🔳نفحات من سيرة الإمام الكاظم (عليه السلام)
📓الجزء الأول:
◼️ولادته وإمامته:
وُلِد الإمام الكاظم (عليه السلام) ـ وهو الإمام السابع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ـ بالمدينة المنورة ، في موضعٍ يُسمَّى: (الأبواء) ، وكان ذلك في السابع من صفر 128 هـ .
🕊وبمناسبة ولادته قام أبوه الإمام الصادق (عليه السلام) بدعوة الناس إلى وَليمَةٍ أَطعمَ الناسَ فيها مُدَّة ثَلاثة أيَّام .
☀️تولَّى الإمام الكاظم (عليه السلام) منصب الإمامة بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام)، في وقتٍ شَهدَتْ فيه الدولة العباسية استقرار أركانها ، وثبات بُنْيانها.
🔹فتنكَّرَت للشعار الذي كانت تنادي به من الدعوة لآل محمد (عليهم السلام) ، وتنبَّهت إلى الوريث الشرعيِّ لشجرة النبوَّة ، مشهرة سيف العِداء له (عليه السلام) ولشيعته ، وذلك لتلافي تعاظم نفوذ الإمام (عليه السلام) في أن يؤتي على أركان دولتهم ، ويقضي عليها.
♦️فشهد الإمام الكاظم (عليه السلام) طِيلة سِنِيِّ حياته صنوف التضييق والمزاحمة ، إلاَّ أنَّ ذلك لم يمنعه من أن يؤدِّي رسالته في حماية الدين وقيادة الأمة.
◼️إحسانه إلى الناس:
كان الإمام (عليه السلام) بارّاً بالمسلمين محسناً إليهم ، فما قصده أحد في حاجة إلاّ قام بقضائها ، فلا ينصرف منه إلاّ وهو ناعم الفكر مثلوج القلب ، وكان (عليه السلام) يرى أن إدخال الغبطة على الناس وقضاء حوائجهم من أهم أفعال الخير ، فلذا لم يتوانَ قط في إجابة المضطر ، ورفع الظلم عن المظلوم ، وقد أباح لعلي بن يقطين الدخول في حكومة هارون ، وجعل كفّارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان مبرّراً له ، وقد فزع إليه جماعة من المنكوبين فكشف آلامهم وملأ قلوبهم رجاءً ورحمة.
🕊ومن هؤلاء الذين أغاثهم الإمام (عليه السلام) شخص من أهالي الري كانت عليه أموال طائلة لحكومة الري فلم يتمكّن من أدائها ، وخاف على نعمته أن تسلب منه ، فأخذ يطيل الفكر فيما يعمل ، فسأل عن حاكم الري ، فأخبر أنّه من الشيعة ، فطوى نيّته على السفر إلى الإمام ليستجير به ، فسافر إلى المدينة فلمّا انتهى إليها تشرّف بمقابلة الإمام فشكى إليه حاله ، فزوده (عليه السلام) برسالة إلى والي الري جاء فيها بعد البسملة:
(إعلم أنّ لله تحت عرشه ظلاً لا يسكنه إلاّ من أسدى إلى أخيه معروفاً ، أو نفّس عنه كربة ، أو أدخل على قلبه سروراً ، وهذا أخوك والسلام).
📜وأخذ الرسالة ، وبعد أدائه لفريضة الحج ، اتّجه إلى وطنه ، فلمّا وصل ، مضى إلى الحاكم ليلاً ، فطرق عليه باب بيته فخرج غلامه ، فقال له: من أنت ؟
قال: رسول الصابر موسى .
فهرع إلى مولاه فأخبره بذلك ، فخرج حافي القدمين مستقبلاً له ، فعانقه وقبّل ما بين عينيه ، وجعل يكرّر ذلك ، ويسأله بلهفة عن حال الإمام (عليه السلام) ، ثمّ إنّه ناوله رسالة الإمام فقبّلها وقام لها تكريماً ، فلمّا قرأها أحضر أمواله وثيابه فقاسمه في جميعها ، وأعطاه قيمة ما لا يقبل القسمة ، وهو يقول له: يا أخي هل سررتك؟
فقال له: أي والله وزدت على ذلك .
📄ثمّ استدعى السجل فشطب على جميع الديون التي عليه ، وأعطاه براءة منها ، وخرج الرجل وقد طار قلبه فرحاً وسروراً ، ورأى أن يجازيه على إحسانه ومعروفه ، فيمضي إلى بيت
الله الحرام فيدعو له ، ويخبر الإمام (عليه السلام) بما أسداه إليه من البر والمعروف ، ولمّا أقبل موسم الحج مضى إليه ثمّ اتّجه إلى يثرب فواجه الإمام (عليه السلام) وأخبره بحديثه ، فسرّ (عليه السلام) بذلك سروراً بالغاً ، فقال له الرجل: يا مولاي: هل سرّك ذلك؟
💡فقال الإمام (عليه السلام): (إي والله ! لقد سرّني ، وسرّ جدّي رسول
الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) ، ولقد سرّ
الله تعالى) ، وقد دلّ ذلك على اهتمامه البالغ بشؤون المسلمين ، ورغبته الملحّة في قضاء حوائج الناس.
#يتبع_غدا_ان_شاء_الله