{وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
هل يَصِل الظُلم والغضب والأسف والضَجَر لله تعالى..؟!
في فناء الكتاب والعترة آية و معنى
(تدبّروا القرآن في
#ربيع_القرآن)
:
✺ يقول إمامنا
#باقر_العلوم "صلواتُ اللهِ عليه" في قولِ الله عزَّ وجلّ: {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} قال "عليه السلام":
(إنَّ الله تعالى أعظمُ وأعزُّ وأجلُّ وأمنعُ مِن أن يُظْلَمَ، ولكنَّه خَلَطَنا بنفسهِ، فجَعَلَ ظُلْمَنا ظُلمَه، وَوَلايتَنا وَلايتَهُ، حيثُ يقول:{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} يعني الأئمة منا. ثم قال في موضع آخر: {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}).
[الكافي الشريف: ج]
:
✺ ورواية أخرى في نفس هذا السياق وهذا المضمون، عن إمامنا
#صادق_الآل "صلواتُ الله عليه" في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ:
{فلمَّا آسفُونا انتقمْنا} قال "عليه السلام":
(إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى لا يأسفُ كأسفِنا، ولكنَّهُ خَلَقَ أولياءَ لنفسهِ يَأسفونَ ويَرضونَ،
وهُم مَخلوقونَ مُدبّــرون، فجَعَلَ رِضاهُم لِنفْسهِ رضىً، وسَخَطَهُم لنفسهِ سَخَطاً؛ وذلكَ لأنَّــهُ جَعَلهم الدُعاةَ إليهِ والأدلاءَ عليهِ، فلذلكَ صــاروا كذلك،
وليسَ أنَّ ذلكَ يَصِلُ إلى اللهِ كَما يصلُ إلى خَلْقهِ، ولكن هذا معنى ما قالَ مِن ذلك. وقــد قــال أيضــاً:
مَن أهــانَ لي وليَّـاً فقدْ بارزني بالمُحاربة ودَعاني إليها،
وقـــالَ أيضــاً:
{من يُطِعْ الرَّسولَ فقدْ أطاعَ الله} وقــال أيضــاً:
{إنَّ الَّذينَ يُبايعونكَ إنَّما يُبايعونَ الله} وكُلُّ هذا وشِبْهُهُ على ما ذكرتُ لك،
هكذا الرضــا والغَضَب وغيرُهما مِن الأشياء مِمَّـا يُشاكلُ ذلكَ،
ولو كانَ يَصلُ إلى المُكوِّن الأسف والضَجَرُ وهُو الَّذي أحدَثَهُما وأنشأهُما لَجــازَ لقائلٍ أن يقول:
إنَّ المُكَــوِِّن يَبيــدُ يَوماً مــا ؛ لأنَّـهُ إذا دَخَلهُ الضَجَرُ والغَضَبُ دَخَلهُ التغييرُ، وإذا دَخَلهُ التَغييرُ لم يُؤمَن عليهِ الإبادة،
ولو كانَ ذلكَ كذلك لم يُعرف المُكــوِِّنُ من المُكَــوَّن، ولا القَادرُ من المَقدُور، ولا الخَالقُ من المَخلوق،
تعالى اللهُ عن هذا القَولِ عُلوَّاً كبيراً،
هو الخالقُ للأشياءِ لا لحاجةٍ، فإذا كانَ لا لحاجةٍ استحالَ الحدُّ والكيفُ فيه، فافهمْ ذلكَ إن شاء الله).
[الكافي الشريف-