#الامامةتكملةس: هل إنّ أفضلية المعصومين على الخلق أجمعين ليس بالأمر المهمّ وإنّه نوع من الترف الفكري؟
ج: إن أفضلية المعصوم مِن الاُمور المهمة جداً وليست مِن الترف الفكري؛ وذلك للأثر المترتب عليها في مسائلٍ كثيرةٍ أهمها مسألة تقدمهم على غيرهم مِن بني آدم في التصدي لأمر الاُمة وأحقيتهم به بناءاً على تلك الأفضلية، ولا يُعبأ في هذا الأمر بمن تُقُدِمَ عليه من يكون وما يكون؛ إذ أن ملاك الأفضلية لا ذات الشخصية، ففطرة الإنسان وطبيعته تميل نحو الأفضل والأكمل والأجمل و... الخ وتُقَدِمَه في جميع الأُمور الصغيرة والخطيرة كإمامة الصلاة وإمامة الأُمة، والأئمة يتقدمون على غيرهم بالاحقية بالإمامة بهذا الأمر في أنهم الأفضل مِن غيرهم في علم الله تعالى والواقع الخارجي المُعاش والمشهود لهم به عند الأمة، وليسَ هذا الدليل الوحيد على احقيتهم بالأمر بل هناك أدلةُ اُخرى محكمة وأهمية التحدث بهذا الأمر تكمن في أن الأفضلية دليل مِن أدلة احقيتهم بأمر إمامة الأُمة الإسلامية مِن غيرهم بعدَ رسول الله الأمر الذي يستتبع انكاره مفسدةً عظيمة لدخول المُنكِر في دائرة المعصية الإلهية مِن أوسع أبوابها، وقد دلت على ذلك رواياتٌ كثيرةٌ منها قولَ النبي:
{مَن سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليتول علياً مِن بعدي وليوال وليه ولِيقتدي بأهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي خلقوا مِن طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم مِن أُمتي القاطعين فيهم صلتي لا انا لهم الله شفاعتي}
((شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)) تفاوت الناس آنذاك في الإجابة فكان أسرعهم إليها أقربهم إليه وهم محمد وآل محمد مِن الحجج المعصومين، وأن اُسس هذا التمايز الذي جعلت وبنيت الأَقدار الإلهية عليه فكان لهم ذلك. ويُترك لباقي الناس أن يختاروا الحلال مِنَ الطعام الدنيوي الذي يدخل الإنسان في نفس الخط ويدفعُهُ بنفس الإتجاه، وزاد الإهتمام الإلهي بهم للدور الذي يطَّلعون بِهِ في خلافته وقيادة الأُمة.
وأما كيفية انعقاد النطفة وكيفية الولادة فكل الخلائق سواءٌ في ذلك بغض النظر عن الخصوصيات المرافقه لنمو جنينهم? وولادتهم. وهناك كيفية اُخرى في تكون أبدانهم وردت في الروايات الشريفة تتناسب وذلك العالم نتركها لحينها لعدم ورود السؤال عنها في متن السؤال.
س: كان الأئمّة المعصومون كلّهم يعلمون علم البلايا والمنايا حيث علّم أمير المؤمنين بعض أصحابه كسلمان الفارسي ورشيد الهجري بعضاً منه، ومعه فما أفضلية مبيت أمير المؤمنين على فراش النبي وغير ذلك من مواطن تعرّضه لحتفه؟
ج: إن علم الإمام أمير المؤمنين بالبلايا والمنايا هُوَ علم بالكليات لا بالجزئيات التفصيلية المرتبطة بكل حادثة وواقعة إذ أنهُ لو أراد ذلك لعلمها متى ما شاء من الله تبارك وتعالى. وفي علمه صورتان:
إن علمه الباطني فقط بالكليات فالكليات تقول إن المبيت في فراش يتعهده القتلة للقتل يقتل مَن ينام فيه وهو ما كان مطابقاً للعلم الظاهري ففي هكذا علم القتل حاصلٌ لا محاله والإقدام والمبيت على هذهِ الصورة فضيلتُهُ عظيمة لحصول القتل في الإقدام والذي يتطلب شجاعة فائقة تميّز صاحبها عن غيرِهِ.
إن علمه الباطني بالكليات والجزئيات المتعلقة بذات واقعة المبيت في فراش النبي والتي يعلمها الإمام عندما يريد ومنها أنهُ لا يقتل أيضاً لا تلغي أفضلية الإمام أمير المؤمنين لسببين:
الأول: وجود النية الحقيقية لدى الإمام المحققة بفعل المبيت والتي لم تجسد عملاً إلا منه( مما أعطته الأفضلية على غيره بهذه المسألة (صدق النية) والنبي يقول: «نية المرء خيرٌ مِن عمله»
الثاني: أنهُ على الرغم مِن علم الإمام( بالكليات والجزئيات وأنهُ سوف لا يقتل فلا يمكن الجزم أيضاً بهذاِ العلم؛ وذلك لوجود آية في كتاب الله تعالى وهي قوله: ((يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) وقد استشهد بها في إحدى خطبه قائلاً: «... ولو لا آيةٌ في كتاب الله عزّوجل لأخبرتكم بما كان وبما هوَ كائن الى يوم القيامة»، وهي هذه الآية:
((يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) وعليه فمع احتمال تبدل الأمر بموجب هذه الآية تثبت الفضيلة أيضاً للإمام أمير المؤمنين لوجود احتمالية تحقق القتل.
يتبع . . .
#أجوبة_المسائل_العقائدية ص٧٦_٨١
#المرجع_الشيرازي #مكتب_المرجعية_في_بيروت #للاشتراك_في_القناة_التلغرامhttps://t.center/alshirazzilib