إمامُنا المُجتبى يُصرِّحُ بأنّ التاركَ لولايةِ عليٍّ كافرٌ بميزانِ أهلِ البيتِ وليس بمُسلِم
:
❂ يقولُ إمامُنا المُجتبى وهو يُحدّثُنا عن مقاماتِ أهلِ البيتِ العليّة:
(نحنُ أُمناءُ اللهِ في أرضِه، عندنا عِلمُ المنايا والبلايا، وإنّا لَنعرِفُ الرجلَ إذا رأيناهُ بحقيقةِ الإيمانِ وحقيقةِ النفاق، وإنّ شيعتَنا لَمعروفونَ بأسمائهِم وأنسابِهم، أخذ اللهُ المِيثاقَ علينا وعليهم يَرِدونَ موارِدنا ويدخلونَ مداخِلَنا، ليس على مِلّةِ أبينا إبراهيم غيرُنا وغيرُهم،
إنّا يومَ القيامةِ آخِذين بحُجزةِ نبيّنا، وإنّ نبيّنا آخِذٌ بحُجزةِ النور، وإنّ شِيعتَنا آخذينَ بحُجزتِنا،
مَن فارقنا هَلَك، ومَن اتّبعنا لَحِق بنا، والتاركُ لولايتِنا كافر، والمُتّبعُ لولايتِنا مُؤمن، لا يُحبُّنا كافر ولا يُبغِضُنا مُؤمن، ومَن مات وهو مُحبّنا كان حقّاً على اللهِ أن يبعثَهُ معنا..
)
[تفسير فرات]

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (والتاركُ لولايتِنا كافر، والمُتّبعُ لولايتِنا مُؤمن) الإمام يُصرّحُ هنا بكُفرِ التاركين لولايةِ عليٍّ،
وهذا الأمرُ واضحٌ في ثقافةِ العترة،
فالنصوصُ القائلةُ بكُفرِ المخالفين كثيرةٌ جدّاً في القرآن وفي كلماتِ العترة،
على سبيل المِثال:
مِن الآياتِ الواضحة على كُفرِ المخالفين:
الآية67 مِن سورةِ المائدة (آيةُ بيعة الغدير) وهي أعظمُ آيةٍ في القرآن، فهي الحاكمةُ على كُلِّ مضامين القرآن، وهي قولُهُ تعالى: {يا أيُّها الرسولُ بلّغ ما أُنزل إليك مِن ربّك وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالتَهُ واللهُ يعصِمُك مِن الناسِ إِنّ اللهَ لا يهدي القومَ الكافرين}

هذه الآيةُ أكثرُ الشيعةِ لا يشكّونَ بمقدارِ ذرّةٍ أنّها نزلت في بيعةِ الغدير،
بل حتّى في كُتُبِ المُخالفين، فقد ورد فيها أنّ الأمرَ الذي أُُمِرَ رسولُ اللهِ بتبليغِهِ هو (ولايةُ عليٍّ)
ولكن لا شأن لنا بالمخالفين هنا، فكلامُ أهلِ البيتِ يكفينا

الآيةُ واضحة..فهي تشتمِلُ على أمرٍ إلهيٍّ لرسولِ اللهِ بأن يُبلِّغَ الناس جميعاً بيعةَ عليٍّ وأنّه الإمامُ بعد رسولِ الله،
ثمّ تقولُ الآيةُ في ذيلِها: {إنّ اللهَ لا يهدي القومَ الكافرين}
أي أنّ الذي لا يعتقِدُ بولايةِ عليٍّ هو كافرٌ بنصّ القرآن،
فذيلُ الآيةِ يُمثّلُ فتوىً صريحة مِن اللهِ بكُفرِ المُخالفين التاركين لولايةِ عليٍّ،
وإمامُنا المُجتبى يُؤكّدُ هذه الحقيقة حين يقول: (والتاركُ لولايتِنا كافر)

✸ قد يقول قائل:
بأنّ هذا الكُفرَ الذي تحدّثت عنه الآيةُ ليس الكُفرُ الذي يُخرجُ مِن الإسلام،
فالكُفرُ على درجات، فهذا مِن قبيل قولِهِ تعالى: {وما يؤمنُ أكثُرُهم باللهِ إلّا وهم مُشركون}
ونقول:
هذا غيرُ صحيح، ونفس الآية67 مِن سورة المائدة تنفي هذا المعنى.. لماذا؟
لأنّ الآيةَ تقول: (وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالتَه)
أي إنْ تُبلِّغ ولايةَ عليٍّ للناس فأنت لم تُبلّغ الرسالةَ أصلاً!
وهذا يعني أنّ الرسالةَ المحمّديّةَ بكلِّ تفاصيلِها (بتوحيدها، بنُبوّتِها، بمعادِها، بقُرآنها، بأحكامِها وكلِّ تفاصيلِها) لا تُساوي شيئاً من دون ولايةِ عليٍّ
دقّقوا في الآية،
فالآيةُ جعلت الرسالةَ المحمّديّةَ بكلِّ تفاصيلِها في جهة، وجعلت في الجهةِ الأُخرى بيعةَ الغدير الّتي هي عنوانٌ لولايةِ عليٍّ، وقالت: {وإن لم تفعل فما بلّغتَ رِسالتَه}
يعني أنّ الرسالةَ المحمّديّةَ بكلِّ ما فيها مِن تفاصيل لا تساوي شيئاً إذا لم يُبلّغ رسولُ اللهِ ولايةَ عليٍّ،
وهذا يعني أنّ الكُفرَ الموجودَ في ذيل هذه الآية يُخرجُ مِن الإسلام.. لا كما يُقال أنّه لا يُخرجُ مِن الإسلام وإنّما يُخرِج فقط مِن الإيمان،
ويُؤكّد ذلك أيضاً إمامُنا المُجتبى في روايةٍ أخرى يقول فيها:
(نحنُ نورٌ لِمَن تبِعَنا، وهُدىً لِمَن اقتدى بِنا، ومَن رغِبَ عنّا فليس مِنّا، ومَن لم يكن مِنّا فليس مِن الإسلامِ في شيء)

✦ قولِهِ: (ومَن رغِبَ عنّا فليس مِنّا، ومَن لم يكن مِنّا فليس مِن الإسلامِ في شيء)
عبارةٌ خطيرةٌ جدّاً!
فهي لا تُصرّحُ فقط بكُفرِ المُخالفين.. وإنّما تُصرّحُ بكُفر كلِّ مَن رغِبَ عن أهلِ البيتِ ونقض بيعةَ الغدير وأعرض عن أهلِ البيتِ وعن منهجِهم حتّى لو كان المُعرِضُ مِن داخلِ الوسطِ الشيعي!
فالإمام لم يقلْ ومَن لم يكن مِنّا فليس مِن الإيمانِ في شيء.. وإنّما قال: ليس مِن الإسلام في شيء..فهو ليس مُسلماً

وإمامُنا الصادق يؤكّد أيضاً هذا المعنى في تفسيرِهِ لقولِهِ تعالى:
{والذين كفروا أولياؤهم الطاغوتُ يخرجونَهم مِن النورِ إلى الظلمات}

✸ وقد يسأل سائل:
وماذا عن قولِهِ تعالى: {قالت الأعرابُ آمنّا قُل لم تؤمِنوا ولكن قولوا أسلَمنا}
فالآيةُ تقول أنّ الذي لا يعتقدُ بالولايةِ ليس كافراً، وإنّما هو مُسلمٌ ولكنّه ليس مُؤمناً

ثُمّ أليس القولُ بكُفرِ المُخالفين فيه تحريضٌ على العُنف، ويُعطي ضوءاً أخضر بسفكِ دمائهم؟

الجواب في تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/photo/?fbid=837129501792540&set=a.571438275028332
*منقول
وقفة عند المقامِ الرفيعِ لأبي طالب في القرآن في قولِهِ تعالى: {ألَم يجدكَ يتيماً فآوى}
:
❂ يقول إمامُنا الرضا في معنى قولِهِ تعالى: {ألم يجدك يتيماً فآوى* ووجدك ضالّاً فهدى* ووجدك عائلاً فأغنى} قال:
({يتيماً} أي فَرداً لا مِثل لك في المَخلوقين فآوى الناس إليك..و{ضالًا} أي ضالاً في قومٍ لا يعرفون فضلكَ فهداهُم إليك، و{عائلًا} تعولُ أقواماً بالعِلم فأغناهُم اللهُ بك)
[تفسير العيّاشي]

❂ أيضاً ورد نفسُ هذا المضمون عن أهلِ البيت في تفسير القُمّي،
إذ جاء فيه في معنى قولِهِ: {ألم يجدك يتيماً فآوى} قال: (اليتيمُ الّذي لا مِثل له، ولذلك سُمّيت "الدُرّة اليتيمة" لأنّه لا مِثل لها)

[توضيحات]
في ثقافةِ العترة آياتُ القرآن كالشمسِ والقمر لها مطالعُ ولها مجاري ولها آفاق كما يقولُ إمامُنا الصادق:
(كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ على أربعةِ أشياء: على العبارةِ والإشارةِ والّلطائفِ والحقائق؛ فالعبارةُ للعوام -أي المعنى الظاهري لعوامِ الناس - والإشارةُ للخواص، والّلطائفُ للأولياءِ والحقائقُ للأنبياء)
[البحار: ج75]

وهذه الآيةُ الّتي بين أيدينا: {ألم يجدك يتيماً فآوى} في أُفُق العبارة تتحدّثُ عن اليتيم الّذي فقد والديه،
فرسولُ اللهِ كان يتيماً بلا أبٍ ولا أُم، والّذي آواهُ هو جدّهُ عبدُ المطّلب وعمُّهُ أبو طالب وفاطمةُ بنتُ أسد،
فقد نشأ رسولُ اللهِ في كنَفِ هؤلاء الثلاثةِ الأطهار الّذين هم أبوابُ الله،
ولكنَّ الإيواءَ الحقيقيَّ كان عند عمّهِ أبي طالب.. لأنّ الفترةَ الزمانيّةَ الطويلةَ عاشها رسولُ اللهِ عند أبي طالب،  
ولأنّ المرحلةَ الحسّاسةَ التي عاشها رسولُ اللهِ ما بعد البعثةِ كانت مع أبي طالب،
فالإيواءُ الحقيقيُّ بالدرجةِ الأولى في هذه الآيةِ مع أبي طالب.. وإن كان الإيواءُ ينطبِقُ أيضاً على الفترةِ الّتي عاشها رسولُ اللهِ مع جدّهِ عبد المطّلِب،
ولا يُوجدُ فارِقٌ بين عبدِ المطّلبِ وأبي طالب.. وإن كان أبو طالبٍ أعلى شأناً بكثيرٍ مِن أبيهِ عبد المُطّلب

لاحظوا المقامَ الرفيعَ لأبي طالب في هذه الآية: {ألم يجدكَ يتيماً فآوى}
الباري هُنا نسب إيواءَ محمّدٍ إليه.. ولكنّه جعل هذا الإيواءَ مُتحقّقاً على أرضِ الواقع عند أبي طالب،
يعني نسَبَ الباري تعالى الفِعلَ الّذي قام به أبو طالب في رعايةِ النبي وحمايتِهِ ونُصرتِهِ.. نَسَبهُ لنفسِهِ جلَّ شأنه! فجعل إيواءَ أبي طالبٍ لرسولِ اللهِ بمنزلةِ إيواءِ اللهِ نفسِهِ!
وهذا يكشفُ عن مقامٍ رفيعٍ جدّاً لأبي طالب نحنُ لا نُدرِكُهُ!

فالباري في هذه الآية: {ألم يجدك يتيماً فآوى} يُريدُ أن يقولَ لنبيّهِ الأعظم: إنّني آويتُك في مكانٍ هو أحبُّ مكانٍ إليّ.. لأنّ أسلوبَ الكلام يُشعِرُنا بأنّ اللهَ يحتجُّ هُنا على نبيّهِ الأعظمِ بنعمِهِ،
وقطعاً هو أسلوبُ مُداراةٍ مِن اللهِ كي نفهمَ نحنُ المعنى.. وإلّا فإنّ رسولَ اللهِ لا يحتاجُ لِمثلِ هذا الخِطابِ مِن اللهِ تعالى،
لأنّ الخطابَ فيه لهجةُ احتجاجٍ واضحة،
فاللهُ سُبحانه يحتجُّ على محمّدٍ الأعظمِ الأعظمِ الأعظم بعظيم نِعمةٍ؛ أن آواهُ إليه

فالباري آوى محمّداً إليه، وكان هذا الإيواءُ عند أبي طالب،
فهل كان رسولُ اللهِ لا يعرِفُ ربَّهُ حتّى يحتاجَ إلى أن يحتجَّ اللهُ عليه بمِثلِ هذا الكلام!
قطعاً لا.. وإنّما هو لسانُ القرآن بحسَبِ أُسلوب "إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة"
فالقرآنُ نزل بهذا الّلسان كما يقولُ أهلُ البيت

فهذا الاحتجاجُ لفظاً فقط مُوجّهٌ لرسولِ الله.. أمّا المضمونُ فهو إلينا كي نعرِفَ منزلةَ محمّدٍ عند الله،
وبعبارةٍ دقيقة:
كي نعرِفَ منزلةَ أبي طالبٍ عند اللهِ وعند رسولِهِ، وكي نعرِفَ عظيمَ ما قام به أبو طالب

فهذه النعمةُ العظيمةُ التامّة (نعمةُ الإيواء لرسولِ الله) الباري يحتجُّ بها على نبيّه هنا.. وفي هذا الاحتجاج القُرآني ردٌّ صريح على النواصبِ وعلى مَن سار على نهجِهم وقال بأنّ أبا طالبٍ كان كافراً

لو كان أبو طالبٍ كافراً كما يزعمون ولم يكن في أشرفِ مكانٍ وأعلى درجةٍ وأقربِ منزلةٍ مِن الله.. فلن تكونَ هذه النِعمةُ (نعمةُ الإيواء) تامّةً حتّى يحتجَّ اللهُ بها على رسولِهِ،
وسيكونُ احتجاجُ اللهِ بعظيمِ النِعمةِ على رسولِهِ ليس حكيماً؛ لأنّ محمّداً يستطيعُ أن يُجيبَ فيقول: بأنّك يا ربِّ جعلتَ إيوائي في كنَفِ كافر، في كنَفِ شخصٍ بعيدٍ عنك، في كنَفِ شخصٍ هو مِن أهلِ الجحيم

قطعاً هذا الكلام إذا قُلنا أنّ معنى اليتيم هنا هو الّذي فقد أبويه،
أمّا إذا كان المُراد مِن اليتيم هو الدُرّةُ الإلهيّةُ الفاخِرةُ اليتيمة الّتي لا نظيرَ لها (كما يقولُ أهلُ البيت)
فهذه الدرّةُ اليتيمة لابُدّ لها مِن خُزانةٍ يتيمةٍ تتناسبُ معها.. وتلك الخُزانةُ اليتيمة هي أبو طالب

✦ قد يسأل سائل:
إذاً ما المُراد مِن أنّ أبا طالب كان كمؤمن آل فرعون؛ يكتمُ إيمانَه؟

الجواب في تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/photo/?fbid=832808282224662&set=a.571438275028332


*منقول
وقفةُ تأمُّل في سببِ خفاءِ هلالِ شهرِ رمضان على الناسِ مِن غيرِ عِلّةٍ في حديثِ العِترة
:
❂ يقولُ إمامُنا الرضا "صلواتُ اللهِ عليه":
(كانت فاطمة "صلواتُ اللهِ عليها" إذا طلع هلالُ شهرِ رمضان يغلبُ نورُها الهلالَ ويخفى، فإذا غابت عنه ظهر)
[البحار: ج43]

[توضيحات]
✦ الذي يُفهَم مِن كلامِ الإمام؛ أنّ هذا المضمون لا ينطبقُ فقط على الزمن الذي عاشت فيه الصدّيقةُ الكبرى.. وإنّما ينطبقُ على كلِّ زمانٍ يخفى فيه هلالُ شهرِ رمضان،
يعني حين يتحرّى الناسُ هلالَ شهرِ رمضان في زمانِنا هذا مثلاً ويخفى عليهم دون وجودِ مانعٍ طبيعيٍّ للخفاءِ كالغُبارِ أو الغيومِ وما شابه.. فهذا يعني أنّ هناك حضوراً حقيقيّاً للزهراء في بدايةِ شهرِ رمضان في ذلك العامِ الذي يخفى هِلالُهُ، ولذا يختفي الهلالُ عن أعينِ الناظرين لغلَبةِ نورِ الصدّيقةِ الكبرى عليه،
فالزهراء لها حضورٌ بين الخلائقِ في كلِّ زمانٍ وحتّى في زمانِنا هذا،
وحضورُها فيه إشارةٌ إلى قيمومتِها "صلواتُ الله عليها"

• أمّا كيف يكونُ هذا الحضورُ الفاطمي؟
فيُمكن أن نفهمَهُ مِن أحاديثِ العترةِ التي تحدّثت عن حضورِ الزهراء بيننا، كحديثِ إمامِنا الصادق الذي يقولُ فيه:
(إنّ فاطِمةَ بنت محمّدٍ تحضرُ لزوّارِ قبرِ ابنِها الحسين فتستغفرُ لهم ذُنوبَهم)
فالإمامُ هنا يتحدّثُ عن حضورٍ حقيقيٍّ للزهراء لزوّارِ قبرِ الحسين،
هذا الحضورُ نحنُ لا نرآهُ بأبصارِنا الحِسيّة.. ولكنّنا نرآهُ بأبصارِ قلوبِنا ونتحسّسُهُ بوجدانِنا حين نشعرُ بتلك الهَيبةِ الخاصّة والخُشوعِ المُختلف في مَحضرِ الحسين

• أيضاً حين يقولُ إمامُنا الصادقُ وهو يُحدّثنا عن سيّدِ الشهداء:
(وما مِن باكٍ يبكيه إِلّا وقد وصَل فاطمةَ وأسعدها عليه ووصل رسُولَ اللهِ وأدّى حقّنا)
فهذا التعبير: (وأسعدها) فيه إشارةٌ إلى حضورِ الزهراء لمجالسِ مُصيبةِ الحسين، فهي الحاضرةُ بحسبِ وظيفتِها وبحسبِ موقعِها في منظومةِ العقيدةِ الشيعيّة

مِن هذه الرواياتِ وغيرِها نفهمُ أنّ الحضورَ الفاطميَّ في بدايةِ شهرِ رمضان (والذي علامتُهُ خفاءُ الهلالِ مِن غير عِلّة) هذا الحضور مُشابهٌ لحضورِ الزهراء لزوّارِ قبرِ الحسين، ولحضورِها أيضاً في مجالسِ الحسين،
إنّه حضورٌ يُتَحسَّسُ بالوجدانِ وليس بالبصر.. مع إمكانيّةِ أن يُرى بالبصرِ أيضاً، كما يحصلُ لبعضِ المؤمنين في مجالسِ الحسين لغايةٍ مُعيّنة،
فالبعضُ منهم قد يرى الزهراء في ظروفٍ مُعيّنةٍ ولحكمةٍ وغايةٍ مُعيّنة

هذا الحضورُ الفاطميُّ فيه إشارةٌ إلى قيمومةِ الزهراء.. بقرينةِ تركيزِ أهلِ البيتِ على الزهراء دون سائرِ الأئمةِ بأنّها تحضرُ لزوّار قبرِ الحسين،
وكذلك تخصيصِهم لها بالذِكرِ حين يأمرُ الأئمةُ شيعتَهم بالبكاءِ على الحسين وبإسعادِ الزهراءِ على الحسين،
فإمامُ زمانِنا موجودٌ حاضرٌ أيضاً في مجالسِ الحسين.. ولكنّ الرواياتِ خصّصت الزهراءَ بالحضورِ لمجالسِ الحسين ولزوّارِ قبرِ الحسين كي تُشيرَ إلى قيمومتِها وحُجّيّتِها وتُشيرَ إلى مقامِها العالي في منظومةِ الأئمة

فشهرُ رمضان (الذي هو شهرُ الضيافةِ المهدويّةِ) على عظمتِهِ وجلالِهِ.. فإنّ هلالَهُ يخفى حين تحضرُ فاطمةُ مع بزوغِ هلالِهِ.. فيطغى نورُها الإلهيُّ الذي أشرقت به السماوات، وانكشفت به الظُلمةُ عن الملائكة في مراحلِ تكاملِ الخِلقة

وقرينةُ حضورِ الزهراء في العام الذي يخفى فيه هلالُ الصوم هو أنّنا بوجدانِنا أحياناً نتلمّسُ هيبةَ شهرِ رمضان وعِطرَ نفحاتِهِ وتُخيّمُ علينا السكينةُ قبل أن يُرى هلالُهُ بالبصر!
ولا نجدُ تفسيراً لهذه السكينةِ التي تعمُّ الأجواء إلّا بأنّه الحضورُ الفاطميُّ المَهيبُ بيننا.. والذي ذلَّ له كلُّ شيء!
ولذا يخفى الهلالُ هيبةً لفاطمةَ وتعظيماً لشأنِها

ولا عجبَ في حضورِ الزهراء في بدايةِ شهرِ رمضان.. فشهرُ رمضان هو سيّدُ الشهور، وقلبُ شهرِ رمضان هو ليلةُ القدر، وحقيقةُ ليلةِ القدرِ في ثقافةِ العترة: هي فاطِمة "صلواتُ اللهِ عليها"
فليلةُ القدرِ الزمانيّة هي صورةٌ للحقيقةِ الفاطميّة تتناسبُ مع هذا العالمِ الترابي،
ولذا نحنُ في دعاءِ وداعِ شهرِ رمضان لإمامِنا السجّاد حين نقرأُ هذه العبارة: (السلامُ عليك وعلى ليلةِ القدرِ التي هي خيرٌ مِن ألفِ شهر) إنّنا في الحقيقةِ نُسلّمُ على إمامِ زمانِنا وعلى أُمّهِ الزهراء هنا،
فشهرُ رمضان رمزٌ لإمامُ زمانِنا، وليلةُ القدرِ الزمانيّةِ رمزٌ لفاطمة،
لاحظوا ضميرَ الخِطاب في عبارة: (السلامُ عليك وعلى ليلةِ القدر)
تجدونَ أنّ ضميرَ الخِطابِ مُوجّهٌ لشهرِ رمضان، ثمّ يأتي السلامُ على ليلةِ القدر معطوفاً بالواوِ فقط وليس فيه خطاب،
فكأنّنا حين نقرأُ هذه العبارةَ في الدعاء نقولُ لإمامِ زماننا: (السلامُ عليك وعلى أُمّك الزهراء)
وهذا الأسلوبُ في السلامِ موجودٌ بعينِهِ في زياراتِ أهلِ البيت

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/photo/?fbid=610380731134086&set=a.571438275028332&locale=ar_AR

*منقول
وقفة عند حديثٍ لسيّدِ الشُهداءِ عن جمالِ عليٍّ الأكبر.. يُذكّرُنا بحديثِ رسولِ اللهِ عن أوصافِ إمامِ زمانِنا
:
❂ ورد في كُتبِ السِيَرِ أنّه دخل رجلٌ نصرانيٌّ مسجدَ رسولِ الله، فقال له الناس:
(أنتَ رجلٌ نصراني، أُخرج مِن المسجد، فقال لهم: إنّي رأيتُ البارحةَ في منامي رسولَ اللهِ ومعهُ عيسى ابنُ مريم، فقال عيسى ابنُ مريم:
أسْلِم على يدِ خاتمِ الأنبياءِ محمّدِ ابنِ عبدِ الله، فإنّه نبيُّ هذه الأُمّةِ حقّاً،
وأنا أسلمتُ على يدِهِ وأتيتُ الآن لأُجدِّدَ إسلامي على رجُلٍ مِن أهلِ بيتِهِ،
فجاؤوا به إلى الحُسينِ "صلواتُ اللهِ عليه"، فوقع على قدميهِ يُقبِّلُهما،
فلمّا استقرَّ به المجلسُ قصَّ له الرُؤيا التي رآها في المنام،
فقال له سيّدُ الشُهداء:

أتحبُّ أن آتيكَ بشبيهِهِ -أي آتيك بشبيهِ رسولِ الله-؟
فقال الرجل: بلى سيّدي،
فدعى الحسينُ بولدِهِ عليِّ الأكبر، وكان إذ ذاك طِفلٌ صغيرٌ وقد وُضِعَ على وجهِهِ البرقع
، - أي وُضِعَ غطاءٌ أو لثام على وجهِهِ لشدّةِ جمالِهِ-
فجِيءَ به إلى أبيه.. فلمّا رفع الحسينُ البُرقعَ مِن على وجهِهِ ورآهُ ذلك الرجلُ وقع مُغمىً عليه!
فقال الحسينُ "صلواتُ اللهِ عليه":
صُبّوا الماءَ على وجهِهِ.. ففعلوا،
فلمّا أفاق، إلتفت إليه الحسينُ
-فسألَهُ- وقال:
يا هذا.. إنّ ولدي هذا شبيهٌ بجدّي رسولِ الله؟
فقال الرجل: إي والله،

فقال له الحُسين:
يا هذا إذا كان عندك ولدٌ مِثلُ هذا وتُصِيبُهُ شوكة، ما كنت تصنع؟ قال: سيّدي أموت!
فقال سيّدُ الشهداء:
أُخبِرُك أنّي أرى ولدي هذا بعيني مُقطّعاً بالسيوفِ إرباً إرباً)

[ثمرات الأعواد]

ومضاتٌ للتفكّر 💭
✦ هذه الأيّامُ الشريفةُ مِن شعبان المُعظّم هي أيّامُ ميلادِ مُهجةِ قلبِ الحسين؛ شبيهِ المُصطفى خَلْقاً وخُلُقاً ومنطِقا:
"عليِّ بن الحسين" المعروفِ بالأكبر

ونحنُ مأمورونَ أن نفرحَ لِفرَحِ أهلِ البيتِ وأن نحزنَ لأحزانِهم،
ولكنّ فرَحَنا بهم فرَحٌ مشوبٌ بالّلواعجِ الأحزان،
فَرَحُنا بعد الزهراءِ وما جرى بين البابِ والجدارِ فَرَحٌ مشوبٌ بالأحزان!

وحينما تمرُّ أفراحُنا على الغاضريّاتِ وعلى أبطالِ الطفوفِ وشموسِ كربلاءَ الطالعة.. فإنَّ هذا الفرَحَ يكونُ مَشوباً بالحُزنِ والألمِ ومرارةِ الرزيّة،
وهذا الحديثُ الشريفُ مِصداقٌ واضحٌ مِن مصاديقِ الفرحةِ المَشوبةِ بالحُزن

فهو يُفرِحُنا بالحديثِ عن عليِّ الأكبرِ وعن جمالِهِ الأخّآذ.. وشدّةِ الشَبَهِ بينهُ وبين رسولِ الله "صلّى اللهُ عليه وآله"،
ولكنّهُ في خاتمتِهِ حين يمرُّ على الغاضريّاتِ يتحوّلُ إلى مأتمِ"عزاءٍ حُسيني!

ومضةٌ أُخرى
حين برز عليُّ الأكبر يومَ عاشوراء.. رفع سيّدُ الشهداءِ طَرْفهُ نحو السماء وقال:
(الّلهُمّ اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ الناسِ خَلْقَاً وخُلُقاً ومَنطِقاً برسولك، وكُنّا إذا اشتقنا إلى رُؤيةِ نبيّكَ نظرنا إليه)
[عوالم العلوم]

هذا تصريحٌ بشِدّةِ الشبَهِ الكبيرِ بين عليِّ الأكبرِ وجدّهِ "صلّى اللهُ عليه وآله"
وهذا التصريحُ ليس مِن شخصٍ عادي،
بل مِن سيّدِ الشُهداء،
وما إغماءُ الرجلِ النصرانيِّ حين نظر لعليٍّ الأكبر إلّا تأكيدٌ لهذه الحقيقة،
لأنّه رأى عليَّ الأكبرِ نُسخةً مِن الصورةِ التي رآها لرسولِ اللهِ في منامِهِ، فأُغميَ عليه،
لذلك قال سيّدُ الشهداءِ حين برَزَ عليٌّ الأكبر:
(الّلهُمّ اشهد على هؤلاءِ القوم..)
فقد أشهدَ اللهَ تعالى عليهم لأنّ الحُجّةَ البالغةَ قد أُقيمتْ عليهم،
فالذي برز لِقِتالِهم شخصيّةٌ هي نُسخةٌ مِن رسولِ اللهِ في الخَلْقِ والخُلُقِ وفي المَنطقِ أيضاً،
فكيف يتجرّؤونَ على قتلِهِ؟!

هذا الحديثُ لسيّدِ الشهداءِ عن الشَبَهِ الكبيرِ بين عليِّ الأكبرِ وبين رسولِ اللهِ يُذكّرُنا بأحاديثِ العِترةِ عن الشَبَهِ الكبيرِ بين نبيّنا الأعظمِ وبين إمامِ زمانِنا في خِلْقتِهِ وفي أخلاقِهِ أيضاً،
فأحاديثُ أهلِ البيتِ كثيرةٌ وواضحةٌ تلك التي تُصرِّحُ بأنَّ إمامَ زمانِنا هو كرسولِ اللهِ في الخَلْق والخُلُق.. لا أنّه ينزلُ عن رسولِ اللهِ في الخُلُقِ كما يدّعي قِسْمٌ مِن علماءِ الشيعةِ الذين يقولون بقولِ النواصبِ والذين لا عِلمَ لهم بحديثِ أهلِ البيت،
إذ يقولُ أَحَدُهم:
أنَّ إمامَ زمانِنا يُشبِهُ رسولَ اللهِ في خِلْقَتِهِ فقط.. أمّا في أخلاقِهِ فهو أقلُّ رُتبةً مِن رسولِ الله، فهو ينزلُ عن رسولِ اللهِ في الخُلُق!
ويأتي هذا المُعمّمُ بهذا التبريرِ والاستدلال الغارق في الجهلِ والجهالةِ فيقول:
لأنّ القرآنَ يقولُ عن نبيّنا الأعظم: {وإنّكَ لعلى خُلْقٍ عظيم}
فلا أحدَ يُداني خاتمَ الأنبياءِ في أخلاقِهِ حتّى أهلُ بيتِهِ الأطهار!

هذا الكلامُ فيه جهلٌ واضحٌ بأحاديثِ العِترة،
راجعوا الموضوع التالي في #الرابط ففيه ردٌّ على هذا الكلام
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02ku78XjrXjHJBDSYVhvn4cDWVzBtXYTUSyk5baSh6eZzn4BxLijSFG3e9F8m71Jpul&id=1805264026378393&mibextid=NOb6eG
#الثقافة_الزهرائية
وقفة عند قولِ إمامِ زمانِنا:
(وسيأتي شيعتي مَن يدّعي المُشاهدة)
هل "المُشاهدة" هي ادّعاءُ السفارةِ والنيابةِ كما يُقال؟!

:
❂ يقولُ إمامُ زمانِنا في رسالتِهِ الأخيرة التي بعثَها للسفير الرابع وأعلن فيها انتهاءَ الغَيبةِ الصُغرى وابتداءَ الغَيبةِ الكبرى، يقول:
(يا عليَّ بن محمّد السمري، أعظم اللهُ أجرَ إخوانِك فيك، فإنّك ميّتٌ ما بينك وبين ستّةِ أيّام،
فاجمع أمرك، ولا تُوصِ إلى أحدٍ يقومُ مقامَك بعد وفاتِك، فقد وقعت الغَيبةُ التامّة.
فلا ظُهورَ إلّا بعد إذن اللهِ عزّ وجلّ، وذلك بعد طُولِ الأمَدِ وقسوةِ القلوبِ وامتلاءِ الأرض جورا،
وسيأتي شيعتي مَن يدّعي المُشاهدة؛
ألا فمَن ادّعى المُشاهدةَ قبل خُروجِ السُفيانيِّ والصيحة فهو كاذبٌ مُفترٍ، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم)

[كمال الدين]

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (فإنّك ميّتٌ ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك)
الإمام هنا أخبر عن مسألةٍ غيبيّة، وهي وفاةُ السفيرِ الرابع السمَري،
وهذا الإخبارُ أوصلَهُ السمَريُّ للشيعةِ حتّى يكونوا على يقينٍ بصحّةِ هذه الرسالة ولا يشكّوا فيها فيقولون أنّ هذا الكتابَ ليس مِن الإمام،
فالإمامُ أخبر السمَري بأنّه سيموت بعد ستّةِ أيّام..وفعلاً مات بعد ستّةِ أيّام، والشيعةُ كانت على علمٍ بذلك

• وقولُ الإمام: (فاجمع أمرك) يعني أغلق كُلَّ الملفّات،
يعني لا تُبقي عملاً ناقصاً مِن بعدك حتّى لا يأتي أحدٌ فيدّعي أنّه يريدُ أن يُكملَ ذلك الأمرَ الناقص الذي تركتَه، فيضعَ نفسَهُ موضعَ السفارة

فهذه العبارة: (فاجمع أمرك ولا تُوصِ إلى أحدٍ يقومُ مقامَك بعد وفاتِك)
الإمام أنهى بها قضيّةَ ادّعاءِ السفارةِ بشكلٍ واضح، وسدَّ بها الباب على كلِّ مَن يدّعي السفارة والنيابة عنه "صلواتُ اللهِ عليه"

المُشكلة أين؟
المُشكلةُ أنّ أغلبيّةَ رجالِ الدين في واقعِنا الشيعي حين يقرؤونَ هذا التوقيع لا يفهمون معناه!
فحين يمرّونَ على عبارة: "وسيأتي شيعتي مَن يدّعي المُشاهدة" يقولون أنّ معنى المُشاهدة هو ادّعاءُ السفارة!
فمَن ادّعى السفارةَ عن الإمام فهو كذّابٌ مُفترٍ!
وهذا الكلامُ ليس صحيحاً

فهذا العنوان (المُشاهدة) لا يعني ادّعاء السفارة، ولا علاقةَ له بادّعاءِ السفارةِ والنيابةِ عن الإمام لا مِن قريب ولا مِن بعيد،
لأنّ إمامَ زمانِنا في نفس التوقيع في بدايتِهِ أبطل موضوعَ السفارةِ والنيابةِ عنه حين قال للسفير الرابع:
(فاجمع أمرك ولا تُوصِ إلى أحدٍ يقومُ مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغَيبةُ التامّة)

فالإمامُ هنا نفى بشكلٍ واضح موضوعَ السفارةِ والنيابةِ عنه في عصرِ الغَيبة الكبرى،
فأيُّ شخصٍ يدّعي السفارةَ ويقول أنّ الإمامَ عيّنهُ نائباً عنه فهو كذّابٌ مُفترٍ بنصِّ هذه العبارة

فإذا كانت هذه العبارةُ الواضحة أنهت موضوعَ ادّعاءِ السفارة..فكيف نأتي نحنُ بعد ذلك ونقول أنّ معنى "المُشاهدة" هي رؤيةُ الإمام مع ادّعاءِ السفارة؟!
كلامٌ ليس منطقيّاً

أضف أنّ الإمامَ هنا لم ينفِ المُشاهدة، وإنّما نفى "ادّعاءَ المُشاهدة"
وفارقٌ بين المعنيين

فالإمامُ لم يقل بأنّ المُشاهدةَ لن تقع في عصرِ الغَيبة الكبرى،
وإنّما قال أنّ الذي يدّعي المُشاهدة، ويُخبرُ الناسَ بأنّ له تواصلٌ جليٌّ مع الإمام فهو كذّابٌ مُفترٍ

أمّا أصلُ المُشاهدةِ للإمام فإنّها تقع في عصرِ الغَيبةِ الكبرى، ولكن الذين تقعُ لهم المُشاهدة لا يدّعون ذلك، ولا يُخبرون به أحداً، ولا حتّى يُلمِّحون بهذا الأمر،
هؤلاء يكتمون أسرارَهم، وتموتُ أسرارُهم معهم

أضف أنّ الذي نفاهُ الإمام هو ادّعاءُ المُشاهدة قبل السُفيانيّ والصيحة،
أمّا ادّعاءُ مُشاهدةِ الإمام بعد خروجِ السفياني ووقوع الصيحة فليس بالضرورة أن يكون المُدّعي كاذباً طالما أنّ علامةَ السُفياني والصيحة قد وقعت

السفيانيُّ يخرجُ في بدايةِ رجب،
والصيحة تقع في ليلة 23 مِن شهر رمضان

السؤال هنا:
إذاً ما المُراد مِن المُشاهدة في قول الإمام:
(وسيأتي شيعتي مَن يدّعي المُشاهدة)؟

الجواب:
هذا العنوان "المُشاهدة" مُصطلحٌ مِن المُصطلحاتِ المهدويّة، له معنىً مُعيّن معروف في ثقافةِ العترة، وقد استعملَهُ أئمتُنا مُنذ البدايات في أحاديثِهم،
فالذي يُريد أن يفهمَ معنى هذا المُصطلح بشكلٍ صحيح لابُدّ أن يرجع لتلك الروايات التي ورد فيها هذا العنوان كي يفهم المعنى

المُراد مِن المُشاهدة: يعني التواصلُ مع الإمام كما كان الشيعةُ يتواصلون مع الأئمةِ في عصر الحضور

فأصحابُ الأئمةِ كانوا يتواصلون مع الأئمةِ في زمان حضورِهم (يُجالسونهم، ويسألونهم)
ولم يدّعي هؤلاء النيابةَ عن الأئمة،
فمُصطلح (المُشاهدة) لا علاقةَ له بالنيابة والسفارة إطلاقاً

حتّى المعنى الّلغوي للمُشاهدة لا علاقةَ له بمعنى السفارة والنيابة لا من قريب ولا من بعيد
فالمُشاهدة في الّلغة: تعني المُعاينة

تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/3100552680182848/
#الثقافة_الزهرائية
وقفة عند لوحةِ ميلادِ الحسين الحزينةِ في القرآن.. وبيانُ جانبٍ مِن الرعايةِ الإلهيّةِ الخاصّةِ للحسين بعد ولادتِهِ
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّ جبرئيل نزل على محمّدٍ "صلّى اللهُ عليه وآلِه" فقال له: يا محمّد، إنّ اللهَ يُبشّرُك بمولودٍ يُولَدُ مِن فاطِمة تقتلُهُ أُمّتُك مِن بعدك،
فقال النبي: يا جبرئيل وعلى ربّي السلام، لا حاجةَ لي في مولودٍ يُولَدُ مِن فاطِمةَ تقتلُهُ أُمّتي مِن بعدي،

فعرج -جبرئيل - ثمّ هبط فقال له مِثل ذلك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربّي السلام، لا حاجةَ لي في مولودٍ تقتلُهُ أُمّتي مِن بعدي،
فعرج جبرئيلُ إلى السماء ثُمّ هبط فقال: يا محمّد إنّ ربّك يُقرِئُك السلامَ ويُبشّرُك بأنّه جاعلٌ في ذُرّيتِهِ الإمامةَ والولايةَ والوصيّة، فقال: قد رضيت،
ثمّ أرسل إلى فاطِمة أنّ اللهَ يُبشّرُني بمولودٍ يُولَدُ لكِ تقتلُهُ أُمّتي مِن بعدي،
فأرسلت إليه: لا حاجةَ لي في مولودٍ مِنّي تقتلُهُ أُمّتُك مِن بعدك،
فأرسل إليها: أنّ اللهَ قد جعل في ذرّيتِهِ الإمامةَ والولايةَ والوصيّة،
فأرسلت إليه: أنّي قد رضيت،

{فحملتهُ أُمّهُ كُرهاً ووضعتهُ كُرهاً وحمْلُهُ وفِصالُهُ ثلاثون شهراً حتّى إذا بلغ أشُدّه‌ُ وبلغ أربعين سنةً قال ربِّ أوزعني‌ أن أشكُرَ نعمتَك الّتي أنعمتَ عليَّ وعلى‌ والديَّ وأن أعمل صالحاً ترضاه‌ُ وأصلح لي في ذُرّيتي‌}
فلولا أنّه قال‌ أصلح لي في ذُرّيتي لكانت ذُريّتُهُ كُلّهم أئمة،

ولم يرضع الحسينُ مِن فاطِمة ولا مِن أنثى، كان يُؤتى به النبيَّ فيضعُ إبهامَهُ في فيه فيمصُّ مِنها ما يكفيها اليومين والثلاث،
فنبت لحمُ الحسينِ مِن لحمِ رسولِ اللهِ ودمِهِ، ولم يُولَد لستّةِ أشهُرٍ إلّا عيسى ابنُ مريم والحسينَ بن علي)

[الكافي: ج1]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
سلامٌ على حُسينٍ يشعُّ فَرَحاً في بيتِ عليٍّ وفاطِمة،
ويالَهُ مِن فَرَحٍ تُلوِّنُهُ الدموعُ وترسِمُ ملامِحَهُ أصواتُ السنابكِ عند الخيام!

[توضيحات]
هذه الآيةُ التي ذكرها إمامُنا الصادق: {فحملتهُ أُمّهُ كُرهاً} نزلت في سيّدِ الشهداء وليست عامّةً في كُلِّ مولودٍ يُولَد،
لأنّ الآيةَ تقول: {وحمْلُهُ وفِصالُهُ ثلاثونَ شهراً}
معنى فِصالُه: يعني فِطامُهُ مِن الرضاع،
فالآية تتحدّثُ عن مولودٍ هذه صِفاتُهُ:
• أنّ أُمَّهُ حملتهُ كُرهاً ووضعتهُ كُرها،
• ومُدّةُ حملِهِ ورضاعهِ إذا جمعناهما معاً ثلاثون شهراً،
ونحنُ نعلم أنّ مُدّةَ رضاعِ الطفل التي قرّرها دينُ أهلِ البيت: حولين كاملين، كما يقولُ القرآن: {والوالداتُ يُرضِعنَ أولادهُنَّ حولين كاملين}
والحَولان الكاملان أربعةٌ وعشرون شهراً،
فيكونُ المُتبقّي مِن الثلاثين شهراً للحملِ والرضاع: ستّةَ أشهر (وهي مُدّةُ الحمل)

فهل كلُّ مولودٍ يُولَدُ يكونُ حمْلُهُ ستّةَ أشهُر؟
قطعاً لا،
فالآيةُ حين قالت: {وحمْلُهُ وفِصالُهُ ثلاثون شهراً} إنّها تُشيرُ لمولودٍ مُعيّن يكونُ حملُهُ ستّةَ أشهُر، وهو سيّدُ الشهداء،
فقد كانت مُدّةُ حملِ الحسين ستّةَ أشهر، كما يقولُ إمامُنا الصادق:
(حملُ الحسينِ سِتّةُ أشهر، وأُرضِعَ سنتين، وهو قولُ اللهِ عزّ وجلّ: {ووصيّنا الإنسانَ بوالديه إحساناً حملتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً ووضعتْهُ كُرْهاً وحمْلُهُ وفِصالُهُ ثلاثُون شهراً)
[آمالي الطوسي]

ويُؤكّدُ هذا المعنى إمامُ زمانِنا في تفسيرِهِ
لـ{كهيعص} إذ يقولُ في نهايةِ الحديث:
(وكان حمْلُ يحيى سِتّةَ أشهر، وحمْلُ الحسين ستّةَ أشهُر..وذُبِح يحيى كما ذُبِح الحسين، ولم تبكِ السماءُ والأرضُ إلّا عليهما)
[المناقب]

أضف أنّ الآيةَ تقول: {حتّى إذا بلغ أشُدَّهُ وبلغ أربعينَ سنةً قال ربِّ أوزعني أن أشكرَ نعمتَك الّتي أنعمتَ عليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحاً ترضاهُ وأصلح لي في ذُريتي}

فهل كلُّ مولودٍ يدعو بهذا الدعاء إذا بلغ الأربعين؟
قطعاً لا..فهذه الآيةُ تتحدّثُ عن مولودٍ مُعيّن وهو الحسين

✦ قول الآية: {حملتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً ووضعتْهُ كُرْهاً} هذا المعنى بيّنهُ إمامُنا الصادقُ في روايةٍ أُخرى، يقول فيها:
(فلمّا حملت فاطِمةُ بالحسينِ كرهت حمْلَه)
المراد مِن أنّها كرهت حملَه: أي أنّها حملت به حُزناً، لأنّها كانت تكرهُ الّذي سيجري على هذا الوليد،
وإلّا لا تُوجد أُمٌّ تحمِلُ وليدَها وهي تكرهُ حملَها،
وأحاديثُ العترةِ تُخبرنا أنّ الصدّيقةَ الكُبرى كان يصيبُها السكونُ والحزن أيّامَ حملِها بسيّدِ الشُهداء،
فحملُها بالحُسين أحزنها وأوجع قلبَها، لأنّها عَلِمت بما يجري عليه وعلمت أنّه يُذبَحُ مظلوماً عطشاناً!

✦ قولُهُ: (ولم يرضع الحسينُ مِن فاطِمة) هذا في مقطعٍ زمانيٍّ مُعيّن، وليس بشكلٍ مُطلق،
في مقطعٍ زمانيٍّ مُعيّن لم يرضع الحسين مِن أُمّهِ الزهراء وإنّما كان يرضع مِن إبهام جدّهِ المُصطفى كما يقولُ إمامُنا الصادق،
لأنّ الرضاعَ هنا هو رضاعُ فيض، وليس رضاعاً عاديّاً

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/pQxvwh2y4Q2n1Rnm/?mibextid=qi2Omg
#الثقافة_الزهرائية
وقفة عند لوحةِ خُروجِ الحسين الحزينةِ مِن المدينةِ إلى مكّة
(هل كان سيّدُ الشهداء خائفاً كما يُقال!)
:
❂ يقولُ رسولُ اللهِ وهو يتحدّثُ عن سيّدِ الشُهداء وعن مُصيبتِهِ العُظمى، وعن ليلةِ هِجرتِهِ مِن حرمِ جدّه إلى مكّة، يقول:
(وأمّا الحسينُ فإنّه مِنّي، وهو ابني وولدي، وخيرُ الخَلْقِ بعد أخيه، وهو إمامُ المُسلمين، ومولى المُؤمنين، وخليفةُ ربِّ العالمين، وغياثُ المُستغيثين، وكهفُ المُستجيرين، وحُجّةُ اللهِ على خَلقِهِ أجمعين، وهو سيّدُ شبابِ أهلِ الجنّة، وبابُ نجاةِ الأُمّة، أمرُهُ أمري، وطاعتُهُ طاعتي، مَن تَبِعَهُ فإنّه منّي، ومَن عصاهُ فليس مِنّي،
وإنّي لَمّا رأيتُهُ تذكرتُ ما يُصنَعُ به بعدي،
كأنّي به وقد استجار بحَرَمي وقبري فلا يُجار، فأضمُّهُ في منامِهِ إلى صدري، وآمُرُهُ بالرحلةِ على دارِ هِجرتي، وأبشّرُهُ بالشهادة، فيرتحلُ عنها إلى أرضِ مَقتلِهِ ومَوضعِ مَصرعِهِ أرضِ كربٍ وبلاء وقتلٍ وفناء، تنصُرُهُ عِصابةٌ مِن المُسلمين، أُولئك مِن سادةِ شُهداءِ أُمّتي يومَ القيامة،

كأنّي أنظرُ إليه وقد رُمِيَ بسَهْمٍ فخَرَّ عن فرسِهِ صريعاً، ثُمّ يُذبَحُ كما يذبحُ الكبشُ مظلوماً!
ثمَّ بكى رسولُ اللهِ وبكى مَن حولَهُ، وارتفعت أصواتُهم بالضجيج،
ثمّ قام وهو يقولُ: الّلهُمّ إنّي أشكو إليك ما يلقى أهلُ بيتي بعدي
)
[آمالي الصدوق]

[توضيحات]
✦ قولُهُ: (كأنّي به وقد استجار بحَرَمي وقبري فلا يُجار، فأضمُّهُ في منامِهِ إلى صدري، وآمُرُهُ بالرحلةِ على دارِ هِجرتي)
هذا المشهدُ المؤلمُ أشار له إمامُ زمانِنا في زيارةِ الناحيةِ المُقدّسة،
إذ يقولُ وهو يحدّثُنا عن هذه الأيّام الّتي كان سيّدُ الشهداء يتهيّأُ فيها للخروج مِن المدينةِ إلى مكّة كخُطوةٍ أُولى في مسيرةِ مشروع عاشوراء، يقول:
(حتّى إذا الجَورُ مَدَّ باعَهُ، وأسفر الظُلْمُ قِناعَه، ودَعا الغَيُّ أتباعَه، وأنت في حَرَمِ جدّك قاطِن، وللظالمينَ مُباين،
جليسُ البيتِ والمِحراب، مُعتزِلٌ عن الّلذاتِ والشهَوَات، تُنكِرُ المُنكَرَ بقلبك ولسانِك، على حسَبِ طاقتكَ وإمكانِك،
ثمّ اقتضاك العِلْمُ للإنكار، ولَزِمَكَ أن تُجاهدَ الفُجّار، فسِرتَ في أولادِك وأهاليك، وشِيعتك ومواليك
)

• أيضاً تُحدّثُنا مولاتُنا سُكينة عن الّليلةِ التي خرجت فيها قافلةُ الحسين مِن المدينةِ إلى مكّة، تقول:
(خرجنا مِن المدينةِ في ليلةٍ مُظلمةٍ ذاتِ رعدٍ وبرق، حتّى خِلْنا أنّ السماءَ أُطبِقت على الأرض!)
وفي روايةٍ أخرى تقول:
(لمّا خرجنا مِن المدينةِ ما كان أحدٌ أشدَّ خوفاً مِنّا أهلَ البيت!)
أيضاً تقول:
(حين خرجنا مِن المدينةِ ما أهلُ بيتٍ أشدُّ غمّاً ولا خوفاً مِن أهلِ بيتِ رسولِ الله!)
[منتخب الطريحي]

✦ هذه العبارة: (خرجنا مِن المدينةِ في ليلةٍ مُظلمة ذاتِ رعدٍ وبرق) تُبيّن لنا أنّ خروجَ الحسين مِن المدينةِ كان ليلاً وليس نهاراً،
فسيّدُ الشهداء خرج ليلةَ الثامن والعشرين مِن رجب،
يعني خرج يومِ بعثةِ النبيّ مساءً،
وقطعاً هذا الميعادُ ليس صُدفةً،
وإنّما هو تخطيطٌ إلهيٌّ دقيق له رمزيّةٌ واضحة على الترابطِ بين المشروع الحُسيني والمشروع المهدوي،
فالمشروعُ الحسينيُّ العملاق هو زيتُ الوقودِ الذي يُحرّكُ عجلةَ المشروع المهدوي،
والدولةُ المهدويّةُ هي مُقدّمةٌ لإقامةِ الدولةِ المُحمّديّةِ العظمى التي تُمثّلُ مشروعَ اللهِ في الأرض والذي يتحقّقُ في عصرِ الرجعةِ العظيمة،
وهذا المشروعُ الإلهي (وهو الدولةُ المُحمّديّةُ الخاتمة) إنّما هو تعويضٌ مِن اللهِ لِما جرى على الحسين، كما يقولُ إمامُنا العسكري في دعائه الشريف يوم مولدِ الحسين، يقول:
(قتيلِ العَبرةِ، وسيّدِ الأُسرة، الممدودِ بالنُصرةِ يومَ الكرّة، المُعوَّضِ مِِن قتلِهِ أنّ الأئمّةَ مِن نسلِهِ، والشفاءَ في تربتِهِ، والفوزَ معه في أوبتِهِ، والأوصياءَ مِن عترتِهِ بعد قائمِهم وغيبتِهِ)
هذا هو الترابطُ ما بين مشروع الحسين وبين المشروع المُحمّدي الذي سيتحقّقُ في عصرِ الرجعةِ العظيمة

لاحظوا كم لعقيدةِ الرجعةِ مِن الأهميّة!
فمشروعُ اللهِ في الأرض (وهو الدولةُ المُحمّديّةُ العُظمى) التي تصِفُها الرواياتُ بأنّها "جنّةُ الدنيا" هي تعويضٌ مِن اللهِ لقتلِ الحسين،
ليست تعويضاً لدمِ الحسين..فدمُ الحسين لا يُعوَّض، وإنّما تعويضٌ عن عمليّةِ القتلِ لسيّدِ الشُهداء

مِن هنا كان خروجُ سيّدِ الشهداء مِن المدينةِ إلى مكّة مُتوافقاً مع بعثةِ النبي ليُشيرَ إلى أنّ مشروعَ الدولةِ المُحمّديّةِ العُظمى إنّما تبدأُ خطواتُهُ الأولى مِن الحسين،
وهذا معنى قولُ النبي: (وأنا مِن حسين)

ويُشيرُ أيضاً إلى أنّ هدفَ سيّدِ الشهداء مِن خروجهِ مِن المدينةِ إلى مكّة ثُمّ إلى كربلاء.. هذا الهدفُ هو بعينِهِ جوهرُ البعثةِ المُحمّديّة

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
حيثُ يُجيبُنا عن هذا التساؤل:
هل خرج الحسين خائفاً كما يُقال؟!
https://www.facebook.com/photo?fbid=809413514564139&set=a.571438275028332
#الثقافة_الزهرائية
وقفة عند أعلى مقامٍ للصدّيقةِ الكُبرى وآلِها الأطهار تحدّث عنه القرآن
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق في قولِهِ تعالى: {اللّٰهُ نُورُ السماواتِ والأرض مثل نُورِهِ كمشكاة}قال:
(المشكاة: فاطمة، {فيها مِصباح المِصباح} الحسنُ والحسين، {في زُجاجةٍ الزُجاجةُ كأنّها كوكبٌ دُريّ} كأنّ فاطِمةَ كوكبٌ دُريٌّ بين نساءِ أهلِ الأرض، {يُوقَدُ من شجرةٍ مُباركة} يُوقَدُ من إبراهيم، {لا شرقيّةٍ ولا غربيّة} يعني لا يهوديّةٍ ولا نصرانيّة، {يكادُ زيتُها يُضيء} يكادُ العِلمُ يتفجّرُ منها، ولو لم تمسْسهُ نار، {نُورٌ على نُور} إمامٌ مِنها بعد إمام، {يهدي اللّٰهُ لنُورِهِ من يشاء} يهدي اللهُ للأئمةِ من يشاءُ أن يُدخِلَهُ في نُورِ ولايتِهم مُخلصاً {ويضربُ اللّٰهُ الأمثالَ للناسِ واللهُ بكلِّ شيءٍ عليم})
[تفسير القمّي]

[توضيحات]
أيّةُ صورةٍ مُشرِقةٍ هذه التي عرضتها الآيةُ وأيّةُ لوحةٍ أخّاذة!
إنّها تأخذُ بمجامع العُقولِ والقُلوب!
هذه الآيةُ مِن سورةِ النور تحدّثُنا عن أعلى مقامٍ لأهلِ البيتِ ذُكِر في القرآن،
إنّها تُحدّثُنا عن مظاهرِ الحقيقةِ المُحمّديّةِ العُظمى، والّتي تتجلّى أنوارُها في حقائقِ أهلِ البيت

الآيةُ جاءت في سياقِ الأمثالِ القرآنيّة، وأهلُ البيتِ أمرونا أن نتدبّرَ في أمثالِ القرآن لأنّها تُوصِلُنا للحقائق

✦ قولِهِ تعالى: {مثَلُ نُورِهِ كمِشكاة} الآيةُ تتحدّثُ عن رمزيّةٍ واضحةٍ لنوريّةِ اللهِ تعالى،
حين تقول الآيةُ: {مثل نُورِهِ} إنّها تتحدّثُ عن المثَلِ الأعلى للهِ الذي جاء في سورةِ الروم: {وله المثَلُ الأعلى في السمواتِ والأرض} فتقول: أنّ مثَلَ نورِ اللهِ تعالى كمِشكاة،
معنى المِشكاة في الّلغة: تجويفٌ يُفتَحُ في الجدار بشكلٍ هندسيٍّ كي يُوضَع فيه المِصباح،
هذا التجويفُ ليس نافذةً، يعني لا يُطِلُّ على الجهةِ الأخرى للجدار.. وإنّما تجويفٌ في الجدار يُوضَعُ فيه المِصباح،
فالمِشكاة هي المكانُ الحافظُ للمصباح لأجلِ أن ينطلقَ نورُ المِصباح منه مُنظَّماً عِبرَ هذه الفتحةِ الموجودةِ في الجدار التي تكونُ سبباً في حفظِ ضوءِ المصباح وتوجيه اتّجاهِ إنارتِهِ بالشكلِ الّذي تكونُ المنفعةُ أكثر،
هذا توضيحٌ لمعنى المِشكاة لغةً

قطعاً هذا المِثال مثالٌ حسيٌّ، والأمثلةُ الحسيّةُ حتّى الّتي في القرآن حين يُؤتى بها لتقريبِ حقيقةٍ غيبيّةٍ عظيمةِ الشأن.. فالأمثلةَ ستُقرِّبُ مِن وجهٍ وتُبعِّدُ مِن وجوه،
والحال هو هو في هذا المثال الّذي بين أيدينا،
ولكنّه بالجُملة يُخبِرنا عن عَظَمةِ الجهةِ الّتي مُثِّل لها بهذا المِثال

ونحنُ إذا ما رجعنا لأحاديثِ العترةِ التفسيريّةِ نجد أنّ المِشكاةَ فُسِّرت بفاطِمة، وفُسِّرت بقلبِ محمّدٍ والمعنى واحد،
فالزهراءُ هي قلبُ محمّدٍ على نحو الحقيقةِ وروحُهُ التي تسري بين جنبيه،
والتفاصيلُ الّتي تحدّثت عنها الآيةُ مِن أوّلها إلى آخرِها هي في أجواء وفي أفنيةِ محمّدٍ وآلِ محمّد،
فالزهراء هي المِشكاة، وهي الشجرةُ المُباركة،
فكما أنّ المِشكاةَ في الّلغة تحفظُ ضوءَ المِصباح وتُنظِّمُ صدورَ الضوءِ الذي يخرجُ منه.. فالزهراءُ أيضاً هي سِرُّ النَظمِ في برنامجِ الإمامة، كما تقولُ في خُطبتِها الشريفة: (وجعل طاعتَنا نِظاماً للملّة)

✦ قولُهُ تعالى في وصفِ هذا النور: {يُوقَدُ من شجرةٍ مُباركةٍ زيتونة} يعني شجرةً كلُّها زيت،
إنّه زيتُ الوجود، فهي الّتي تمُدُّ كلَّ موجودٍ بزيتِ الوجودِ وزيتِ البقاء

✦ قوله: {لا شرقيّةٍ ولا غربيّة} هذه الآيةُ في أُفقٍ مِن آفاقِها تعني أنّ الشجرةَ في أصلِها ليست يهوديّةً ولا نصرانيّة.. ولكن معنى الآية في أُفُقٍ أعمق أنّها شجرةٌ مُتفرّدة، فهي ليست مِن العوالمِ العلويّةِ ولا مِن العوالمِ السُفليّة،
هذه الشجرةُ هي التي تمُدُّ العوالمَ العلويّةَ والسُفليّةَ بزيتِ الوجودِ وزيتِ البقاء.. وهذا المعنى ينسجِمُ مع المضمون الوارد في الروايات بأنّ الكائنات خُلِقت مِن نُورِ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ "صلواتُ اللهِ عليهم"

✦ قولُهُ تعالى في وصفِ زيتِ الشجرة: {يكادُ زيتُها يُضيء ولو لم تمسسْهُ نار} تعبيرٌ ربّانيٌّ جميلٌ جدّاً يُشيرُ إلى علوِّ منزلةِ أهلِ البيت "صلواتُ اللهِ عليهم"
فالفعل (يكاد) مِن أفعال المُقاربة،
فالباري يقول: أنّ زيتَ هذه الشجرةِ المُباركةِ يكادُ يُضيءُ بنفسِهِ مِن دون اللهِ سبحانه وتعالى،
قولُهُ: {ولو لم تمسسْهُ نار} أي يكادُ زيتُها يُضيء مِن نفسِهِ ولو لم تمسسْهُ نارُ القدرةُ الإلهيّةِ ونارُ الجبروتِ الإلهي، وذلك لعلوّ منزلةِ هذه الشجرة المُباركة وهي "فاطمة" بحسبِ تأويلِ أهلِ البيتِ لقرآنِهم
مع ملاحظة أنّ زيتَ هذه الشجرةِ لا يُضِيء إلّا بقُدرةِ الله، ولكنّ الآية استعملت هذا التعبير البليغ كي تُشعِرنا بعَظَمةِ منزلِةِ هذه الشجرة

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/posts/pfbid02etv5zsuGqQW6AkLtC9JYeKiN11qLmrbgxCRStW176xcZtw97mppa5HsN1KzJDTgcl?locale=ar_AR
#الثقافة_الزهرائية
وقفةٌ عند كلماتِ أميرِ المؤمنين المُؤلمةِ جدّاً في تأبينِهِ للزهراء
والّتي يُصرِّحُ فيها بقتْلِ فاطِمة!

:
❂ يُحدّثُنا سيّدُ الشهداء عن حالِ أبيه أميرِ المؤمنين بعد دفنِهِ للزهراء، يقول:
(ثمّ قام فحوّل وجهَهُ إلى قبرِ رسولِ الله، فقال: السلامُ عليك يا رسولَ اللهِ عنّي والسلامُ عليك عن ابنتِك - وحبيبتِك وقُرّةِ عينِك- وزائرتِك والبائتةِ في الثرى‏ ببُقعتِك‏، والمُختارِ اللهُ لها سُرعةَ الّلحاقِ‏ بك،
قلَّ يا رسولَ اللهِ عن صفيّتِك‏ صبري، وعفا عن سيّدةِ نساءِ العالمين تجلُّدي،‏ إلّا أنّ في التأسّي لي‏ بسُنّتِك في فُرقتِك موضِعُ تعَزٍّ، فلقد وسّدتُكَ‏ في ملحودةِ قبرِك، وفاضت نفسُك بين نحري وصدري، بلى‏ وفي كتابِ اللهِ لي‏ أنعَمُ القَبول
{إنّا لله‏ِ وإنّا إليه راجعون}
قد استُرجِعت الوديعة، وأُخِذت‏ الرهينة، وأخْلِست‏ الزهراء، فما أقبح الخضراء
-السماء- والغبراء -الأرض- يا رسولَ الله،
أمّا حُزني فسرمد؛ وأمّا ليلي فمُسَهَّد، وهمٌّ‏ لا يبرحُ مِن قلبي أو يختارَ اللهُ لي دارك التي أنتَ فيها مُقيم،
كَمَدٌ مُقيِّحٌ‏، وهمٌّ مُهيِّج، سرعان ما فرّق بيننا، وإلى اللهِ أشكو.. وستنبِئُكَ ابنتُك بتظافُرِ أُمّتِك على هضْمِها، فأحْفِها السُؤال، واستخبِرها الحال، فكم مِن غليلٍ‏ مُعتلجٍ بصدرِها لم تجد إلى‏ بثّهِ‏ سبيلا، وستقولُ، ويحكمُ اللهُ وهو خيرُ الحاكمين‏.

والسلامُ عليك سلامَ مُودِّعٍ لا قالٍ‏ ولا سَئم‏.. فإن أنصرف فلا عن مَلالة، وإن أُقِم فلا عن سُوءِ ظنٍّ بما وعد اللهُ الصابرين

واهٍ واهاً، والصبرُ أيمنُ وأجمل، ولولا غلَبةُ المُستولين لجعلتُ المقام والّلبثَ لِزاماً مَعكوفاً، ولأعولتُ إعوالَ الثكلى‏ على جليلِ الرزيّة، فبعينِ اللهِ تُدفنُ ابنتُك سِرّاً وتُهضَم‏ حقُّها، وتُمنَعُ‏ إرثُها، ولم يتباعد العهدُ، ولم يخلُقْ مِنك الذِكر، وإلى اللهِ يا رسولَ اللهِ الُمشتكى، وفيك يا رسولَ اللهِ أحسنُ العزاء، صلّى اللهُ عليك، وعليها السلامُ والرضوان)
[الكافي: ج1]
〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
سيّدُ الأوصياء هو مركزُ الآلامِ الفاطميّة.. فكلُّ الّذي جرى على الزهراء لم يجرِ عليها إلّا بسببِ عداءِ القوم لأميرِ المؤمنين،
عداؤهم وبُغضُهم لسيّدِ الأوصياء هو الّذي دفعهم وحمَلَهم أن يفعلوا ما فعلوا مع أهلِ البيت

✦ قولُ الأمير: (فلقد اسُترجِعت الوديعة) الأمير وصف الزهراء بـ(الوديعة) لأنّ رسولَ اللهِ سمّاها وديعة حين وضع يدَها في يدِ أميرِ المؤمنين في آخرِ لحظاتِ حياتِهِ وقال له: هذه وديعةُ اللهِ ووديعةُ رسولِهِ عندك،
وقطعاً هذه الوديعةُ الإلهيّةُ المُحمّديّةُ عند عليٍّ هي وديعةٌ عند شيعتِهِ،
فهل حفِظت هذه الأُمّةُ وديعةَ اللهِ ووديعةَ رسولِهِ؟!
نحنُ نجدُ في حقوقِ المؤمنِ والمُسلم أنّه إذا أعطى أماناً سياسيّاً لأحدٍ مِن الناس.. فإنّ رسولَ اللهَ كان يُقِرُّ ذاك الأمان، ويكونُ هذا الأمانُ الّذي أعطاهُ ذلك المؤمنُ أو المسلِم أماناً رسميّاً وكأنّه قد صدر مِن رسولِ الله،
فإذا كان احترامُ رسولِ اللهِ للمؤمنين والمسلمين بهذا المستوى.. فكيف سيكونُ إحترامُنا لوديعةٍ هي مِن اللهِ ومِن رسولِهِ عند عليٍّ أميرِ المؤمنين؟!

✦ قولُهُ: (وأُخلِست الزهراء) أي أنّها قُتِلت غِيلةً بالمكرِ والخداع!
فقاتِلَها أخذ يختلِسُ وينتهِزُ الفُرَص، ويبحثُ عن أيّةِ فُرصةٍ كي يقتُلَها.. فقتَلها مُخاتلةً، أي بنحوٍ خفي!
فالمخاتِلُ هو المخادِعُ الّذي يُخفِي خُدَعَهُ وكيدَهُ!
فالقومُ شبُّوا النارَ على بيتِها.. وحين وقفت الزهراءُ بين البابِ والجدار وجدوا فُرصةً لقتلِها فقتلوها، كما يقولُ صادقُ العترةِ بأنّها ماتت مِن الضرب!
فقد عذّبُوها جسديّاً إلى الحدّ الّذي ماتت بعد ذلك التعذيب!
فالزهراء قُتِلت، ولِذا قال سيّدُ الأوصياء: (وأُخلِسَت الزهراء) فهو يُصرّحُ بقتِلها هنا

عِلماً أنّ هذه العبارة؛ (وأُخلِست الزهراء) ليست موجودةً في النصّ الذي جاء في [نهج البلاغة]
فالنصُّ الذي في نهج البلاغة تعرّض للتحريف،
ولذا حين يُسألُ بعضُ علماء الشيعةِ عن قتلِ الزهراء يقولون: لو كانت الزهراء قُتِلت لذكر أميرُ المؤمنين ذلك في تأبينِهِ لها.. وهم يتحدّثون عن التأبين المُحرّف في نهج البلاغة بسببِ قِلةِ عِلمِهم بحديثِ العترة،
فهُم لم يطّلِعوا على النصّ الموجود في الكافي

مع العلم أنّ حتّى النصّ الحالي الموجود في الكافي هو مُحرّف أيضاً.. فإنّ أصلَ الكلمةِ التي وردت في تأبين الأمير للزهراء هي: (واختُلِست الزهراء)
والمصادرُ القديمة التي نقلت عن الكافي نقلت هذا التعبير (واختُلست الزهراء) وهو تعبيرٌ أبلغُ وأدقُّ وأشدُّ في المعنى،
لأنّ الاختلاسَ أشدُّ مِن الخَلْس،
فالخلسُ هو القتلُ بالخديعة،
أمّا الاختلاسُ فهو القتلُ خديعةً ولكن بنحوٍ أشد!

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02zo3DuVsKNiMuoed6MFZkDaXLTvzADXUSPLq5JXEKMJDEhqeQEa85oPMnBxc6fMK1l&id=100064864923911&mibextid=Nif5oz

*منقول
مِن أعظم الفتنِ وأشدّها في زمانِ الظهور:
فتنةُ الانتقامِ مِن قَتَلةِ الزهراء!

:
إنّها أمُّ الفِتن.. ولذا فإنّ أوّلَ أمرٍ يُباشِرهُ إمامُ زمانِنا عند ظُهورِهِ هو مايتعلّقُ بهذا الإختبار

❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ لأحدِ أصحابه:
(هل تدري أوّلَ ما يبدأ به القائم؟ قال: لا،
قال الإمام: يُخرجُ هذين
-أي الأوّل والثاني- رطْبين غَضّين -مِن قبريهما- فيُحرِقُهما ويُذرِيهما في الريح)
[البحار: ج52]

❂ أيضاً يقولُ إمامُنا الباقر لأحدِ أصحابِه:
(أما لو قام قائمُنا، لقد رُدّت إليه الحُميراء -عائشة- حتّى يجلدَها الحدّ، وحتّى ينتقمَ لابنةِ محمّدٍ فاطمةَ منها،
فقيل له: جُعلتُ فداك، ولِمَ يجلدُها الحد؟ قال: لِفرْيتِها على أمّ إبراهيم،
فقيل له: فكيف أخّرهُ اللهُ للقائم؟ قال: لأنّ الله تبارك وتعالى بعث محمّداً رحمة، وبعث القائمَ نقمة!)

[علل الشرائع]

[توضيحات]
✦ قولُهُ: (لفريتِها على أمّ إبراهيم) الإمام يُشير إلى قذفِ عائشة لماريّة القُبطيّة زوجة النبي،
حين قذفتها عائشة حسَداً، فادّعت أنّ إبراهيم ليس ابناً لرسولِ اللهِ في حادثةِ الإفك المعروفة

الإمام بعد أن ذكر إقامةَ الحدّ على عائشة قال بعدها مُباشرة:
"وحتّى ينتقمَ لابنةِ محمّدٍ فاطمةَ منها"
لأنّ الزهراء قُذِفت أيّضاً على منابر السقيفة المشؤومة!
فالجذرُ في كلِّ الافتراءات وفي كلِّ القذفِ الذي قُذفت به الزهراء يعودُ لقذفِ عائشةَ لماريّة،
فالحميراء هي مِن المؤسّسين لأساسِ الظُلم والجورِ على آلِ محمّد

وكذلك الاعتداءُ على دارِ الزهراء أساسُهُ يعودُ إلى سُوء أدبِ رموزِ السقيفةِ على أبوابِ رسولِ الله عِبرَ الجُدرانِ والحجرات

• مِن الروايات الّتي تحدّثت عن شدّةِ هذه الفتنة (أعني فتنة الانتقام مِن رُموزِ السقيفة)
ما جاء عن رسولِ اللهِ في حديثٍ له مع اللهِ تعالى في رحلة المعراج
يقولُ اللهُ تعالى لنبيّه الأعظم:
(وهذا القائمُ الّذي يُحلّلُ حلالي ويُحرّمُ حرامي، وبه أنتقِمُ مِن أعدائي، وهو راحةٌ لأوليائي، وهو الّذي يشفي قلوبَ شيعتِك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيُخرجُ الّلاتَ والعُزّى طريّين فيُحرِقُهما،
فلَفِتنةُ الناسِ يومئذٍ بهما أشدُّ مِن فتنةِ العِجل والسامري)


المُراد مِن فتنة(العجل والسامري):
إمّا هي فتنةُ بني إسرائيل، حين ذهب النبيُّ موسى إلى ميقاتِ ربّه، وكان الّذي كان، وما ترتّب على ذلك مِن قتلِ بعضِهم بعضاً
وهذا ما سيكونُ أيضاً مِن فِتن عصرِ الظهور،
وإمّا أن المراد هي فِتنة السقيفة،
والتعبير بـ(العجل والسامري) هنا على نحو الكناية
إذ ورد في أحاديثِ العترةِ إطلاقُ لفظِ العجل والسامري على الأوّل والثاني،
وهذا المعنى تُؤيّدهُ الروايات، مِنها قولُ إمامِ زماننا:
(وأجيءُ إلى يثرب، فأهدِمُ الحجرة -التي دُفن فيها الأوّل والثاني- وأُخرِج مَن بها، وهما طريّان، فآمُرُ بهما تجاهَ البقيع، وآمُرُ بخشبتين يُصلبان عليهما، فتورِقان مِن تحتِهما، فيفتتِنُ الناس بهما أشدّ مِن الأولى!)
[البحار: ج١٠٤]

المُراد مِن الفتنةِ الأولى هي فتنةُ السقيفة،
ولكن الكارثة الكبرى هي أنّ فتنة الناس بالأوّل والثاني عند ظُهورِ إمامِنا ستكونُ أشدُّ مِن فتنة السقيفة!
إنّها فتنةٌ شديدةٌ إلى الحدّ الذي تطالُ فيه أصحابَ إمام زمانِنا في أوّل الأمر، حيث يتفرّقون عن الإمام!
ثمّ ينتبهون مِن غفلتهم ويعودون إلى رُشدهم

السؤال هنا:
كيف يُفتتَنُ أصحابُ إمامِ زمانِنا في هذه الفتنة؟
الجواب يُبيّنهُ إمامُنا الصادق، فيقول:
(إذا قدِمَ القائمُ وثب أن يكسِرَ الحائط الّذي على القبر -قبر الأوّل والثاني-
فيبعثُ اللهُ تعالى ريحاً شديدة، وصواعقَ ورُعوداً حتّى يقولَ الناس: إنّما ذا لِذا -أي أنّ هذه الصواعق نزلت غَضَباً لهدم قبريهما-
فيتفرّقُ أصحابهُ عنه حتّى لا يبقى معه أحد!
فيأخذُ
-الإمام- المِعوَلَ بيده، فيكونُ أوّلَ مَن يضربُ بالمِعول،
ثمّ يرجعُ إليه أصحابُهُ إذا رأوهُ يضربُ المِعول بيده،
فيكونُ ذلك اليوم فضلُ بعضِهم على بعض بقدرِ سبقِهم إليه، فيهدمون الحائط،
ثمّ يُخرجُهما غضّينِ رطبين، فيلعنُهما، ويتبرّأُ مِنهما ويصلِبُهما، ثمّ يُنزِلُهما، ويُحرقُهما، ثمّ يُذريهما في الريح)

[البحار: ج52]

الروايةُ تُخبرنا أنّ أصحابَ الإمام يسقطون في هذه الفتنة في بادئ الأمر! ولكنّهم يرجعون بعد ذلك
وتكونُ أفضليّةُ بعضِهم على بعض في ذلك اليوم على قدرِ سَبقِهم في العودة لنصرة إمامِهم،
فمَن سبق في عودتهِ لإمامهِ كان الأفضل

أمّا هذا الاختلافُ في سرعةِ العودة لإمامِهم، فسببُهُ اختلافُ درجاتِ معرفتِهم بإمامِهم واختلافُ درجات البراءة عندهم،
فمَن كانت معرفتُهُ بإمامهِ أشدَّ عُمقاً ورسوخاً وثباتاً.. فهو الأسبقُ في ذلك اليوم لنجاته مِن فتنة رموز السقيفة

قد يسأل سائل:
هل هناك مَن يسقط في هذه الفتنة عند وقوعها؟

الجواب في تتمة الموضوع في #الرابط هنا
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/3045980982306685/?type=3&theater

*منقول
في ثقافةِ العِترة: ناقةُ ثمود وفصيلُها رمزٌ قُرآنيٌّ يُشيرُ لِظُلامةِ فاطِمة.. ويُخبِرُنا أنّ اللهَ جعل صيحةَ الظُهورِ إستجابةً لصرخةِ فاطِمة!
:
نقرأ في سورةِ القمر هذه الآيات التي تتحدّثُ عن قومِ ثمود مع نبيِّهم صالح،
وذلك حين قالوا له: ادعُ إلهكَ حتّى يُخرجَ لنا مِن هذه الصخرةِ الصمّاء ناقةً عُشراء -أي ناقةً حامل في شهرِها العاشر، على وشك الولادة- فقال تعالى في كتابهِ إجابةً لِما طلبوا:
{إنّا مُرسلوا الناقةِ فتنةً لهم فارتقبْهُم واصطبر* ونبِّئهُم أنّ الماءَ قِسمةٌ بينهُم كُلُّ شِرْبٍ مُحتضِر* فنادوا صاحِبَهُم فتعاطى فعقَر}
إلى أن يقول:
{إنّا أرسلنا عليهم صيحةً واحدةً فكانوا كهشيمِ المُحتظِر}

[توضيحات]
هذه الآيات تتحدّثُ في ظاهرِها عن ظُلامةِ الناقةِ وفصيلِها، ولكنّها في باطنِها وحقيقتِها تتحدّثُ عن ظُلامةِ فاطمة وعن المشروع المهدوي الأعظم.. وتُبيّنُ لنا بأنّ صيحةَ الظهورَ الشريفِ لإمامِ زمانِنا هي استجابةٌ لصرخةِ فاطمة "صلواتُ اللهِ عليها"

✸ قد يسأل سائل:
وأين هي ظلامةُ الزهراء في هذه الآيات؟
وأين هو المشروعُ المهدوي؟

ونقول:
حتّى تتّضحَ الصورة، لابُدَّ أن نرجعَ لتفسيرِ أهلِ البيتِ لهذه الآيات ونتدبّرَ فيما قالوا "صلواتُ اللهِ عليهم"
يقولُ إمامُنا الصادق في روايةٍ طويلةٍ يشرحُ فيها هذه الآيات مِن سورةِ القمر ويتحدّثُ عن ظُلمِ قومِ ثمود لنبيّهم صالح وغدرِهم بالناقةِ وفصيلِها، يقول:
(ثمّ أوحى اللهُ تبارك وتعالى إليه: أن -يا صالح- قُل لهم: إنّ اللهَ قد جعل لهذه الناقةِ مِن الماءِ شِربَ يومٍ ولكم شِربُ يوم،
وكانت الناقةُ إذا كان يومُ شربِها شربت الماءَ
ذلك اليوم، فيحلبُونها فلا يبقى صغيرٌ ولا كبيرٌ إلّا شرِب مِن لبنِها يومَهم ذلك، فإذا كان اللّيلُ وأصبحوا.. غدوا إلى مائهم فشربُوا مِنه ذلك اليوم ولم تشرب الناقةُ ذلك اليوم، فمكثوا بذلك ما شاء الله،
ثمّ إنّهم عتوا على الله، ومشى بعضُهم إلى بعضٍ، وقالوا: اعقروا هذه الناقةَ واستريحوا مِنها،
لا نرضى أن يكونَ لنا شِربُ يومٍ ولها شِربُ يوم،

ثمّ قالوا: مَن الّذي يلي قتْلَها ونجعل له جعلاً -أي عطاءً- ما أحبّ؟
فجاءهم رجلٌ أحمرُ أشقرُ أزرقُ ولَدُ زنا، لا يُعرَف له أب، يُقال له: قُدار، شقيٌ مِن الأشقياء، مشؤومٌ عليهم، فجعلوا له جَعلاً،
فلمّا توجّهت الناقةُ إلى الماء الّذي كانت تَرِدُهُ، ترَكها حتّى شرِبت وأقبلت راجعة، فقعد لها في طريقِها، فضربَها بالسيفِ ضربةً فلم تعمل شيئاً، فضربَها ضربةً أُخرى فقتَلَها، وخرّت إلى الأرضِ على جنبها!
وهرب فصيلُها حتّى صعد إلى الجبل.. فَرَغا
ثلاثَ مرّاتٍ إلى السماء،
وأقبل قومُ صالح، فلم يبقَ مِنهُم أحدٌ إلّا شَرِكَهُ في ضربتِهِ، واقتسمُوا لحْمَها فيما بينهم، فلم يبقَ مِنهم صغيرٌ ولا كبيرٌ إلاّ أكل منها،
فلمّا رأى ذلك صالحٌ أقبل إليهم، فقال:
يا قوم، ما دعاكم إلى ما صنعتم؟ أعصيتُم أمرَ ربِّكم؟
فأوحى اللهُ تبارك وتعالى إلى صالح: أنّ قومكَ قد طغوا وبغوا، وقتلوا ناقةً بعثتُها إليهم حُجّةً عليهم، ولم يكن عليهم فيها ضرر، وكان لهم مِنها أعظمُ المنفعة، فقُل لهم: إنّي مُرسِلٌ عليهم
عذابي إلى ثلاثةِ أيّام، فإن هم تابوا ورجعُوا قبِلْتُ توبتَهم وصددتُ عنهم، وإن هم لم يتوبوا ولم يرجِعوا بعثتُ عليهم عذابي في اليوم الثالث!..)

فأبلغ صالح قومَهُ رسالةَ اللهِ لهم، ولكنّهم عتوا واستكبروا وقالوا لصالح: "ائتنا بما تعدُنا إن كُنتَ مِن الصادقين"
فقال لهم صالح:
(يا قوم، إنّكم تُصبحون غداً ووُجوهُكم مُصفرّة، واليوم الثاني وُجوهُكم مُحمرّة، واليوم الثالث وُجوهُكم مُسودّة)

وبالفعل، هذا ما حصل لهم في هذه الأيّام الثلاثة،
فقد اصفرّت وجوهُهم في اليوم الأوّل، واحمرّت في الثاني، واسودّت في اليوم الثالث،
ولكنّهم لشِقوتِهم لم يتوبوا رُغمَ أنّهم عاينوا علامات العذاب بأنفُسِهم! وإنّما قالوا:
"لو أُهلِكنا جميعاً ما سَمِعْنا قولَ صالح، ولا تركنا آلِهتَنا الّتي كان آباؤنا يعبُدُونها، ولم يتوبوا ولم يرجعوا"

يقول الإمام:
(فلمّا كان نِصفُ اللّيل -مِن اليوم الثالث- أتاهم جبرئيل فصرخ بهم صرخةً، خرقت تلك الصرخةُ أسماعَهم وفلقت قُلوبَهم وصدّعت أكبادَهم، وقد كانوا في تلك الثلاثةِ أيّام قد تحنّطُوا وتكفّنوا وعلِمُوا أنّ العذابَ نازلٌ بهم، فماتوا جميعاً في طرفةِ عين صغيرُهم وكبيرُهم، فلم يبقَ لهم ناعقةٌ ولا راغيةٌ ولا شيءٌ إلاّ أهلكهُ الله، فأصبحوا في ديارِهم ومضاجِعِهم موتى أجمعين،
ثمّ أرسل اللهُ عليهم مع الصيحةِ النارَ مِن السماء فأحرقتْهم أجمعين..)

[الكافي: ج8]

هذه الناقة هي آيةٌ مِن آياتِ الله، وهي رمزٌ قرآنيٌّ يُشيرُ لمحمّدٍ وآلِ محمّد،
فهذه الناقةُ ترمزُ في وجهٍ مِن وُجوهِها لظُلامةِ عليٍّ وفاطمة وترمِزُ لظُلامةِ الحسين!

توضيحُ هذا المطلب تجدونُه في تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/photo/?fbid=764056515766506&set=a.571438275028332&locale=ar_AR
#الثقافة_الزهرائية
وقفة عند قَتَلةِ الحسينِ الماضينَ والمُعاصرينَ في حديثِ صادقِ العِترة
:
❂ سأل إمامُنا الصادقُ أحدَ أصحابِهِ وهو محمّدُ بن الأرقط:
(تنزلُ الكوفة؟ قال بن الأرقط: نعم، قال الإمام: فترونَ قتَلةَ الحسين بين أظهُرِكم؟ قال بن الأرقط: جُعلتُ فداك، ما رأيتُ منهم أحداً!
قال الإمام: فإذاً أنت لا ترى القاتلَ إلّا مَن قتَلَ أو مَن ولِيَ القتْل
! -أي باشر القتل-
ألم تسمع إلى قولِ اللهِ تعالى: {قل قد جاءكم رُسُلٌ مِن قبلي بالبيّناتِ وبالّذي قُلتم فلِما قتلتُموهم إن كنتم صادقين}
فأيُّ رسولٍ قبل الذين كان محمّدٌ بين أظهُرِهم.. ولم يكن بينهم وبين عيسى رسول؟!
إنّما رضوا قتْلَ أولئك، فسُمُّوا قاتلين)

[وسائل الشيعة]

[توضيحات]
لاحظوا أنّ هذا الحديثَ في زمنِ إمامِنا الصادق.. والذين باشروا قتْلَ الحسينِ يومَ عاشوراء قُتِلوا مُنذ مُدّةٍ طويلة على يدِ المُختار الثقفي،
وحتّى لو لم يكن المُختار قد قتَلَهم فإنّهم ماتوا قطعاً، فليس مِن المنطقي أن يُعمِّروا هذ الزمن الطويل،
فشبثُ ابن ربعي -مثلاً- يومَ عاشوراء على أقلِّ الرواياتِ كان عُمره: 96 سنة، والبقيّة أيضاً،
فعُمَر ابن سعد كان عُمرُهُ بعُمر سيّدِ الشهداء،
وشمر بن ذي الجوشن كان أكبرَ مِن عُمر ابن سعد، والبقيّةُ هكذا،
فحتّى لو لم يُقتَلوا على يدِ المختارِ فإنّ القضيّةَ الطبيعيّة أنّهم يموتون،
ومع ذلك، فالإمام هنا يسألُ ابن الأرقط: "أترونَ قتَلةَ الحسين بين أظهُرِكم؟"
لأنّ الإمامَ يُريدُ أن يُبيّنَ هذه الحقيقة:
أنّ قتَلةَ الحسينِ مُستمرّون إلى يومِنا هذا، لِرضاهم بذلك
فَهُم في نظرِ الأئمةِ كالشمرِ وحرملة ويزيد بلا فرق،
وليس المُراد مِن قولِ الإمام: "رضوا قتْلَ أولئك" أي أنّهم رضوا عمليّة القتل،
وإنّما قبِلوا بالمنهج المُعادي لأهلِ البيت!

لأنّ القتلَ لأهلِ البيتِ لا يقتصرُ أُسلوبُهُ على سفكِ دِمائهم فقط،
القتلُ الجسدي لأهلِ البيتِ سواء بالسيف أو السُمّ هو لونٌ مِن ألوان القتل،
وهناك صوَرٌ أُخرى للقتل أشارت لها نصوصُ العترة، مِنها: القتلُ بالألسُن،
كالانتقاصِ مِن أهلِ البيتِ أو الافتراءُ عليهم، أو الاستهزاء بحديثِهم، أو التشكيكُ في مقاماتِهم الغَيبيّة، وكذلك إنكارُ ظُلامتِهم أو التشكيك فيها،
فهذا لونٌ مِن ألوان القتل لهم ولكنّه بالألسُن،
فالقتلُ لأهلِ البيتِ لا ينحصرُ بصورة واحدة، كما نقرأ في زيارةِ أبي الفضل العبّاس: (قتل اللهُ أُمّةً قتَلتكم بالأيدي والألسن)
ولذا قال إمامُنا الصادق لابن الأرقط مُستنكراً:
(فإذاً أنت لا ترى القاتل إلّا مَن قتَل أو مَن ولِيَ القتل)
الإمام قال ذلك لأنّه في ثقافةِ العترةِ حتّى الراضي بفعلِ قَتَلة أهلِ البيتِ هو شريكٌ للقَتَلة، كما يقولُ رسولُ الله: (مَن أحبّ عملَ قومٍ أُشرك في عملهم)

بل إنّ المسألة أبعد وأخطر مِن ذلك،
فإنّ الراضي بمنهج قتَلةِ أهلِ البيتِ ليس فقط شريكاً للقتَلَة، وإنّما قد يكونُ ألعن وأضرّ مِن القَتَلة أنفُسِهم إذا كان هذا الراضي بمنهج أعداءِ العترةِ مِن الجوّ الشيعي ومِن الرموزِ الدينيّة الشيعيّة،
لأنّه سيكونُ سبباً لضلالِ الشيعة بما يحمل مِن عقائد ضالّة مُخالفة لمنطقِ أهلِ البيت ومُوافقة لِمنهج أعداءِ أهلِ البيت، كما يُشيرُ إلى ذلك إمامُنا الصادق في رواية التقليد المعروفة التي فيها هذه العبارة:
(فأمّا مَن كان مِن الفُقهاء صائناً لنفسِه حافظاً لدينه.. إلخ)
فالإمامُ في نفس هذه الرواية يقول أنّ الفقهاءَ المَرضيّين عند أهلِ البيتِ قِلّةٌ قليلة، وأنّ أكثرَ رجالِ الدينِ في زمن الغَيبة الكبرى نواصب، وهم أضرُّ على ضُعفاءِ الشيعةِ مِن جيشِ يزيد على الحسين بن عليٍّ وأصحابِه!
والإمامُ في نفس الرواية يُبيّن لماذا هم أضرُّ على ضُعفاء الشيعة مِن جيش يزيد، فيقول:
(فإنّهم -أي جيش يزيد- يسلِبُونهم -يسلبون الحسين وأصحابَه- الأرواحَ والأموال، وللمسلوبينَ عند الله أفضلُ الأحوال لِما لَحِقهُم مِن أعدائهم،
وهؤلاء عُلماءً السوءِ الناصبون المُشبِّهونَ بأنّهم لنا مُوالون ولأعدائنا مُعادون يُدخلون الشكَّ والشُبهةَ على ضُعفاءِ شيعتِنا فيُضلُّونهم ويمنعونهم عن قصدِ الحقِّ المُصيب!)


• قولُ الإمام: (وهؤلاء علماءُ السوءِ الناصبون المُشبِّهون بأنّهم لنا مُوالون ولأعدائنا مُعادون)
الإمام لا يتحدّث هنا عن فُقهاء المُخالفين لأهلِ البيت، وإنّما يتحدّثُ عن فُقهاءِ سوءٍ داخلَ الجوِّ الشيعي،
لأنّ المُخالفين لا يُشبّهونَ بأنّهم مُوالون ولأعداء أهلِ البيتِ مُعادون،
المُخالفون شأنُهم واضح وضلالُهم واضح والشيعة يُميّزونَهم،
الذين تصدُقُ عليهم هذه العبارة "أنّهم مُشبّهونَ بأنّهم مُوالون" هم فقهاءُ السُوءِ في الجوِّ الشيعي، لأنّ ظاهِرَهم يبدو شيعيّاً ولكن إذا تفحّصتَ عقائدَهم وعرضتَها على موازين أهلِ البيتِ تجد أنّهم يُخالفون أهلَ البيتِ في أكثرِ الأمور!

تتمّة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2941478676090250/
#الثقافة_الزهرائية
إمامُ زمانِنا يُحدّثُنا عن بعضِ المصائب التي جرت على العائلةِ الحُسينيّةِ في رحلةِ السبي المريرة!
:
❂ يقولُ إمامُ زمانِنا في زيارةِ الناحيةِ المقدّسة مُخاطباً جدّهُ الحسين وهو يُحدّثُنا عن شيءٍ مِن مصائبِ العائلةِ الحسينيّةِ في مسيرةِ السبي المريرة، يقول:
(وسُبِيَ أهلُك كالعبيد، وصُفِّدوا في الحديد، فوق أقتاب المطيّات، تلفحُ وجوهَهم حرُّ الهاجرات، يُساقون في البراري والفلَوات، أيديهم مغلولةٌ إلى الأعناق، يُطافُ بهم في الأسواق)!

[توضيحات]
✦ قولِهِ: (وسُبيَ أهلُك كالعبيد) إنّما يُسبى العبيد بهذه الصورة:
أولّاً: يُشتَمون، ثانياً: يُضرَبون، ثالثاً: يُجَرُّون، رابعاً: يُهانون، خامساً: لا يُعطى لهم أيُّ شيءٍ مِن وسائل الراحة (لا طعام ولا شراب)
بل حتّى حين ينزلون في الطريق فإنّهم يُنزلونَهم على الرمضاء وهي الرمال المُلتهبة مِن شدّةِ الحرارة!
يُنزلونهم مِن دون غطاءٍ ومِن دون خيام!

✦ قولِهِ: (وصُفّدوا في الحديد فوق أقتاب المَطِيّات) يعني لم يُربَطوا بالحِبال وإنّما رُبطوا بسلاسل!
والمراد مِن التصفيد في الحديد: يعني ليس بسلاسل بسيطة أو خفيفة الوزن،
التصفيد: يعني التقييدُ بالأرجلِ وبالأيدي وبالرقاب،
وفوق هذا التصفيدِ بالحديد لا ننسى أنّهم سُبُوا كالعبيد، يعني (يُضربون، يُرفسون، يُشتَمون، يُسحَبون على الأرض حُفاة)
لم تتوفّر لهم أيُّ وسيلةٍ مِن وسائل الراحة!

• قولِهِ: (فوق أقتابِ المَطِيّات) أي فوق النِياق التي أركبوهم عليها في بعض الأوقات،
وأمّا في أوقاتٍ أخرى كثيرة فقد أجبروهم على المشي حُفاة!
وقد ورد عن إمامِنا السجّاد أنّه قال: (كانت السلاسلُ والحِبالُ والأغلال أوّلُها عندي وآخِرُها عند عمّتي زينب)!
وما بين السجّادِ والعقيلةِ هناك النِسوةُ والأطفالُ وبقيّةُ السبايا

✦ قولِهِ: (تلفحُ وجوهَهم حرُّ الهاجِرات) الهاجرات: هي أشدُّ الساعاتِ حرارة في أشدِّ الأيّام حرارة في فترة الصيف،
وتُطلَقُ "حرُّ الهاجرة" على الوقت الذي يكون عند الزوال وما بعد الزوال (يعني مِن الساعة 12 ظُهراً إلى 4 تقريباً بتوقيتِ الشرق الأوسط)
في هذا الوقتِ الّلاهبِ والشديدِ الحرارة كانوا يتعمّدون إجبارَ العائلةِ الحسينيّة أن تمشي في هذا الوقت!

فتخيّلوا بُنيّاتٍ وأطفال صِغار يُجبرونهم على المشي الطويل حُفاة، فوق الرمالِ الحارقة، تلفحُ وجُوهَهم حرُّ الهاجرات!

الذي جرى على مولاتِنا رقيّة وغير رقيّة مِن بناتِ الحسين لم يكن أمراً سهلاً.. فلم تكن القضيّةُ تقتصرُ على أنّ رقيّةَ ماتت على رأسِ أبيها في خرِبةِ الشام -مع فداحة هذه الفاجعة المُوجعة جدّاً-

القضيّةُ ليست قضيّةَ طشتٍ والرأسُ الشريف في الطشت.. وإنّما هي قصّةٌ طويلةٌ مِن الآلام المريرة!
فحين يقولُ إمامُ زماننا: "وسُبِيَ أهلُك كالعبيد وصُفِّدوا في الحديد"
يعني أنّ هذا السبيَ كالعبيد جرى على هذه الطفلة.. فقد سُبيت كالعبيدِ وصُفِّدت هذه الطفلةُ في الحديدِ وأُصعِدت على أقتابِ المطيّات، ولفَحَ وجهُها حرُّ الهاجرات!
فهؤلاء كانوا يتعمّدون أن يسيروا بهؤلاء الأطفال وبالعائلةِ الحسينيّةِ في وقت الهاجرة، أي في ذُروةِ حرارةِ الشمس!

✦ قولِهِ: (يُساقون في البراري والفَلَوات) المُراد مِن "يُساقون": يعني يُضرَبون
فإنّ الإنسان لا يُساق، وإنّما التي تُساق وتُقادُ هي البهيمة.. وذلك بأن يُربَط الحبلُ في مُقدّمها وتُقادُ بأن يمشي أحدٌ خلفَها ويضربُها،
هكذا تُساق البهائم!

وإمامُ زمانِنا هو الذي يتحدّثُ هنا ويصِفُ حالَ العائلةِ الحسينيّة،
وعباراتُ الإمامِ في غاية الدقّة، فحين يقول: (يُساقونَ في البراري والفَلَوات) يعني يُضرَبون، وليس فقط يُساقون وإنّما يُقادون أيضاً؛ لأنّ الذي يُساق يُقاد،
فهناك مَن يجرُّهم، وهناك مَن يسوقُهم، وقد صُفِّدوا في الحديدِ والأغلال.. حتّى أكلت الجامعةُ مِقداراً مِن رقبةِ إمامِنا السجّاد كما جاء في الروايات،
وبقي أثرُ الجامعةِ في عُنُقِ الإمامِ وفي ظهرِهِ، كما يُحدّثنا عن ذلك إمامُنا الباقرُ حين كان يُغسّلُ أباهُ الإمامَ السجّاد وارتفع صوتُهُ بالنحيب فجأة.. فحين سألهُ مَن سألهُ مِن شيعتهِ عن سبب البُكاء قال:
(لا زال أثرُ الجامعةِ في عُنُق والدي السجّاد)!

✦ قول الإمام: (أيديهم مغلولةٌ إلى الأعناق) يعني الأيدي رُبِطت إلى الأعناق!
فأنتم تصوّروا طِفلة صغيرة مثل رُقية وبقيّة الأطفال قد رُبِطت أيديهم بالحديد إلى الأعناق!
طِفلة صغيرة عاشت في حِجرِ الرحمة الواسعة والحنان الذي لا حدودَ له؛ في حِجرِ الحسين، عاشت في حِجرِ الكرامة، ثمّ هكذا يُصنَعُ بها! فتُقادُ بهذه الحالة وتُربط يديها بالحديد إلى عُنُقها!

لكنّ أكثرَ ما يُؤلم ويُقرحُ الفؤاد هو قولُ إمامِ زماننا عن العائلة الحسينيّة: (يُطافُ بِهم في الأسواق)
يعني يُطافُ بهم للتفرّج عليهم!
تصوّروا بعين القلب هذا المشهد المُفجع!

تتمة الموضوع في #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2669704989934288
#الثقافة_الزهرائية
وقفة تُبيّنُ وتُشخّص لنا القاتل الحقيقي الذي قتل الحسين في ثقافة العترة
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق مُخاطباً أبا بصير:
(لعلّك ترى أنّه كان يومٌ يشبِهُ يومَ كُتِب الكتاب إلّا يومَ قُتِلَ الحسين،
وهكذا كان في سابقِ عِلم اللهِ عزّ وجلّ الذي أعلَمَهُ رسولُ الله: أن إذا كُتِبَ الكتاب قُتِلَ الحسين، وخرج المُلكُ مِن بني هاشم..)

[الكافي]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
الإمام يقول أنّ اليومَ الذي كُتِبَ فيه الكتاب لا يُشبِهُهُ يومٌ إلّا اليوم الذي قُتِلَ فيه الحسين

والمقصودُ مِن (يوم كُتِبَ الكتاب) أي اليوم الذي كُتِبتْ فيه الصحيفةُ المشؤومة والتي تُمثّل الخُطّة المرسومة لبرنامج السقيفة،
فالرواياتُ تُحدّثنا عن مجموعةٍ مِن الصحابة في حياةِ النبيّ اتّفقُوا على أن لا تُجمَعَ الخلافةُ والنبوّةُ في بيتِ محمّدٍ وآلِ محمّد، كما يُشيرُ إلى ذلك إمامُنا الباقر في معنى قولهِ تعالى: {ظهر الفسادُ في البرّ والبحرِ بما كسبت أيدي الناس} قال:
(ذاك واللهِ حين قالت الأنصار: مِنّا أميرٌ ومِنكم أمير)
هؤلاء هم الذين كتبوا البرنامج العملي للسقيفة وهم (أبو بكر وعمر، وأبو عُبيدة، وسالم مولى حُذيفة، ومعاذ ابن جبل، وعبد الرحمن ابن عوف)
وهناك أسماء أخرى.. ولكن هذه هي أهمُّ الأسماء في مجموعة الذين كتبوا الكتاب الذي يشتمل على الخُطّة المُتَّفق على تنفيذها في برنامج السقيفة

فالسقيفة قد كُتِب لها برنامج ومُخطّط قبل وقوعِها بفترةٍ زمنية.. والإمامُ الصادقُ هنا يُشخّص لنا مَن هو المُجرمُ الحقيقي الذي قتل الحسين،
فيُبيّن أنّ القاتلَ الحقيقيَّ هم الذين كتبوا وخطّطوا لبرنامج السقيفة

أمّا أولئك المُتحدّثين الشيعة الذين يُركّزون على قضيّةِ يزيد وبني أمية، فهم يُخالفونَ الحقيقة التي يُريد منّا أهل البيت أن نتبصّرَ بها وأن نبني وعينا عليها

قد يجد البعض منهم عُذراً بالتقيّة، ولكن هذا تبرير ليس في مَحلّه.. لأنّ التقيّةَ في زمانِ الأئمةِ هي أشدُّ مِن التقيّةِ في زمانِنا، ومع ذلك فإنّ الأئمة بيّنوا هذه الحقائق

• علماً أنّ هذه الآية التي مرّ ذِكرُها: {ظهر الفسادُ في البرّ والبحرِ بما كسبت أيدي الناس} والتي تتحدّثُ عن السقيفة، حين ذكرها الشيخ المجلسي في البحار.. ذكر تفسيراً لها عن غير الشيعة بأنّها مُفسّرةٌ في قتلِ الحسين،
والقضيةُ واضحة.. فسواء كان هذا التفسير ذُكِرَ عن الشيعة أم عن غيرِهم فالقضيّةُ واضحة في أنّ الآية تتحدّث عن قتل الحسين،
لأنّ قولَهُ تعالى: {وإذ قال ربُّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعلُ فيها مَن يُفسدُ فيها ويسفكُ الدماء}
هذه الآية بحسبِ روايات العترة تتحدّث عن دمِ الحسين،
وحتّى لو لم تكن هناك رواية.. فقطعاً الملائكة تتحدّث عن أقدس دمٍ يُسفَكُ على وجه على الأرض وهو دمُ الحسين

فالقضيّةُ واضحة، أنّه لا يُوجد يومٌ يُشابه يومَ كُتِب الكتاب إلّا يومُ قتلِ الحسين

• والجدير بالذكر أنّ القاضي ابنُ قُريعة وهو ليس شيعيّاً يقول:
يا مَن يُسائلُ دائباً عن كلُّ مُعضلةٍ سخيفة
لا تكشفنَّ مُغطئً فلربّما كشّفتَ جيفة
ولَرُبُّ مستورٍ بدا كالطبل مِن تحتِ القطيفة
إنّ الجواب لحاضرٌ لكنّني أُخفيهِ خيفة
لولا اعتذارُ رعيّةٍ ألغى سياستها الخليفة
وسيوفُ أعداءٍ بها هاماتنا أبداً نقيفة
لنشرتُ مِن أسرارِ آلِ محمّدٍ جُمَلاً طريفة
يُغنيكم عمّا رواهُ مالكٌ وأبو حنيفة
وأريتكم أنّ الحسين أصيبَ من يوم السقيفة!


فأيُّ ناظرٍ ينظرُ لهذه المعطيات تتجلّى له القضيّة واضحة، حتّى الذي لم يكن قريباً مِن منهج أهل البيت كابن قريعة هذا

هناك شواهد كثيرة مِن حديثِ العترة تُؤكّدُ هذه الحقيقة: أنّ مَن قتل الحسين هم رموزُ السقيفة
مِن هذه الشواهد على سبيل الأمثلة:
✸أولاً: أنّ سيّدَ الشهداء في يومِ عاشوراء حين وقع السهم المُثلّث في صدرهِ وأصاب قلبَه وأخرجَه مِن ظهره، فانحنى على قربوس سرج الفرس وأخرج السَهم المُثلّث مِن ظهره، وانبعث الدمُ كالمِيزاب فوضع يدهُ تحت الجُرح فامتلأت دماً فرمى بيدهِ إلى السماء وهو يقول:
(هوّنَ عليَّ ما نزل بي أنّه بعين الله) فما نزلت قطرةٌ من ذلك الدم، ثمّ وضع يدهُ مرةً ثانية تحت الجرح فامتلأت دماً، فلطّخ بها رأسهُ ووجهَهُ ولحيتَهُ وقال: (هكذا ألقى الله وجدّي رسول الله وأنا مُخضَبٌّ بدمي، وأقول يا جد قتلني فلانٌ وفلان)
وهنا ملاحظة وهي أنّ الحسين لم يقل: "فلانٌ وفلان" وإنّما صرّح بالأسماء وقال: (قتلني أبو بكر وعمر)
لأنّ الحسينَ في يومِ عاشوراء كان في مقامِ إقامةِ الحجّة البالغة، وليس في مقام تقيّة،
التقيّةُ لا تتناسب مع يومِ عاشوراء

وحتّى لو جاء تعبير (فلانٌ وفلان) فهذا التعبير في حديثِ العترة هو مِن الصِيَغ الواضحة التي تُشيرُ إلى الأوّل والثاني،
فالحسين بينّ أنّهما القاتلان الحقيقيّان له لأنّهما مَن أسّس أساس الظُلم والجور على آل محمّد

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2121185361452923
#الثقافة_الزهرائية
مِن شرائطِ صِحّةِ التشيّعِ في كلماتِ إمامِنا الرضا: الإيمانُ والاعتقادُ بالرجعة
:
❂ يقولُ إمامُنا الرضا وهو يُبيّن لنا شرائطَ التشيّع التي بها يكونُ الإنسان شيعيّاً، يقول:
(مَن أقرَّ بتوحيدِ اللهِ ونفي التشبيهِ عنه، ونزّهَهُ عمّا لا يليقُ به، وأقرَّ بأنّ له الحَولَ والقوّةَ والإرادةَ والمشيئةَ والخلْقَ والأمرَ والقضاءَ والقَدَر، وأنّ أفعالَ العبادِ مخلوقةٌ خلْقَ تقديرٍ لا خلْقَ تكوين، وشهِدَ أنّ محمّداً "صلّى الله عليه وآله" رسولُ الله، وأنّ عليّاً والأئمةَ بعدَهُ حُجَجُ الله، ووالى أولياءَهم وعادى أعداءهم واجتنب الكبائر وأقرَّ بالرجعةِ والمُتعتينِ وآمن بالمِعراج، والمُساءلةِ في القبر والحوضِ والشفاعة وخَلْقِ الجنّةِ والنار والصِراط والميزان، والبعثِ والنُشور، والجزاءِ والحساب، فهو مؤمنٌ حقّاً، وهو مِن شيعتِنا أهلِ البيت)
[صفات الشيعة]

[توضيحات]
هذه فتوى معصوميّة مِن إمامِنا الرضا بيّن الإمامُ فيها أنّ الإقرارَ بالرجعةِ هو شرطٌ مِن شرائطِ التشيُّع التي بها يكونُ الإنسانُ مُؤمناً حقّاً، ويكونُ بهذه الشرائطِ مِن شيعةِ أهلِ البيتِ  فعلاً،
فمَن لم يُقِرّ بأحدِ هذه الشروطِ التي ذكَرها الإمام، كالذي لا يعبأُ مثلاً بعقيدة "الرجعة".. فهناك خلَلٌ في إيمانِهِ وتشيُّعِهِ وِفقاً لهذه الفتوى الرضويّة المُقدّسة!

فما أكثرَ كلماتِ أهلِ البيتِ التي تؤكّدُ ما جاء في هذه الفتوى الرضويّة (سواء ما وردَ في أحاديثِ أهلِ البيتِ أو في أدعيتِهم وزياراتِهم) كما يقولُ إمامُنا الصادق:
(ليس مِنّا مَن لم يُؤمن بكرّتِنا -أي: رجعتِنا-)
[الفقيه: ج3]

وكما نقرأُ في زيارةِ آلِ ياسين، ونحنُ نُخاطِبُ إمام زمانِنا فنقول:
(أُشهِدكَ يا مولاي أنّي أشهدُ أن لا إله إلّا الله وحدهُ لا شريك له، وأنّ محمّداً عَبدُهُ ورسولُه، لا حبيبَ إلّا هو وأهلُهُ، وأُشهدكَ يا مولاي أنّ عليّاً أميرَ المؤمنين حُجّتُه، والحسنَ حُجّتُه، والحسينَ حُجّتُه..)
وتستمِرُّ الزيارةُ في ذِكرِ الأئمةِ جميعاً.. فنحنُ في هذه الزيارةِ نعرِضُ عقائدَنا وإعتقادَنا بالأئمةِ على إمامِ زمانِنا،
إلى أن نقولَ ونحنُ نذكرُ عقائدَنا: (وأنّ رجعتَكم حَقٌّ لا ريب فيها)
يعني أنّ عقيدةَ الرجعةِ في ثقافةِ العترةِ هي بمُستوى الاعتقادِ بالأئمةِ جميعاً، لأنّها في نفسِ سِياقِ العقائدِ التي نعرِضُها على إمامِ زمانِنا، وهي معطوفةٌ على الاعتقادِ بالأئمةِ وعلى بقيّةِ العقائدِ التي ذُكِرت بـ(واو العَطف) والتي تُفيدُ تساوي مَرتبةَ الإيمانِ والاعتقادِ بهذه العقائد،
فعقيدةُ الرجعةِ عقيدةٌ أساسيّةٌ وركنٌ واجبٌ أساسيٌّ في دينِنا

وفي الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة -التي تُمثّلُ دستورَ التشيّع الأصيل- نحنُ نُخاطِبُ الأئمةَ الأطهار فنقول:
(مُؤمنٌ بإيابكم، مُصدِّقٌ برجعتِكم، مُنتظِرٌ لأمرِكم، مُرتقِبٌ لدولتِكم)
فهُنا أيضاً تأكيدٌ آخر على عقيدةِ الرجعة والإيمانِ بالرجعة، وأنّ الإيمانَ بها هو رُكنٌ أساسيٌّ في دينِ أهلِ البيت، ومِن دونها لا يكونُ الإنسانُ شيعيّاً أبداً،
وأحاديثُ أهلِ البيتِ التي تُؤكّدُ على عقيدةِ الرجعةِ كثيرةٌ جدّاً.. فوق أن تُحصى

عقيدةُ الرجعةِ في ثقافةِ أهلِ البيت هي أساسٌ متينٌ للإيمان.. فأهلُ البيتِ يشترطُونها في إيمانِ المؤمن، يعني يعدّونَ الرجعةَ أساساً لقبولِ إيمانِ المؤمنِ عندهم،
بل حتّى النواصب كذلك، فإنّ عُلماءَ المُخالفين إذا ما رجعتُم إلى كُتبِهم فيما يُسمّى بعِلم الرجال، فيما يرتبطُ بالحديثِ عن الرُواة.. ستجدون أنّهم كانوا يُميّزونَ الراوي الشيعي على أساسِ اعتقادِه بالرجعة، فيقولون: فلانٌ قائلٌ بالرجعة، يعني هو شيعيٌّ حقيقيٌّ مِن أشياع علي،
هكذا يُميّزُ النواصب "رُواةَ الحديث" مِن شيعةِ عليٍّ بهذه الصِفة، فيقولون: فلانٌ قائلٌ بالرجعة،
فالإيمانُ بالرجعةِ عيبٌ كبيرٌ عند النواصب، وهذا الأمرُ يكشفُ في الوقتِ نفسِهِ أنّ أشياعَ عليٍّ الحقيقيّين لم يُوصَفوا بهذا الوصفِ عند آلِ محمّدٍ وكذلك عند النواصبِ إلّا باعتقادِهم بالرجعة

فالذي يُريدُ أن يكونُ مِن شيعةِ عليٍّ الحقيقيّينَ لابُدَّ أن يكونَ مُعتقداً برجعةِ أهلِ البيت بحسبِ التفاصيلِ التي وردت على الأقل في زياراتِهم،
على الأقل في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة التي تُمثّل الحدَّ الفاصلَ بين الإيمانِ والكُفر، وبين التوحيدِ والشِرك،
على الأقل يجبُ على الشيعيِّ أن يعتقدَ بتفاصيلِ الرجعةِ التي ذُكِرت في حدودِ هذا النصّ.. وإن كُنّا نمتلكُ المئاتِ مِن آياتِ القرآنِ المُفسَّرةِ بأحاديثِ العترة وكذلك مِن أحاديثِهم المُتكاثرة في هذا الموضوع

أمّا سببُ اهتمامِ أهلِ البيت الشديدِ بعقيدة الرجعة:
فلأنّ الرجعةَ هي غايةُ برنامجِهم "صلواتُ اللهِ عليهم"
فإنّ نبوّةَ نبيّنا ومشروعِهِ الأعظمِ إنّما يتحقّقُ بنحوٍ حقيقيٍّ في عصرِ الرجعةِ العظيمة

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/2307065292864928/
#الثقافة_الزهرائية
الحمزةُ بن عبدِ المُطّلب (عمُّ النبيِّ) شخصيّةٌ يُحبُّها رسولُ اللهِ وأميرُ المؤمنين وفاطمةُ وآلُ فاطمةَ "صلواتُ اللهِ عليهم"

شخصيّةٌ لها منزلةٌ رفيعةٌ ومقامٌ عالٍ بين أولياءِ أهلِ البيت

كان الحمزةُ مُسْلِماً على دينِ الحنيفيّةِ مِثلما كان الهاشميّونَ على دينِ الحنيفيّة، وكان والدِهُ عبدُ المطّلب وصيّاً مِن أوصياءِ إبراهيم كأبي طالب،
وأهلُ البيتِ أخبرونا بأنَّ أوصياءَ إبراهيم كلُّهم أنبياء،
فعبدُ المُطّلبِ وأبو طالبٍ كانا نبيّينِ لأنّهما مِن أوصياءِ إبراهيم

سنقِفُ هنا عند لقطاتٍ مُختارةٍ مِن حديثِ العترةِ تُحدّثُنا عن المقامِ الرفيعِ للحمزةِ "صلواتُ اللهِ عليه"

❂ الّلقطةُ الأولى:
يُحدّثُنا عنها إمامُنا السجّاد فيقول:
(ما مِن يومٍ أشدُّ رسولِ اللهِ مِن يومِ أُحُد، قُتِلَ فيه عمّهُ حمزةُ بن عبدِ المطّلبِ أسدُ اللهِ وأسدُ رسولِهِ)
[البحار: ج22]

قطعاً حين يقولُ الإمام: (ما مِن يومٍ أشدُّ على رسولِ الله) هو لا يتحدّثُ هنا بشكلٍ مُطلق، وإنّما يتحدّثُ عن أيّامِ حياةِ رسولِ الله،
يعني؛ ما مِن يومٍ مِن أيّامِ حياةِ النبيّ التي عاشها في الدنيا.. أشدُّ عليه مِن يومِ أُحُد، لأنّه اليوم الذي قُتِلَ فيه عمّهُ الحمزة،
وإلّا فإنّ يومَ الحسينِ لا يُقاسُ به يومٌ أبداً،
ولكن الحديثَ هنا عن زمانِ النبيّ وعن مقتلِ الحمزة

وأحاديثُ العترةِ تُخبِرنا أنّ الحمزةَ قد قُتِل بطريقةٍ بشعةٍ جدّاً.. حيثُ غدر به وحشيُّ ذلك العبدُ الّلعين.. ثمّ جاءت هندُ أمُّ معاوية ومثّلت بجسدِهِ الشريف تمثيلاً فظيعاً..!
وقد حزِنَ رسولُ اللهِ حُزناً شديداً على عمّهِ الحمزة.. وهذا الحزنُ الشديدُ يُنبئُنا عن الفراغِ الّذي ترَكَهُ الحمزةُ أسدُ اللهِ وأسدُ رسولِهِ!

ولخصوصيّةِ الحمزةِ فإنّ رسولَ اللهِ حين صلّى عليه صلاةَ الجنازةِ صلّى عليه صلاةً على غيرِ المتعارف،
فقد صلّى عليه بسبعينَ تكبيرة، كما يقولُ سيّدُ الأوصياءِ في إحدى رسائلِهِ لمعاوية وهو يتحدّثُ فيها عن مناقبِ آلِ محمّد، يقول:
(حتّى إذا استُشهد شهيدُنا -يشيرُ إلى الحمزة- قيل؛ سيّدُ الشهداء، وخصّهُ رسولُ اللهِ بسبعينَ تكبيرة عند صلاتِهِ عليه)
فهذه خصوصيّةٌ للحمزة عمّ النبيّ،
فإنّ المتعارفَ عليه في الشريعةِ هو أنّ الصلاةَ على الأمواتِ تكونُ بخمسِ تكبيرات.. لكنّ رسولَ اللهِ صلّى على الحمزةِ بسبعينَ تكبيرة!

بل إنّ أحاديثَ العترةِ تُخبرنا أنّ رسولَ اللهِ صلّى على الحمزة سبعينَ صلاةً بسبعينَ تكبيرة، كما يقولُ إمامُنا الباقر:
(دَفن رسولُ اللهِ عمّهُ حمزةَ في ثيابِهِ بدمائه التي أُصيبَ فيها، وردّاهُ النبيُّ برداء، فقَصُرَ عن رجليه، فدعا له بإذخِر -أي حشيش أخضر- فطَرَحهُ عليه، فصلّى عليه سبعينَ صلاة، وكبّر عليه سبعينَ تكبيرة)
[الكافي: ج3]

✦ قد يقولُ قائل:
لعلّ المرادَ مِن السبعين صلاة أي سبعينَ تكبيرة.
ونقول: أنّ هذا المعنى يحتاجُ إلى دليل، ولا دليل على ذلك،
وروايةُ إمامِنا الباقر واضحة في أنّ رسولَ اللهِ صلّى على الحمزةِ سبعينَ صلاة، والأمرُ ليس غريباً،
فهذا الأمرُ فعَلَهُ أميرُ المؤمنين مع رسولِ اللهِ بعد استشهادِهِ،
وفعَلَهُ سيّدُ الأوصياء أيضاً مع بعضِ أصحابه.. كما فعل مع سهلِ بن حُنيف (وهو مِن خواصِّ أصحابِ النبيّ وأميرِ المؤمنين) حيثُ صلّى عليه الأميرُ عدّةَ مرّات

ولكن هناك خصوصيّةٌ لصلاةِ النبيِّ على الحمزةِ سبعينَ صلاة.. وهذا الأمرُ كان معروفاً عند الجميع، إذ لو لم يكن هذا الأمرُ معروفاً عند الصديقِ والعدوّ لَما احتجَّ به أميرُ المؤمنين وذَكَرَهُ في كتابٍ لمعاوية

فهذه الصورةُ (وهي صلاةُ رسولِ اللهِ على الحمزةِ سبعين مرّة بسبعينَ تكبيرة) لها ما لها مِن الدلالات،
ولكن أقلُّ ما يُمكِنُنا أن نقولَهُ هو أنّ رسولَ اللهِ أراد أن يُلفِتَ أنظارَ الأُمّةِ إلى منزلةِ الحمزة،
فهذه القضيّةُ تكشِفُ عن شِدّةِ حُبِّ رسولِ اللهِ للحمزة، وتكشِفُ عن شِدّةِ حُزنِ رسولِ اللهِ وأسفِهِ وحسرتِهِ على عمّهِ الحمزة

وحين نتحدّثُ عن حُبِّ رسولِ اللهِ وعن حُزنِهِ.. إنّنا لا نتحدّثُ عن شخصٍ عاديّ.. إنّنا نتحدّثُ عن رسولِ اللهِ الذي هو نفسُ أميرِ المؤمنين،
وأميرُ المؤمنينَ يقول: (أنا قلبُ اللهِ الواعي)
فنحنُ نتحدّثُ عن محمّدٍ الذي هو قلبُ اللهِ الواعي!

فحينما يُحبُّ قلبُ رسولِ اللهِ شخصاً ويحزنُ عليه لهذه الدرجةِ.. فذلك يكشِفُ عن منزلةٍ عاليةٍ لذلك الشخصِ عند اللهِ لا نستطيعُ تصوّرها

✸ ملاحظة:
مِن ألقابِ الحمزة: أنّه سيّدُ الشهداءِ وخيرُ الشهداءِ كما وصفُهُ سيّدُ الأوصياء،
ولكن في حدٍّ مُعيّن إلى وقتِهِ،
أمّا سيّدُ الشهداءِ على الإطلاقِ فهو الحسينُ "صلواتُ اللهِ عليه"

تتمةُ الموضوع على #الرابط التالي
والذي يُحدّثنا عن صورةٍ مِن صُوَر تعظيمِ الزهراء للحمزة،
ويُخبرنا أنّ الاعتقادَ بمنزلةِ الحمزة مِن العقائد التي سنُسأل عنها في القبر!
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/3142352279336221
#الثقافة_الزهرائية
ما هو مضمونُ زيارتِنا لأهلِ البيتِ في ثقافةِ العِترة؟
هل هو زيارةُ مواقِفِهم وذكرياتِهم فقط كما يقولُ الشيخُ الوائلي؟!

:
❂ يقولُ إمامُنا الرضا "عليه السلام":
(إنّ لكلِّ إمامٍ عهداً في عُنُقِ شيعتِه، وإنّ مِن تمامِ الوفاءِ بالعهدِ وحُسنِ الأداء -أي مِن تمام حُسن الأداء- زيارةُ قبورِهم،
فمَن زارهم رغبةً في زيارتِهم وتصديقاً لِما رغّبوا فيه كان أئمّتُهم شُفعاءَهم يومَ القيامة)

[الكافي: ج4]​

[توضيحات]
هذا الحديثُ يشتملُ على عدّةِ نقاطٍ مُهمّة، مِنها:
أنّه يُبيّنُ بأنّ زيارتَنا لأهلِ البيتِ أمرٌ واجبٌ وليس مُستحب، لأنّها ترتبطُ بمسألةِ الوفاءِ بعهدِ الإمامةِ والولايةِ لأئمتِنا الأطهار، كما يقولُ إمامُنا الرضا:
(وإنّ مِن تمامِ الوفاءِ بالعهدِ زيارةُ قبورِهم)

فمضمونُ الزيارةِ في ثقافةِ العترة هو تجديدُ عهدِ الولايةِ والبيعةِ مع المَزور،
ومعنى تجديدِ العهدِ يتّضحُ مِن جهتين:
• الجهة (١): أنّ في زيارتِنا لأهلِ البيتِ تأكيدُ الإقرارِ بالعبوديّةِ بين يدي الإمامِ المعصوم، كما نُخاطِبُ سيّدَ الشهداء في زيارتِهِ: (عبدُك وابنُ عبدك وابنُ أمَتِك المُقرُّ بالرِق)

• والجهةُ (٢): أنّنا في زيارتِنا لأهلِ البيتِ نُعلنُ بين يدي المعصوم عقيدتَنا الواضحةَ حين نقول:
(أشهدُ أنّك تسمعُ كلامي وتردُّ سلامي وتشهدُ مقامي)
هذا معنى تجديدِ العهدِ مِن جهةِ الزائر

أمّا مِن جهةِ المَزور: فتجديدُ العهدِ إنّما يكونُ بإفاضةِ الّلطف؛ فالإمامُ هو مصدرُ الفيضِ والشحن،
فالإنسانُ كالبطاريّة يفقدُ شحنَه في وقتٍ ما ويحتاجُ إلى مصدرٍ يشحنُ طاقتَه مِن جديد، وهذا المصدرُ هو الإمام،
ففي زيارتِنا لأهلِ البيت يأتينا الفيضُ والّلطفُ مِن جهتِهم "صلواتُ اللهِ عليهم"
فيُشحَنُ القلبُ وتُشحَنُ الروحُ ويُشحَنُ العقل،
هذا معنى تجديدِ العهدِ في زيارتِنا لأهلِ البيت

النقطة الأخرى:
لاحظوا أنّ الإمامَ الرضا لم يقل: (ومِن تمامِ الوفاءِ بالعهدِ زيارتُهم) حتّى يُقال أنّه تكفي الزيارةُ لهم مِن البُعد، وإنّما قال: (زيارةُ قُبورِهم)
للتأكيدِ على مسألةِ زيارةِ قبورِ الأئمةِ وأضرحتِهم الشريفة.. فزيارةُ قبورِهم تُمثّلُ هويّةَ التشيّعِ الأصيل، كما نقرأ في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة: (زائرٌ لكم لائذٌ عائذٌ بقبورِكم)
لأنّ قبورَ أهلِ البيتِ هي علامةٌ، بوابةٌ، نافذةٌ.. عبِّر ما شئت.. إنّها علامةٌ لموعدِ الزيارةِ وللمكانِ الذي سنلتقي فيه مع الإمامِ المعصوم

وهذه العبارةُ مِن الزيارة الجامعة (زائرٌ لكم لائذٌ عائذٌ بقبورِكم) تُبيّنُ أنّ مسألةَ الاستجارةِ بقبورِ أهلِ البيتِ والّلواذِ بها أمرٌ واجبٌ وليس مُستحَب،
لأنّ هذه العبارةَ جاءت في نفسِ السياق الذي خاطبنا فيه أهلَ البيتِ بهذه العبارات: (مُعترفٌ بكم، مؤمنٌ بإيابِكم، مُصَدّقٌ برجعتِكم، مُنتظِرٌ لأمرِكم...)
وكلُّ هذه المعاني التي أقررنا بها هي واجبةٌ في أعلى مُستوياتِ الوجوب،
والحديثُ عن زيارتِهم والّلواذِ بقبورِهم جاء في نفسِ هذا السياق،
مِن هنا كانت زيارةُ أهلِ البيتِ والّلواذُ بقُبورِهم يُمثّلُ هويّةَ التشيّع

✸ وهنا ملاحظة مُهمّة:
وهي أنّ هذه العبارةَ مِن الزيارة: (زائرٌ لكم لائذٌ عائذٌ بقبورِكم) تُؤكّد بوضوح أنّنا في زيارتِنا لقبورِ أهلِ البيتِ نحنُ نزورُ الأئمةَ على نحوِ الحقيقةِ لا المجاز،
يعني نزورُ الإمامَ المعصومَ حقيقةً.. لا كما يقولُ بعضُ الخطباءِ ورجالُ الدينِ في واقعِنا الشيعي -مِنهم الشيخُ الوائلي وغيرُه- يقولونَ وهم يتحدّثونَ بأسلوبٍ فيه ذُلٍّ واستخذاءٌ وروحٍ انهزاميّةٌ أمامَ المُخالفين، يقولون:
(أنّنا حين نزورُ قبورَ الأئمةِ إنّنا لا نزورُ جُثَثاً بالية أو عِظاماً نَخِرة.. وإنّما نزورُ المضمون، ونزورُ الموقفَ المُشرّفَ والصرخةَ المُدويّة)
وكأنّهم يُبرّرونَ للمُخالفين ويقولون لهم:
لا تُعِيبوا علينا زيارتَنا لقبورِ آلِ محمّد.. فنحنُ لا نزورُ أجسادَهم، إنّما نزورُ فقط المواقفَ الخالدة لهم، ولا نزورُ الأجسادَ الباليّة!

أو يأتيك مُعمّمٌ آخر فيقولُ: (نحنُ حين نزورُ قبرَ الرسولِ إنّما نزورُ الرسالة، فنحنُ نُقدّسُ الرسالةَ لا نقدّسُ الرسول!)
هذا منطِقٌ وهابيٌّ واضح، حتّى وإن صدرَ مِن مُتحدّثٍ شيعي،
وهذه التعابير "بأنّنا حين نزورُ قبورَ الأئمةِ لا نزورُ عظاماً بالية" ليست مناسبة، وفيها سوءُ أدبٍ كبير بحقِّ الإمامِ المعصوم، لأنّها تستبطِنُ أنّ المعصومَ قد بَلِيَ جسدُه، وهذا كُفرٌ وضلال، هذا منطِقُ الوهابيّة!
فالوهابيّةُ يعتقدونَ أنّ جميعَ الأجسادِ بما فيها أجسادُ الأنبياءِ والأوصياءِ وحتّى جسدُ رسولِ اللهِ يعتقدونَ أنّه يبلى، وليس له أيُّ قُدسيّةٍ أو خُصوصيّة،
وللأسف الكثيرُ مِن المُعمّمين يتحدّثون بهذا المنطِق -كالوائلي وغيرهُ- جهلاً منهم بثقافةِ أهلِ البيت وبسببِ تأثُّرهم بالفكرِ المُخالف

تتمةُ الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/photo?fbid=634083972097095&set=a.571438275028332&locale=ar_AR
#الثقافة_الزهرائية
بناءُ الأضرحةِ لأهلِ البيتِ وتعظيمُها.. جُذورُهُ موجودةٌ في القرآنِ وحديثِ العترة
:
لطالما تعالت الأصواتُ في الجوّ الناصبي ضِدَّ أشياعِ أهلِ البيتِ بأنّ البناءَ على القبورِ بدعةٌ، وأنّ البناءَ على القبورِ والتوسُّلَ بالأئمةِ شِركٌ صريح!
وللأسفِ الشديد مِثلُ هذا الإشكالِ الساذج بدأ يتعالى أيضاً في وسَطِنا الشيعي!

ومِن هذا الإشكالِ الساذجِ والفِكرِ الضالِّ الأعوج نُفِّذتْ الجريمةُ الكبرى بحقِّ قبورِ أئمتِنا الأطهار في جنّةِ البقيع.. فهُدمتْ قُبورُهم الشريفةُ على يدِ "الوهابيّـة" في العام 1344هـ
ومِن هذا الفِكرِ الضالِّ أيضاً تعالت الأصواتُ في جوّنا الشيعي بالدعوةِ إلى هدمِ أضرحةِ الأئمةِ الأطهار في كربلاءَ المُقدّسة والنجفِ الأشرف!
ولذا.. نحنُ نريدُ هنا أن نقِفَ عند هذا الإشكالِ الساذجِ ليس للردِّ على النواصب، فلا شأنَ لنا بهم ولا بضلالِهم.. وإنّما نقِفُ عندهُ كي نُبيّنَ لشبابِ الشيعةِ بأنّ ثقافةَ البناءِ على القبورِ هي ثقافةٌ قرآنيّةٌ عَلَويّة

• سنبدأ بذكرِ أمثلةٍ سريعة مِن القرآن على تعظيم أُممِ الأنبياءِ لآثارِ أنبيائهم،
والبدايةُ مِن قصّةِ بني إسرائيل وتوسُّلِهم بتابوتِ السكينة (وهو الصندوقُ الذي وضعت فيه أمُّ موسى النبيّ موسى حين ألقتهُ في اليم)
إذ يقولُ تعالى في سورة البقرة:
﴿ألم ترَ إلى الملإِ مِن بني إسرائيلَ مِن بعدِ موسى إذ قالوا لنبيٍّ لهم ابعث لنا مَلِكاً نُقاتل في سبيلِ الله﴾

باختصار.. بنو إسرائيل تعرّضوا لظُلمٍ عظيمٍ من طواغيتِ زمانِهم، وتحديداً من جالوت، فقالوا لنبيّهم شموئيل ابعث لنا مَلِكاً قائداً عسكريّاً يحكمُنا، والحكايةُ فيها تفصيل،
فاستجاب نبيُّهم لقومِهِ وقال لهم: ﴿إنّ اللهَ قد بعثَ لكم طالوتَ مَلِكاً﴾
فاعترض اليهودُ على نبيّهم شموئيل بأنّهم ليسوا مُقتنعينَ بطالوت مَلِكاً عليهم، فقالوا: ﴿أنّى يكونُ له المُلكُ علينا ونحنُ أحقُّ بالمُلكِ مِنه ولم يُؤتَ سَعَةً مِن المال﴾ هذا هو مِقياسُ استحقاقِ المُلكِ في نظرِهم!
حين اعترض اليهودُ على نبيّهم بأنّهم ليسوا مُقتنعينَ بطالوتَ مَلِكاً عليهم.. قال لهم:
﴿إنّ اللهَ اصطفاهُ عليكم وزادَهُ بسطةً في العِلمِ والجِسم﴾
وأخبرَهم أنّ الدليلَ على أنّ طالوتَ قد اصطفاهُ اللهُ فعلاً هو أنّ آيةَ مُلْكِهِ أن يعودَ تابوتُ السكينةِ إليهم بعد أن رفعَهُ اللهُ عنهم عقوبةً لهم، كما يقول القرآن:
﴿وقال لهم نبيُّهم إنّ آيةَ مُلكِهِ أن يأتيَكم التابوتُ فيه سكينةٌ مِن ربّكم وبقيّةٌ مِمّا ترك آلُ موسى وآلُ هارونَ تحمِلُهُ الملائكة﴾

✸ ما قِصّةُ التابوت؟ وما قصّةُ رفعِهِ عن بني إسرائيل؟
التابوت -كما مرّ- هو الصندوقُ الذي وُضِع فيه موسى النبيُّ حينما ألقتْهُ أُمّهُ في البحر،
هذا التابوتُ كان موجوداً عند بني إسرائيل، وكان مِن مقدّساتِهم، فهو يحتوي على ما ترَكَهُ نبيُّهم موسى
فقد وضع النبيُّ موسى في هذا التابوت دِرعَهُ وشيئاً مِن ثيابه ووضع فيه الألواحَ والتوراة، فهناك آثارٌ مُتبقيّاتٌ مِن آلِ موسى وآلِ هارون في هذا التابوت،
فكان الإسرائيليّون إذا تقدّموا للقتالِ يحملونَ هذا التابوتَ معهم ويضعونهُ أمامَهم في المعركة.. فإذا وضعوهُ أمامَهم نزلت عليهم السكينةُ فينتصرون،
فهذا التابوتُ صار مُقدّساً بتقديسٍ سماوي، وكان بنو إسرائيل يُقدّسونَه.. فقد بنوا له بناءً خاصّاً في المعبدِ اليهودي وبحجَرٍ خاصٍّ وزينةٍ خاصّة وأطلقوا على ذلك البناء "قدس الأقداس"
وجاءوا بأثمنِ الأشياءِ لتزيينِ مكانِ التابوتِ احتراماً وإجلالاً وتقديساً لهذا التابوت الّذي وُضع فيه موسى عند ولادتِهِ حين أُلقي في اليم

وكان هذا الصندوقُ عند آلِ فرعون، وانتقل بعد ذلك لموسى ووضع فيه ما وضع من آثارِه، وكذلك وضع فيه يوشعُ وصيُّ موسى آثارَهُ وآثارَ آلِ هارون، وصار رمزاً مُقدّساً عند اليهود إلى أن طغوا وحدثَ الفسادُ فيهم،
فدخل الأطفالُ يعبثونَ في المعبدِ اليهودي، وأخرجوا التابوتَ وأخذوا يجرّونه في الطرقات!
وبسببِ ذلك غضِب اللهُ عليهم وأمر الملائكةَ برفعِ التابوتَ مِن عندهم، فاختفى مِن بني إسرائيل.. فأصابتُهم المَذلةُ لأنّهم استهانوا بآثارِ نبيِّهم موسى وآثارِ وصيّه هارون.
وهذا بالضبط هو شأنُ الأُمّةِ التي استهانت بأهلِ البيتِ فصارت أُمّةً ذليلةً تخرجُ مِن مذلّةٍ إلى مذلّة، ومِن سوءِ توفيقٍ إلى سوءِ توفيق!
علماً أنّ هذا التابوت الذي رُفِع إلى السماء.. سيكونُ مع إمامِ زمانِنا عند ظهورِه.. وليس التابوتُ وحدهُ وإنّما جميعُ آثار الأنبياء والأوصياء ستكون عنده أيضاً

فكان اختفاءُ التابوتِ مِن بني إسرائيل عقوبةً لهم، وعلامةً على خذلانِهم.. ولذا قال لهم نبيُّهم: أنّ الدليلَ على أنّ طالوتَ مَلِكٌ اصطفاهُ اللهُ عليكم هو أنّ تابوتَ السكينةِ الذي رُفِعَ منكم فيما مضى سيعودُ إليكم

الزبدة مِن هذا المثال تجدونها في تتمة الموضوع على #الرابط التالي:
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/3136763956561720/
#الثقافة_الزهرائية
إمامُنا الحسنُ المُجتبى يُصرِّح بأنَّ التاركَ لولايةِ عليٍّ كافرٌ بميزانِ أهلِ البيت!
:
❂ يقولُ إمامُنا السبطِ المُجتبى وهو يتحدّثُ عن مقاماتِ أهلِ البيتِ العليّة:
(نحنُ أمناءُ اللهِ في أرضِه، عندنا عِلْمُ المنايا والبلايا، وإنّا لَنعرفُ الرجل إذا رأيناهُ بحقيقةِ الإيمانِ وحقيقةِ النفاق، وإنّ شيعتنا لَمعروفون بأسمائهم وأنسابهم، أخذ اللهُ المِيثاق علينا وعليهم يَرِدونَ موارِدنا ويدخلونَ مداخلنا،
ليس على مِلّةِ أبينا إبراهيم غيرُنا وغيرهم،
إنّا يوم القيامة آخِذين بحُجزة نبيّنا، وإنّ نبيّنا آخِذٌ بحُجزة النور، وإنّ شِيعتَنا آخذين بحُجزتنا،
مَن فارقنا هلك، ومَن اتّبعنا لَحِق بنا،
التاركُ لولايتِنا كافر، والمُتّبعُ لولايتِنا مُؤمن، لا يُحبُّنا كافر ولا يُبغضُنا مُؤمن، ومن مات وهو مُحبّنا كان حقّاً على الله أن يبعثَهُ معنا)

[تفسير فرات]

[توضيحات]
• قولِهِ: (والتاركُ لولايتِنا كافر، والمُتّبعُ لولايتِنا مُؤمن) الإمام يُصرّحُ هنا بكُفرِ التاركينَ لولايةِ عليٍّ.. وهذا الأمرُ واضح جدّاً في ثقافةِ العترة،
فالنصوصُ القائلةُ بكُفرِ المخالفين كثيرةٌ جدّاً في القرآن وفي كلماتِ العترة،
على سبيلِ المِثال:
مِن الأدلّةِ الواضحة على كُفرِ المخالفين في القرآن:
الآية 67 مِن سورةِ المائدة (آية بيعة الغدير) وهي أعظمُ آيةٍ في القرآن، فهي الحاكمة على كلِّ مضامينِ القرآن، وهي قوله تعالى: {يا أيُّها الرسولُ بلّغْ ما أُنزل إليك مِن ربّك وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالتَه واللهُ يعصمُك مِن الناس إِنّ الله لا يهدي القوم الكافرين}

هذه الآيةُ أكثر مِن 90% مِن الشيعة لا يشكّونَ بمقدار ذرّة أنّها نزلت في بيعةِ الغدير،
بل حتّى في كُتُبِ المُخالفين فقد ورد فيها أنّ الأمر الذي أُُمِر رسولُ اللهِ بتبليغِهِ هو (ولايةُ عليٍّ)
ولكن لا شأن لنا بالمخالفين هنا، فكلام أهل البيت يكفينا

الآيةُ واضحة، فهي تشتملُ على أمرٍ إلهيٍّ لرسولِ اللهِ بأن يُبلِّغَ الناس جميعاً بيعةَ عليٍّ وأنّه الإمامُ بعد رسولِ الله.. ثمّ تقولُ الآيةُ في ذيلِها: {إنّ اللهَ لا يهدي القومَ الكافرين}
يعني أنّ الذي لا يُؤمنُ ولا يعتقدُ بولايةِ عليٍّ هو كافرٌ بنصِّ القرآن،
فذيلُ الآيةِ يُمثّلُ فتوىً صريحة مِن اللهِ بكُفرِ المُخالفينَ التاركينَ لولايةِ عليٍّ،
بالضبط تُطابقُ قولَ إمامِنا المُجتبى

● قد يقول قائل:
بأنّ هذا الكُفْر الذي تحدّثت عنه الآيةُ ليس الكُفرُ الذي يُخرجُ مِن الإسلام.. فالكُفرُ على درجات، فهذا مِن قبيل قولهِ تعالى: {وما يؤمنُ أكثُرُهم باللهِ إلّا وهم مُشركون}
ونقول:
هذا الكلامُ ليس صحيحاً، فنفسُ الآية 67 مِن سورة المائدة تنفي هذا المعنى.. لماذا؟
لأنّ الآية تقول: (وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالتَه)
يعني إنْ تُبلِّغ ولايةَ عليٍّ للناس فأنتَ لم تُبلّغْ الرسالة أصلاً!
وهذا يعني أنّ الرسالةَ المحمّديّةَ بكلِّ تفاصيلِها (بتوحيدها، بنُبوّتِها، بمعادِها، بقُرآنها، بأحكامِها وبكلِّ تفاصيلِها) لا تُساوي شيئاً من دون ولايةِ عليٍّ
دقّقوا في الآية جيّداً
فالآيةُ جعلت الرسالةَ المحمّديّةَ بكلِّ تفاصيلِها في جهة، وجعلت في الجهةِ الأُخرى بيعةَ الغدير الّتي هي عنوانٌ لولايةِ عليٍّ، وقالت: {وإن لم تفعلْ فما بلّغتَ رِسالتَه}
يعني أنّ الرسالةَ المحمّديّةَ بكلِّ ما فيها مِن تفاصيل لا تساوي شيئاً إذا لم يُبلّغْ رسولُ اللهِ ولايةَ عليٍّ،
وهذا يعني أنّ الكُفرَ الموجودَ في ذيل هذه الآية يُخرجُ مِن الإسلام.. لا كما يُقال أنّه لا يُخرجُ مِن الإسلام وإنّما يُخرِج فقط مِن الإيمان،
ويُؤكّد ذلك أيضاً إمامُنا المُجتبى في روايةٍ أُخرى يقول فيها:
(نحنُ نورٌ لِمَن تبِعَنا، وهُدىً لِمَن اقتدى بِنا، ومَن رغِبَ عنّا فليس مِنّا، ومَن لم يكن مِنّا فليس مِن الإسلامِ في شيء)

• قولِهِ: (ومَن رغِبَ عنّا فليس مِنّا، ومَن لم يكن مِنّا فليس مِن الإسلامِ في شيء)
عبارةٌ خطيرةٌ جدّاً!
فهي لا تُصرّحُ فقط بكُفرِ المُخالفين.. وإنّما تُصرّحُ بكُفر كلِّ مَن رغِبَ عن أهلِ البيتِ ونقض بيعةَ الغدير وأعرض عن أهلِ البيتِ وعن منهجِهم حتّى لو كان المُعْرِضُ مِن داخلِ الوسطِ الشيعي!
فالإمام لم يقلْ ومَن لم يكن مِنّا فليس مِن الإيمانِ في شيء.. وإنّما قال: ليس مِن الإسلام في شيء.. فهو ليس مُسلماً

وإمامُنا الصادقُ يؤكّد أيضاً هذا المعنى في تفسيرِهِ لقولِهِ تعالى:
{والذين كفروا أولياؤهم الطاغوتُ يخرجونَهم مِن النورِ إلى الظلمات}

● وقد يسأل سائل:
وماذا عن قولِهِ تعالى: {قالت الأعرابُ آمنّا قُل لم تؤمِنوا ولكن قولوا أسلَمنا}
فالآيةُ تقول أنّ الذي لا يعتقدُ بالولايةِ ليس كافراً، وإنّما هو مُسلم، ولكنّه ليس مُؤمناً

ثم أليس القولُ بكُفر المُخالفينَ فيه تحريضٌ على العُنف، ويُعطي ضوءاً أخضر بسفكِ دمائهم؟

الجواب في تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2839580042946781/
#الثقافة_الزهرائية
Ещё