محبي ال الشيرازي في لبنان

#الامامة
Канал
Логотип телеграм канала محبي ال الشيرازي في لبنان
@AlShirazziChaneLibanonПродвигать
1,2 тыс.
подписчиков
7,44 тыс.
фото
742
видео
5,43 тыс.
ссылок
#الامامة
تكملة

س: هل أن علم الأئمة حضوري أم حصولي؟

ج: إذا نظرنا إلى صفات ووظائف الإمام المعصوم نجد أن علمه يجب أن يكون حضورياً لا حصولياً، فوظيفة المعصوم هداية الخلق تبليغاً وتطبيقاً وإرشاداً وهُوَ في هذا يحتاج إلى علم لا يقبل الخطأ ولا التخلف لحصول الأثر المطلوب من كونه قائداً لعملية الهداية للخلق، وأما إذا نظرنا إلى الخصائص التي يتمتع بها الإمام الهادي نحو الله تبارك وتعالى فإن مِن أهمها هي أن يكون معصوماً عن الخطأ والسهو والغفلة والإشتباه وهُوَ أمرٌ لا يتم إلا إذا كان المعصوم عالماً فنسبة الخطأ والسهو والغفلة والإشتباه تقل مَعَ ارتفاع نسبة العلم والتناسب بينهما عكسيٌ، أي كلما كان العلم مرتفعاً كان الخطأ وأمثاله منخفضاً حتى يصل إلى درجة الإنعدام ويذهب إلى اللاعودة لثبوت ذلك العلم وزيادتِهِ دائماً، هكذا نوع مِن العلم يقي مِن السقوط في الهفوات ولا يكون إلا في العلم الحضوري الذي يكشف عن حقيقة ذات المعلوم في جميع الجوانب مِن دون واسطةٍ بخلاف العلم الحصولي الذي لا يكون الإنكشاف فيه إلا في جانب من الجوانب وبواسطة إحدى الوسائط كالعقل مثلاً. فالوقاية العلمية التي تمنح العصمة للإنسان يكون الإنكشاف العلمي فيها تاماً لا ناقصاً وهو ما لا يكون إلا في العلم الحضوري الذي يدركه الإنسان بجميع قواه لا بقوة واحدة كما هُوَ الحال في العلم الحصولي، وعليه فإن علمهم كأئمةٍ معصومين علمٌ حضوريٌ لا حصولي

س: هل سائر الخلق مخلوقين من طينة واحدة، حتى المعصومين الأربعة عشر ام الأربعة عشر من طينة خاصة ليس لغيرهم فيها نصيب؟

ج: كلا بإستثناء المعصومين الأربعة عشر فإنهم مِن طينة واحدة مخزونة مكنونة مِن تحت العرش (خاصة) ليسَ لغيرهم فيها نصيب كما جاءَ في الحديث الشريف عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن شعيب عن عمران بن اسحاق الزعفراني عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: «إن الله خلقنا مِن نور عظمته ثم صور خلقنا مِن طينة مخزونة مكنونةٍ مِن تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منهُ نصيباً، وخلق ارواح شيعتنا مِن طينتنا وأبدانهم مِن طينةٍ مخزونةٍ مكنونةٍ أسفل مِن ذلك الطينة ولم يجعل الله لأحدٍ في مثل الذي خلقهم منهُ نصيباً إلا للأنبياء ولذلك صرنا نحن وهم الناس، وصارَ سائر الناس همج، للنارِ وإلى النار»


#أجوبة_المسائل_العقائدية ص٩٠_٩٢
#المرجع_الشيرازي
#مكتب_المرجعية_في_بيروت

#للاشتراك_في_القناة_على_التلغرام
https://t.center/alshirazzilib
#الامامة
تكملة

س: هل الأئمة المعصومون من نسل الإمام علي كانوا يعلمون الغيب ويعرفون كل العلوم وبمعنى أدق هل كانوا يعلمون كل شيء من دون استثناء؟

ج: إنّ الجواب على هذا السؤال يقتضي معرفة اُمور عديدة لفهمه هي:
معرفة معنى الغيب.
معرفة مصدر الغيب.
معرفة هل هناك إمكانية للإطلاع على الغيب.
معرفة مهمة الإمام المعصوم في الحياة الدنيا.
معرفة هل أن الأئمة المعصومون يعلمون الغيب أم لا؟
أو يعلمون كل شيء من دون استثناء؟

أولاً: الغيب: كل ما استتر عن العين، واستعمل في كل غائبٍ عن الحاسة وعما يغيب عن علم الإنسان كما في قولِهِ تعالى: ((تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ))

ثانياً: إن مصدر الغيب الحقيقي دائماً وأبداً هُوَ الله تبارك وتعالى، وإلا يبقى الإنسان جاهلاً ما لم يأذن الله جل وعلا بمعرفة ما غابَ عنا والطرق لذلك مختلفة، وقد قال في كتابه الكريم: ((مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ))
وهناك آيات صرحت وحصرت معرفة الغيب به جل ثناؤه فقط كما في قوله تعالى: ((قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ))
وقوله: ((وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) كذلك: ((وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ)) وغيرها مِن الآيات الحاصرة لمصدر الغيب في الله تبارك وتعالى

ثالثاً: بمراجعة الآيات القرآنية والإكتفاء بظاهرها الجلي في التفسير نجد هناك إمكانية لدى الإنسان في معرفة الغيب لامتلاكه الوسائل وتوفر الكيفية، ومن هذهِ الآيات قوله تعالى: ((عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلاّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا)) ففي هذهِ الآية ذُكر الإستثناء واضحاً في أن من توفر فيه شرطين:

الأول: أنه مرضيٌ عند الله
والثاني: إنه مرسل، يطلعه الله على الغيب

رابعاً: إن مهمة الإمام المعصوم في الدنيا هي الهداية نحو الله تبارك وتعالى والتي تختلف عن هداية الأنبياء في أنها لا تقتصر على تبليغ الأحكام فقط، بل والأخذ بأيديهم في جادة التطبيق، لذا نرى القرآن الكريم يفصل بينَ الهدايتين مِن خلال التركيز على الوظيفة، وذلك في قوله تعالى: ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ))، وقوله: (((رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا))، وقوله: ((وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) وآيات اُخرى، ولم يفرق القرآن بين وظيفة النبي ووظيفة الإمام إلا في موضع واحد وذلك في قوله تعالى: ((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)) حيث جاء في الحديث التفسيري في كتاب الكافي عن الفضيل قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله عزّ وجل: ((وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)) فقال: {كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم} وكذلك الحديث الشريف عن أبي جعفر في قول الله عزّ وجل: { ((إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)) فقال رسول الله المنذر ولكل زمانٍ منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحدٌ بعد واحد}
#الامامة
تكملة

س: هل إنّ أفضلية المعصومين على الخلق أجمعين ليس بالأمر المهمّ وإنّه نوع من الترف الفكري؟

ج: إن أفضلية المعصوم مِن الاُمور المهمة جداً وليست مِن الترف الفكري؛ وذلك للأثر المترتب عليها في مسائلٍ كثيرةٍ أهمها مسألة تقدمهم على غيرهم مِن بني آدم في التصدي لأمر الاُمة وأحقيتهم به بناءاً على تلك الأفضلية، ولا يُعبأ في هذا الأمر بمن تُقُدِمَ عليه من يكون وما يكون؛ إذ أن ملاك الأفضلية لا ذات الشخصية، ففطرة الإنسان وطبيعته تميل نحو الأفضل والأكمل والأجمل و... الخ وتُقَدِمَه في جميع الأُمور الصغيرة والخطيرة كإمامة الصلاة وإمامة الأُمة، والأئمة يتقدمون على غيرهم بالاحقية بالإمامة بهذا الأمر في أنهم الأفضل مِن غيرهم في علم الله تعالى والواقع الخارجي المُعاش والمشهود لهم به عند الأمة، وليسَ هذا الدليل الوحيد على احقيتهم بالأمر بل هناك أدلةُ اُخرى محكمة وأهمية التحدث بهذا الأمر تكمن في أن الأفضلية دليل مِن أدلة احقيتهم بأمر إمامة الأُمة الإسلامية مِن غيرهم بعدَ رسول الله الأمر الذي يستتبع انكاره مفسدةً عظيمة لدخول المُنكِر في دائرة المعصية الإلهية مِن أوسع أبوابها، وقد دلت على ذلك رواياتٌ كثيرةٌ منها قولَ النبي:
{مَن سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليتول علياً مِن بعدي وليوال وليه ولِيقتدي بأهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي خلقوا مِن طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم مِن أُمتي القاطعين فيهم صلتي لا انا لهم الله شفاعتي}

((شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)) تفاوت الناس آنذاك في الإجابة فكان أسرعهم إليها أقربهم إليه وهم محمد وآل محمد مِن الحجج المعصومين، وأن اُسس هذا التمايز الذي جعلت وبنيت الأَقدار الإلهية عليه فكان لهم ذلك. ويُترك لباقي الناس أن يختاروا الحلال مِنَ الطعام الدنيوي الذي يدخل الإنسان في نفس الخط ويدفعُهُ بنفس الإتجاه، وزاد الإهتمام الإلهي بهم للدور الذي يطَّلعون بِهِ في خلافته وقيادة الأُمة.
وأما كيفية انعقاد النطفة وكيفية الولادة فكل الخلائق سواءٌ في ذلك بغض النظر عن الخصوصيات المرافقه لنمو جنينهم? وولادتهم. وهناك كيفية اُخرى في تكون أبدانهم وردت في الروايات الشريفة تتناسب وذلك العالم نتركها لحينها لعدم ورود السؤال عنها في متن السؤال.

س: كان الأئمّة المعصومون كلّهم يعلمون علم البلايا والمنايا حيث علّم أمير المؤمنين بعض أصحابه كسلمان الفارسي ورشيد الهجري بعضاً منه، ومعه فما أفضلية مبيت أمير المؤمنين على فراش النبي وغير ذلك من مواطن تعرّضه لحتفه؟

ج: إن علم الإمام أمير المؤمنين بالبلايا والمنايا هُوَ علم بالكليات لا بالجزئيات التفصيلية المرتبطة بكل حادثة وواقعة إذ أنهُ لو أراد ذلك لعلمها متى ما شاء من الله تبارك وتعالى. وفي علمه صورتان:

إن علمه الباطني فقط بالكليات فالكليات تقول إن المبيت في فراش يتعهده القتلة للقتل يقتل مَن ينام فيه وهو ما كان مطابقاً للعلم الظاهري ففي هكذا علم القتل حاصلٌ لا محاله والإقدام والمبيت على هذهِ الصورة فضيلتُهُ عظيمة لحصول القتل في الإقدام والذي يتطلب شجاعة فائقة تميّز صاحبها عن غيرِهِ.
إن علمه الباطني بالكليات والجزئيات المتعلقة بذات واقعة المبيت في فراش النبي والتي يعلمها الإمام عندما يريد ومنها أنهُ لا يقتل أيضاً لا تلغي أفضلية الإمام أمير المؤمنين لسببين:

الأول: وجود النية الحقيقية لدى الإمام المحققة بفعل المبيت والتي لم تجسد عملاً إلا منه( مما أعطته الأفضلية على غيره بهذه المسألة (صدق النية) والنبي يقول: «نية المرء خيرٌ مِن عمله»

الثاني: أنهُ على الرغم مِن علم الإمام( بالكليات والجزئيات وأنهُ سوف لا يقتل فلا يمكن الجزم أيضاً بهذاِ العلم؛ وذلك لوجود آية في كتاب الله تعالى وهي قوله: ((يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) وقد استشهد بها في إحدى خطبه قائلاً: «... ولو لا آيةٌ في كتاب الله عزّوجل لأخبرتكم بما كان وبما هوَ كائن الى يوم القيامة»، وهي هذه الآية:
((يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) وعليه فمع احتمال تبدل الأمر بموجب هذه الآية تثبت الفضيلة أيضاً للإمام أمير المؤمنين لوجود احتمالية تحقق القتل.

يتبع . . .

#أجوبة_المسائل_العقائدية ص٧٦_٨١
#المرجع_الشيرازي
#مكتب_المرجعية_في_بيروت

#للاشتراك_في_القناة_التلغرام
https://t.center/alshirazzilib
#الامامة
تكملة

س: ما هو التفاوت بين ولاية الأئمة المعصومين وولاية الفقيه الجامع للشرائط؟

ج: هناك تفاوت كبير بين الولايتين: فولاية الأئمة المعصومين مباشرة من الله تعالى، ولكن ولاية الفقهاء بواسطة الإمام المهدي. ثم إن ولاية الأئمة ولاية تكوينية وتشريعية، ولكن ولاية الفقهاء تشريعية فقط، وولاية الأئمة مقرونة بالعصمة وغير قابلة للسهو والخطأ والنسيان، ولكن ولاية الفقهاء ليست كذلك. وولاية المعصومين عامة، في حين أن ولاية الفقهاء خاصة لا تسري إلى الأموال و الأنفس والأعراض، وغير ذلك.

س: ما معنى التوسل بالأئمة؟ ألا يستطيع الفرد طلب حاجاته من الله مباشرة أو يقترب منه؟

ج: معنى التوسل بالأئمة الأطهار هو:
أنك تطلب منهم بإلحاحٍ أن يكونوا واسطة بينك وبين الله تعالى لتقضى حوائجك، وفلسفة ذلك أن العبد يخرق وجهه أمام خالقه من الذنوب والمعاصي فتنهار العلاقة الحميمة بينه وبين الله فلا يصبح عبداً مطيعاً له جلّ وعلا، الأمر الذي يلزم في أقل التقادير عدم تلبية احتياجاته ومتطلباته، فعندئذ يصبح محتاجاً إلى من يكون مقبولاً عند الله تعالى ليقضي الله الحاجة إكراماً له.
والقبول هنا له وجهين أحدهما في طول الآخر.
فالأوّل: قبول الله جلّ وعلا للواسطة، وهو مضمون في توسيط أهل البيت، فقد جاء في قصة المباهلة مع نصارى نجران قول الأسقف: «إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله..»، لذلك دلنا الباري سبحانه على أنه لا يقبل من العصاة إلا بتقديمهم الوسيلة في قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))، ولا يقبل من الوسيلة إلا المؤمنون الصالحون وعلى رأسهم أهل بيت العصمة والطهارة

الثاني: أن يكون المتوسل مقبولاً عند من توسل به ليكون واسطة بينه وبين ربه سبحانه وتعالى وهم أهل البيت الذين لا يقبلون من لا يقبله الله تبارك وتعالى، وقد ورد في الحديث عنهم: «رضا الله رضانا أهل البيت»
وأما استطاعة طلب الفرد حاجاته من الله مباشرةً فممكن غير ممتنع، ولكن لا تُضمن الإجابة لاحتمال صدور الذنوب الصغيرة التي تحجب استجابة الدعاء كما ورد في دعاء أمير المؤمنين الذي علّمه لكميل بن زياد:
«اللهم اغفر لي الذنوب التي تغيّر النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء»
كما أنه حتى لو وقعت الإجابة فوجود الآية الشريفة: ((وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ)) فيه دلالة على محبوبية استخدام الوسيلة لدى الله سبحانه، وقد صدر ذلك من النبي، فقد جاء في الحديث المنقول «عن ابن حسنويه عن ابن مسعود عبد الله أن علي بن أبي طالب كان يصلي ويقول في سجوده وركوعه: اللهم بحق محمد عبدك اغفر للخاطئين من شيعتي، يقول الراوي خرجت حتى أخبر رسول الله فرأيته وهو يصلي ويقول: اللهم بحق علي بن أبي طالب عبدك اغفر للخاطئين من أمتي».
وأما مسألة الإقتراب منه جلّ وعلا فهو ممكن أيضاً، ولكن يجب أن نعرف كيف يكون الإقتراب؟ والجواب بالطاعة لله تعالى التي منها التقرب إليه بآل بيت نبيه وبمحبّتهم المفروضة في كتابه وطاعتهم.


#أجوبة_المسائل_العقائدية ص٧٤_٧٦
#المرجع_الشيرازي
#مكتب_المرجعية_في_بيروت

#للاشتراك_في_القناة_على_التلغرام
https://t.center/alshirazzilib
تكملة
#الامامة


س: لماذا نحن عندما نذكر اسم صاحب العصر والزمان نضع أكفنا على رؤوسنا ثم ننحني إلى الاسفل؟ هل هذه تحية للامام؟

ج: إنّ تعظيم الإمام الحجّة واجب على كل شيعي ملتزم بعقيدته, ومن مصاديق الاحترام له: القيام عند ذكر اسمه الشريف, مضافاً إلى ورود روايات وأحاديث تنص بأنّ الأئمة قد حثّوا على هذا الأمر, بل وقد طبّقوه على أنفسهم أحياناً بالقيام واُخرى بالقيام ووضع اليد على الرأس تواضعاً؛ والظاهر أنّها كلّها في سبيل إعطاء الموضوع اهتماماً بالغاً في نفوس الشيعة.

س: ما المقصود بالمشاهدة التي وردت في وصية الإمام الحجة لسفيره الرابع التي جاء في وصيته فمن ادعى المشاهدة قبل ظهور السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر؟

ج: المقصود: المشاهدة الخاصة، كما كان ذلك بالنسبة الى السفراء الأربعة لا مطلق المشاهدة.

س: اتفقت الشيعة على أن الأرض لا تخلو من حجة ومن المعلوم أن الإمام غائب عن الأنظار، وعدم ظهوره لا يدل على عدم وجوده، هل يعتبر حجة علينا في الوقت الحالي مع عدم ظهوره؟

ج: إن معنى الحجة هو ما يصح الإحتجاج به، وهو في فرض السؤال الإمام المعصوم وفي زماننا الحالي الإمام الحجة المنتظر.
وأما الحجية فهي اعتبار الشارع، من قبيل اعتبار الشارع المقدس قول وفعل واوامر ونواهي الإمام المعصوم، لذا كان يجب الإلتزام بها والعمل وفقها.
وعلى المعنيين الأول والثاني فإن الإمام المعصوم سوآء غاب أو حضر فهو حجةٌ لوجوده الشريف، وكذلك وصول أقواله وأفعاله وأوامره ونواهيه إلينا بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

س: ورد في الروايات أن أحدهم لم يكن يؤمن بإمامة الإمام جعفر الصادق ولكنه عاد وتشيع بعد حوار جرى بينه وبين الإمام. فقال: الآن أصبحت مسلماً.. فقال له الإمام: كنت مسلماً فأصبحت مؤمناً... فهل أهل السنة كفار أم مسلمون؟

ج: يعرف المسلم بأنه كل من نطق الشهادتين وهي الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد والإيمان بنبوة النبي محمد، والمسلم إذا آمن بهذين الأصلين يسمى مسلماً ولا يطلق عليه مؤمناً؛ لإن الإسلام هنا يعادل الإيمان العام لا الإيمان الخاص، وقد بين القرآن الكريم هذه المسألة في قوله تعالى: ((قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))، أي أنهم لم يستكملوا شروط الإيمان حتى يقولوا ذلك، بل كانوا مستكملين لشروط الإسلام وهو الإيمان بالشهادتين كما أسلفنا آنفاً، ومتى ما استكملوا الشروط اصبحوا مؤمنين، ومن الشروط الإيمان بولاية الأئمة الإثنى عشر كما هو واضح من الحديث إذ بين الإمام للسائل أنه كان مسلماً وبالإيمان بالولاية أصبح مؤمناً. وينبغي في هذا المورد أن نبين أمراً واحداً هو: أن من لم يؤمن بإمامتهم يبقى مسلماً ما لم يكن ناصبياً لهم فيخرج من رتبة الإسلام بنصبه لمخالفته نصوص القرآن الكريم.


#أجوبة_المسائل_العقائدية ص٧١_٧٤
#المرجع_الشيرازي
#مكتب_بيروت

#للاشتراك_في_القناة_على_التلغرام
https://t.center/alshirazzilib
#الامامة
تكملة

س: تنقل بعض الروايات المسندة في علامات الظهور للإمام المهدي بأن من هذه العلامات الحتمية هو ظهور السفياني قبل ظهور الإمام المهدي فهل يوجد ظاهر وباطن فلسفي لشخصية السفياني باعتبار أن كلام المعصوم يؤول ويفسّر بمحكم ومتشابه وظاهر وباطن؟

ج: إن الظاهر في لفظ الكلام يشير إلى مصداقٍ أوحد أو أعلى، وما ذكرته الروايات من اسم لابد له من مصداق خارجي أعلى أو أوحد أو غير ذلك، وربما يستفاد من بعض القرائن أن السفياني بالتأويل والباطن هو امتداد لبني امية الظالمين ومن نسلهم وعلى نهجهم.

س: روي عن أمير المؤمنين ـ بما مضمونه ـ : نحن صنائع الله والخلق بعد صنائع لنا. فما معنى هذ الحديث؟

ج: الصنيع له معنيان: الأول المخلوق، الثاني بمعنى نتاج التربية والعناية الفائقة الخاصة، لذا يقولون فلان صنيع فلان، والمراد في الحديث الشريف هو المعنى الثاني، إذ مع القول بالمعنى الأول يصبح الحديث تحصيل حاصل؛ لأن الجميع يعلم أننا مخلوقون لله تعالى، فيتعين المعنى الثاني.
فكل من ربيته وعلمته وأحسنت إليه وعنيت به وبمصالحه أصبح لك صنيع، وصنيعة الملك من صنعه وفق منهجه وأفكاره، لذلك يكون مقرباً لديه ومجللاً عنده ومرفوع القدر.
من هذا يتحصل إن القول (نحن صنائع الله) يعني أن الله تولى تربية أهل البيت وتعليمهم والإحسان إليهم والعناية بهم فكانوا صنائع له سبحانه في الدنيا يفرغون عن قوله وأمره وأخلاقه وحكمته، ولا يفرق في هذا كيفية التولية بالتربية والتعليم، بل المهم النتيجة. وأما معنى القول (والخلق بعد صنائع لنا) فيعني بناءاً على ما تقدم أن الأئمة المعصومون هم الذين تولوا تربية الخلق والإحسان إليهم والعناية بمصالحهم من بعد النبي، فهم الواسطة بين الخلق وبين بارئهم جلّ وعلا، فكان الخلق بهذا المعنى صنيعاً لهم، وليس هذا المعنى الوحيد في هذه الفقرة، بل هنا معنىً آخر لا يختلف كثيراً عن سابقه، وهو: إن الخلق كله طفيليٌ لوجودهم، فصنائع لنا: أي مخلوقون لأجلنا.


#أجوبة_المسائل_العقائدية ص٧٠_٧١
#المرجع_الشيرازي
#مكتب_بیروت

#للاشتراك_في_القناة_على_التلغرام
https://t.center/alshirazzilib
#الامامة
تكملة

س/ ما الصحيح فيما يقع من الإمام المعصوم أن نقول معجزة أم كرامة؟

ج/ المعجزة هي الأمر الخارق للعادة الذي يجري على يد الأنبياء إثباتاً لصدق إدعائهم النبوة، وهي لا تختص بالأنبياء، بل تعطى للأولياء أيضاً لذات الفرض ـ أي إثبات صدق المدعى ـ ، وكذلك مناً من الله بإظهار مقام ومنزلة الولي عنده تعالى، ولكن لا يصطلح عليها كلها في علم الكلام بالمعجزة، بل تعرف كذلك ـ معجزة ـ إذا صدرت من الأنبياء، وكرامة إذا صدرت من الأولياء مع اشتراكها في الطبيعة، وهي خرق النواميس الطبيعية التي جرت العادة عليها.

س: ما معنى قول المعصوم ـ أو بما مضمونه ـ : نزهونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم؟

ج: من يطالع تاريخ الأئمة المعصومين يلمس الخصائص والصفات والقدرات الغير طبيعية لديهم بحيث لا يدانيهم فيها أحدٌ من بني البشر من غير المعصومين، فيعجب بها ويشغف ويتعلق فيمدحهم ويرفع من شأنهم لدرجة إيصالهم إلى مستوى الإلوهية والربوبية، وهو في حقيقته إفراط في القول فيهم أو ما يسمى بالغلو، وليس هذا الإتجاه الأوحد تجاههم، بل هناك الإتجاه المضاد الذي ينزل إلى ما هو أقل من ذلك، لذا الأئمة بهذا الحديث يريدون أن يوجهوا الناس المنبهرين بهم بتعيين سقف أعلى للقول فيهم وهو: دون رتبة الإلوهية أو الربوبية، ولكن من جهة أخرى حددوا سقف التنزيل لهم عن ذاك المقام السامي إلى مقام سامي رفيع بالنسبة للبشر لا الباري تبارك وتعالى؛ وذلك لأن واقعهم يثبت أنهم أفضل البشر من بعد النبي.
فالحديث إذاً يحدد المساحة الحرة التي يتحرك فيها القائل فيهم والمنبهر في حبهم لما يراه منهم من رحمة وخُلق رفيع وعلم و... الخ.

س: هل الأئمة موكلون بالخلق من إحياء وإماتة ورزق وغيره وما هو الدليل؟

ج: إنّ الجواب على هذا السؤال وأمثاله، لا يمكن أن يكون مختصراً؛ للزومه الشبهة المحذورة، لذا يحتاج إلى شيء من التفصيل فنجيب:
إذا كان المقصود من الإحياء والإماتة والرزق وغيره بالإستقلال وبمعزل عن الله تعالى، أي بقدرةٍ ذاتية فهذا باطل ولا يقول به أحد ولا يرضى به حتى الأئمة المعصومين.
وأما إذا كان المراد الإحياء والإماتة والرزق وغيره بإذن الله تعالى وتخويل منه فلا إشكال ولاضير في ذلك لأن العباد كلهم لديهم هكذا نوع من الإذن كلٌ حسب نسبته فالطبيب عندما ينجي المريض من الموت فهو لا ينجيه إلا بإذن الله تعالى وعندما يخطأ ويميته لا يكون إلا بإذنه تعالى، وهكذا من يساعد فقيراً فيغنيه وغير ذلك، فكل العباد يعملون أعمالهم ويفعلون أفعالهم في طول الإرادة الإلهية لا في عرضها، وخير شاهد على حصول الخلق والإحياء والإماتة وإبراء الأكمه والأبرص وشفاء المرضى والإخبار بالغيب قوله تعالى: ((وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))، ولا يوجد تصريح بالقيام بهذه الأعمال المذكورة في فرض السؤال وإمكانية صدورها من عباد الله سبحانه أوضح من هذه الآية، وإذا أمكن جريانها في واحد أمكن جريانها في غيره ولأكثر من مرة، لكن كل ذلك بشرط واحد هو: ما ذكرته الآية المباركة في جملة (بإذن الله)، فمع عدم وجود هذا الإذن يتعذر على الإنسان أيا كان صدور هكذا أفعال منه، وبقرينة صدور الأفعال منهم يجزم بحصول الإذن الإلهي.
فأصل إمكان الصدور لهكذا أعمال مقطوع به لتوفر شرطه، ولكن هذا الإذن لا يتأتى لأي فرد من أفراد البشر. إذا كانت الأفعال بالضخامة التي ذكرتها الآية الكريمة أو ما صدر من الأئمة المعصومين، وقد جاء في الزيارة الجامعة في هذا الشأن: «القوامون بأمره العاملون بإرادته» لا بإرادتهم؛ وذلك لأجل أنهم «بذلتم أنفسكم في مرضاته الله وصبرتم على ما أصابكم في جنبه وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر... وسننتم سنته وصرتم في ذلك منه إلى الرضا وسلمتم له القضاء...».
فالإمام إذا أراد أن يحيي ويميت ويبرئ ويخلق ويفعل الخوارق للعادة بحسب ما يقتضي مقامه ووظيفته الشرعية إنما يكون بفضل جاهه ومنزلته ومكانته ومقامه عند الله تعالى فيعطى الإذن ويملك القدرة، فيكون إذا تكلم أفرغ عن كلام الله تعالى من دون نقص أو إضافة وإذا فعل فعل ما يريد الله تعالى بما يقتضي المباشرة من جسمٍ مجسم ذو أبعاد، فيرفع يده بالدعاء مثلاً للإحياء أو الزرق أو غيره. فيجاب ويتحقق المطلوب.


#أجوبة_المسائل_العقائدية ص٦٦_٦٩
#المرجع_الشيرازي
#مكتب_بیروت

#للاشتراك_في_القناة_على_التلغرام
https://t.center/alshirazzilib
#الامامة
تكملة

س: الإمام علي بن أبي طالب هو بعد النبي أشجع رجل على وجه الأرض بلا شك وصاحب غيرة لا مثيل لها، فكيف يسكت عن:
١. هتك دار الزهراء وضربها بالباب وإسقاط المحسن؟
٢. سلبها حقها في أرض فدك؟
فما هي حكمته في السكوت، ولو كان الرسول موجوداً في ذلك الوقت هل سكت أيضا ولماذا؟ مع أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وحاشى أبا الحسنين وقائد الغر الميامين من ذلك.

ج: أولا:
إن الحكمة من سكوت الإمام أمير المؤمنين هي تقديم الأهم على المهم، والأهم هنا هو حفظ الإسلام والقرآن ووحدة المسلمين، كل هذه الأمور كادت تذهب لوكان الإمام قد خرج بالسيف لإعادة الحق، وهناك جملة من الظروف الموضوعية والإشارات التاريخية تجعل الحكمة في تأخير المطالبة بالحق والسكوت عليه.
جاء في كتاب الاستغاثة لأبي القاسم الكوفي أن رسول الله لما أوصى علياً بما احتاج إليه في وقت وفاته عرّفه جميع ما يجري عليه من بعده من أمته واحداً بعد واحدٍ من المستولين. فقال: فما تأمرني أن أصنع؟ قال تصبر وتحتسب إلى أن ترجع الناس إليك طوعا، فحينئذ قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ولا تنابذن أحدا أبدا من الثلاثة فتلقي بيدك إلى التهلكة ويرتد الناس في النفاق إلى الشقاق، فكان حافظا لوصية رسول الله إبقاءً في ذلك على المسلمين المستضعفين وحفظاً للدين لئلا ترجع الناس إلى الجاهلية الجهلاء وتثور القبائل تريد الفتنة في طلب ثارات الجاهلية وذحولها
وذكر مثل ذلك الشهيد نور الله التستري في كتابه الصوارم المهرقة في الصفحة مائتين وخمسة وثمانين.
أما الظروف الموضوعية فقد كانت الدولة الإسلامية تعاني من خطر اليهود المجاورين والمنافقين والمتربصين من الحاقدين والمبغضين خصوصاً لعلي الذي ضرب خراطيم الكثير حتى قالوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، والعدو الأهم كان من خارج جسد الأمة الإسلامية، وهو الدولة الرومية التي استضعفت الدولة الإسلامية قبيل وبعد رحيل النبي، وهجمت على بعض المدن الحدودية الإسلامية وفعلت ما فعلت فيها.
وأما من العدو فكان داخل الدولة الإسلامية يتالف من المنافقين والمتربعين دوائر السوء والسيود و... الخ، وقد عالج النبي? الموقف بتشكيل جيش أسامة الذي لم يكن جيشاً استعراضياً بل هجومياً للدفاع عن الدولة الإسلامية من جهة وإخراج المنافقين والمتربعين، وغيرهم من أعداء الله ورسوله من المدينة لضمان عدم الانقلاب بعد رحيله، لذلك لعن النبي المتخلف عن جيش أسامة لعدم خلوة، أحد الأمرين.

ثانياً:
نعم لوكان رسول الله لفعل نفس ما فعله علي، وذلك لوجود نفس الظروف الموضوعية ووجود نفس الهدف وهو الحفاظ على الإسلام والقرآن والدين.

ثالثاً:
بعد تسليمنا لعصمة، علي، فكلما صدر منه، قولاً كان او فعلاً، فهو صحيح وان لم نفهم ولم نصل إلى مغزى ذلك العمل أو القول.

رابعاً:
إن معنى الساكت عن الحق شيطان أخرس هو: ذاك الذي يعرف الحق ويشخصه ويسكت عنه مراعاةً لمصالحه الشخصية أو أشخاص آخرين، أما بالنسبة لما نحن فيه فالسكوت لم يكن لأمر دنيوي ولا مصلحة شخصية مهما كانت، بل كانت لأجل مصلحة إلهية مرتبطة بحفظ الدين والقرآن والمسلمين، كما أن السكوت الذي انتهجه الإمام أمير المؤمنين كان بوصيةٍ أتى بها جبرئيل بلغها النبي عن أمر الله عزّ وجل، فالحق حق الله تبارك وتعالى والأمر بالسكوت عليه منه سبحانه، فالحديث الشريف «الساكت عن الحق شيطان أخرس» إذن لا يشمل ما نحن فيه من موضوع.


#أجوبة_المسائل_العقائدية ص٦٣_٦٦
#المرجع_الشيرازي
#مكتب_بیروت

#للاشتراك_في_القناة_التلغرام
https://t.center/alshirazzilib