تفصيلٌ في ذهاب النساء للمساجد!
ذهاب المرأة إلى المسجد مشروع وله أحكام خاصة في الشريعة الإسلامية ..
1. الجواز
يجوز للمرأة أن تذهب إلى المسجد لحضور الصلاة أو الدروس أو حلقات الذكر، بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" (رواه البخاري ومسلم). وهذا يدل على أن الأصل في ذهاب المرأة للمسجد هو الإباحة.
2. الأفضلية:
صلاة المرأة في بيتها أفضل من المسجد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن" (رواه أبو داود).
وذلك لأن البيت أكثر سترًا للمرأة، وأبعد عن الفتنة.
بل إن صلاتها في المسجد أصلا ليست كأجر الصلاة في البيت، صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، بل ثبت أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد رسول الله!
فعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي : " أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي ، قال : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل " . رواه أحمد ( 26550 )، والحديث : صححه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 3 / 95 ) وابن حبان ( 5 / 595 ) ،
3. الشروط والضوابط:
لذهاب المرأة إلى المسجد ضوابط ينبغي الالتزام بها:
1. ارتداء الحجاب الشرعي الكامل:
يجب أن تلبس المرأة لباسًا ساترًا لا يصف ولا يشف، ويتحقق فيه الحشمة.
2. تجنب التطيب:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة أصابت بخورًا، فلا تشهد معنا العشاء" (رواه مسلم). وهذا يدل على تحريم خروج المرأة متطيبة للمسجد.
3. تجنب الزينة والفتنة:
لا يجوز أن تخرج المرأة متبرجة أو لافتة للأنظار.
4. السير بأدب:
ينبغي أن تسير المرأة إلى المسجد بهدوء ووقار، دون إسراع أو صوت مرتفع.
5. عدم الاختلاط:
يجب أن يكون مكان النساء في المسجد منفصلًا عن الرجال، سواء في الصلاة أو حلقات العلم.
4. متى يُمنع ذهابها؟
يُمنع ذهاب المرأة إلى المسجد إذا كان هناك مفسدة، مثل:
- عدم الالتزام بالضوابط الشرعية.
- وجود اختلاط يؤدي إلى الفتنة.
- إذا كانت الصلاة في المسجد تُعرضها للضرر أو التحرش أو أي خطر.
5. حالات مستحبة لذهاب المرأة:
* صلاة التراويح:
يُستحب للنساء حضور صلاة التراويح في رمضان مع الالتزام بالآداب الشرعية التي ذكرناها.
* طلب العلم:
إذا كان في المسجد دروس علمية أو حلقات قرآن تفيد المرأة، فيُستحب حضورها.
* الصلوات الجامعة (كالجمعة والعيد):
يُستحب للمرأة حضور صلاة العيد، كما ورد عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت:
"أُمرنا أن نخرج في العيدين... يشهدن الخير ودعوة المسلمين" (رواه البخاري ومسلم).
الخلاصة:
- ذهاب المرأة إلى المسجد جائز بشروط وضوابط.
- الأفضل لها أن تصلي في بيتها، إلا إذا كان ذهابها للمسجد يعينها على الخشوع أو التعلم.
- يجب على ولي الأمر ألا يمنعها من الذهاب إلى المسجد إذا التزمت بالشروط الشرعية.
والله أعلى وأعلم
والحمد لله رب العالمين وعلى الله قصد السبيل
#الجارحي