#في_روضة_امير_المؤمنين #الحكومة_الاسلاميةالتأمين الاجتماعي لأول مرّة في العالم
كانت الحكومة الظاهرية لبضع سنوات بيد الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه، عندما كان في الكوفة، وكانت الكوفة مدينة كبيرة، وبحسب ما أثبته بعض المؤرخين، فإن مساحتها كانت تتجاوز الخمسمائة كيلومتر مربع، والبعض قالوا إن مساحتها أكثر من ذلك، وكانت تمثّل عاصمة الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه.
روي في أحوال أمير المؤمنين سلام الله عليه، أنه خلال الأربع سنوات وبضعة أشهر ـ وهي مدة حكومته الظاهرية سلام الله عليه ـ حدث أمر لمرة واحدة فقط، لم يذكر التاريخ غيره، ولا يوجد في سائر الكتب ما يشير إلى أن تلك الحادثة تكررت في زمان حكومة الإمام سلام الله عليه.
تقول الرواية إنه ذات يوم كان أمير المؤمنين سلام الله عليه يجتاز في أحد شوارع الكوفة، فرأى شخصاً يتكفف، فقال: ما هذا؟ فأجابه بعض من لا يعرف حقيقة الإسلام، قائلاً: هذا نصراني.. قد هَرِمَ وصار لا يقوى على العمل، فهو يتسوّل!!
وربما تصور ذلك المجيب أن الأمر يختلف عند الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه، إذا كان المتسول غير مسلم، والحال أنه في القانون الإسلامي لا يختلف الأمر من هذه الجهة.. الناس اليوم لا يعلمون هذه القضايا، وقد لا يصدّقون بها، وسيقولون: فلماذا المسلمون اليوم ليسوا على هذه الشاكلة؟
لكن الإمام أمير المؤمنين جعل يلوم أصحابه على ما رأى من حال ذلك النصراني، وقال: استعملتموه حتى إذا كبُر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال.
فأي نصراني، أو أي يهودي، بل أي عابد وثن تعرضون عليه مثل هذا النموذج، ثم لا يتغير؟! إذا صدّق بذلك، فلا بد أن يتغيّر، ويؤثّر في أسرته ويجعلها تتغيّر أيضاً.
هل يوجد بلدٌ في العالم اليوم يخلو من المتسولين؟ لو ذهبتم إلى أغنى بلد في العالم لوجدتم فقراء ومتسولين.. وبالطبع، فإن الأمر يتفاوت من بلد إلى آخر؛ فهناك بلد فيه متسولون وفقراء أكثر، وآخر أقل.. وهكذا فأنتم تلاحظون أنه حتى في أكثر بلدان العالم تقدماً، وفي ظل أفضل القوانين العصرية، يوجد متسولون، في حين لا تجد مثل هذه الحالة في الإسلام، بل لا معنى لوجود حالة تسول في بلد إسلامي!
الإسلام للدنيا والآخرة
الإسلام لا يتعلق بالآخرة فقط.
بل الإسلام يعني: سعادة الدنيا أيضاً.
يعني: الأمان.
يعني: الاقتصاد السليم.
يعني: السياسة السليمة.
يعني: المجتمع النظيف.
يعني: أن يكون كل شيء صحيحاً وسالماً.
ورسول الله صلى الله عليه وآله نفسه، حينما كان في المدينة المنورة، بل حتى عندما كان في مكة المكرمة ولم يكن وقتها مبسوط اليد، أعلن: فأجيبوني تكونوا ملوكاً في الدنيا وملوكاً في الآخرة ومعنى ذلك أنه تعالوا ادخلوا في الإسلام، لتجدوا سعادة الدنيا والآخرة؛ أي تصبح الدنيا بين أيديكم، وفي الآخرة يكون مصيركم إلى الجنة أيضاً.
#نفحات_الهداية ص٢٠_٢٢
#المرجع_الشيرازي#مكتب_بيروت #للاشتراك_في_القناة_على_التلغرام https://t.center/alshirazzilib