الحشد الشعبي المقدس

الشهيد المجاهد حيدر علي الضويحي (هشام الكناني) نستذكر بعض سيرته رضوان الله عليه
شهيدنا من مواليد 1986 من مدينة الشهداء والمجاهدين مدينة الصدر الشهيد عاش وترعرع في كنف عائلة من عوائل تلك المدينة المجاهدة فكان أصغر أخوته عمرا ولكنه أعلاهم همه .... عشق نهج كربلاء فذاب فيه ... تابع حياة المجاهدين فتمنى أن يلتحق بهم ... دائما ما كان يتوسل بمن يعرف من مجاهدي المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق حتى يسمحوا له بالالتحاق معهم ولكنه كان يواجه الرفض بسبب صغر سنه .....
بعد أن أشتد عوده ومع كثرة ألحاحه وأصراره تم السماح له بالالتحاق ضمن صفوف المجاهدين فتحققت بعض أمنياته بذلك السماح والالتحاق ....
نظرا لان شهيدنا شابا يافعا حسن الجسم يمارس الرياضة فتم اختياره ليكون ضمن صفوف القوات الخاصه للمقاومة الاسلامية عصائب اهل الحق وتم إخضاعها لأكثر من دورة تدريبية واكثر من معسكر حتى أصبح يجيد فنون القتال ومهاراته واستخدام أنواع مختلفه من الاسلحه ...
أمتاز شهيدنا بصفات جميلة محببة على قلوب كل المؤمنين فالإيمان وطيبة القلب وصدق الكلام مع قلته ودماثة الأخلاق والوعي وأكثر هذه الصفات بروزا عنده صفة الشجاعه والأقدام فكان من الذين يقتحمون المنايا ولا يهابون الموت بل طالب للشهادة سعيا اليها بكل ما اوتي ...
قصة شهادته ...
بعد وصول المعارك مع خوارج العصر الدواعش الى معركة جرف النصر كان شهيدنا من ضمن المتواجدين في تلك الجبهه المباركة ولان الدفاع فيها هو عن كربلاء الحسين عليه السلام. ..وبعد توزيع المهام والمحاور من قبل قيادة المقاومة على القوات المتواجدة وحسب احتياج الخطة الموضوعه مسبقا تبين ان لا مكان لشهيدنا الغالي ومجموعته في خطة الاقتحام والهجوم ... وعندها بان انزعاجه ولم يستطع السكوت لشدة غيضه لعدم إشراكه لأن هذه المعركة كانت تعني له الكثير لارتباطها بعشقه ومصدر الهامه (كربلاء ) ...
حاول شهيدنا ان يجد له مكانا بين القوات المهاجمه ولكنه جوبه بالرفض لانتفاء الحاجة واكتمال العدد المطلوب وتم التعهد له بأن سيكون اول قوة احتياط للقوات المهاجمه أن احتاج الوضع فسيكون هو الأول وهنا سكت لبعض الوقت وانتظر الى حين هدوء الجلسة ....
عاد بعد منتصف الليل حيث تفرق أغلب الاخوة لتنظيم أمورهم وقواتهم وتكلم مع مسؤول العمليات حتى أخذ بالتوسل إليه بأن يجد له مكانا بين القوات المتقدمة ولكن كان الرفض جوابا له لأن الخطة تمت مناقشتها وكل القوات تعرف واجباتها الآن لا يمكن التغيير بل مستحيل لأن ما بقي من الوقت إلا ساعات محدودة ...
كان أصرار شهيدنا والحاحه ملفتا لنظر كل الاخوة المجاهدين حيث لم يلاحظ عليه مثل هذا الشيء من قبل لأنه شديد الالتزام بالأوامر العسكرية مطيعا بأدق التفاصيل إلا في هذه للمرة !!!!
بعد أذان الفجر وأداء الصلاة باشرت القوات المهاجمه بالتقدم صوب الأهداف المرسومة لها بعد أن قام مجاهدوا المدفعية الأرضية والصواريخ بانزال حمم قذائفهم وصواريخهم فوق رؤوس الدواعش وهنا أيضا لاحظ الجميع وقوف شهيدنا الغالي في غرفة العمليات وعلامات الحزن مرسومة على وجهه الباسم دائما (ألا في هذه الساعه) ...
شرعت القوات بالتقدم تلاحقها نظرات شهيدنا عبر شاشات المراقبة في غرفة العمليات وفي هذه اللحظات عاد هشام إلى التوسل مجددا وكأنه يستجدي الجهاد من المسؤول فلم يتوانى من ذكر أي كلمة يستعطف فيها قائد العمليات حتى يسمح له بالنزول إلى الميدان وأطفاء نار غضبه بالدواعش فلم يستطع قائد العمليات معه صبرا حتى وجهه إلى أحد المحاور مشترطا عليه أن لا يتقدم القوة بل يبقى خلفها أو معها بأحسن الأحوال وهنا طار هشام من الفرح وأعتقد أن لو سمح له المكان والزمان لرقص من شدة فرحته .... وما هي إلا دقائق حتى أخذ مكانه بين أخوته المجاهدين المتقدمين لسحق رؤوس الخوارج يقاتل مع اخوته بكل شجاعه وهمه ومعنويات عالية ....
لم يطول الامر طويلا فما هية إلا أقل من ساعتين حتى بأن للجميع سبب إصرار هشام على المشاركة .... كان كأنما يعلم أن في هذه المعركة سيتحقق مبتغاه وآمله في نيل الشهادة والالتحاق بركب كربلاء في ايام كربلاء مدافعا عن حرمة كربلاء ....
عبوة مزروعه على جانب الطريق الذي كان يسلكه مع اربعة من اخوته المجاهدين نقلت ثلاثة منهم إلى مقعد الصدق عند المليك المقتدر نعم هذه العبوة هي التي حققت امنيته فنال الشهادةُ فتبين لماذا كان يتوسل بعباد الله !؛ كان يتوسلهم لإرضاء الله تبارك وتعالى ....
هنيئا لك يا من أذللت نفسك لأخوتك المؤمنين وكنت عزيزا شامخا على الكافرين فكنت مصداقا لقوله تعالى ( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) ... هنيئا لك تلك الشهادة مدافعا عن مقدساتك التي طالما عشقتها وذبت في عشقها .... هنيئا لك تركك لملذات الدنيا وانت في عنفوان شبابك والتحاقك بركب الحسين عليه السلام. ....
#الشهادة_أستحقاق
#الفاتحة_لروحة_الطاهره
#قصة_من_حياة_شهيد