لا عذر
في إعانة الظالمين
بعض الظالمين يردّد مقولة «المأمور معذور» وهي مقولة خاطئة إذا اُريد منها الإطلاق، ولا تكون مقبولة إلاّ
في منطق الطغاة، كفرعون ويزيد وهارون العباسي، غير أنّ الأمر ليس
على هذا النحو
في منطق الرسول المصطفى صلّى الله عليه وآله ومنطق القرآن الكريم ومنطق الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه وعباد الله الصالحين.
فالمهمّ هو الآمر من يكون، وهل أمره حقّ؟ فعندما يكون المأمور كأبي ذر رضوان الله تعالى عليه والآمر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، فهنا ليس المأمور معذوراً فحسب، بل هو مأجور أيضاً.
أما المأمور من ناحية سلطان الجور، فإنّ جميع أعماله ـ وإن كان ظاهرها صالحاً ـ هي
في عداد الباطل والإثم.
على سبيل المثال: لا فضيلة
في الإسلام كعمارة المساجد؛ إذ ورد
في القرآن الكريم والروايات الشريفة أنّ
في بناء المساجد فضائل جمّة، ذلك لأنّها محالّ العبادة والدعاء والتوبة والاعتكاف وغير ذلك، لكننا نلاحظ أنّ الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه يقول لأحد أصحابه: «لا تُعنْهم ـ الطغاة والظلمةـ
على بناء مسجد» .
إنّ القضيّة مهمّة للغاية وخطيرة، فحتّى إذا بنى شخص ما للظالم مسجداً أو داراً للأيتام أو حسينيّة، فلا يقبل منه، لأنّ عمله هذا يوجب تقوية ودعم المؤسّسة الظالمة
على الصعيد الدعائي ومحاولة خداع الناس، ولذلك لُعنت بعض المساجد
في بعض الروايات المرويّة عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام!!
من كتاب
#ياأباذر#المرجع_الشيرازي #مكتب_بيروت#مقتبسات#للاشتراك_في_القناة_على_التبغرام https://t.center/alshirazzilib