🔰 القيام (١١) : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد ((اللهم أحينا حياة محمد وآلِ محمد وأمتنا ممات محمد وآلِ محمد)) ♦️ معنى الغفلة : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ((الغفلة تكسب الاغترار وتدني من البوار)) .. أي هذا الإنسان سواء كان شاباً أو سواء كان كبيراً في العمر أو متوسطاً في العمر فالدنيا رحلة ، وهذه الرحلة يأتي يوم تنتهي .. 👈 وهذه الرحلة أعطاها الله سبحانه وتعالى لنا .. 🔹 فمنا من استخدم واستعمل تلك الرحلة في طاعة الله سبحانه وتعالى .. 🔸 ومنا من غفل عن هذه الرحلة واشتغل بما لا ينفعه في الدنيا والآخرة .. ♦️ ما الذي ينفع الإنسان في الدنيا والآخرة .. ؟ الذي ينفع الإنسان في الدنيا والآخرة هو ذكر الله سبحانه وتعالى فيكون عمله لله سبحانه وتعالى .. ♦️ من الذي اغتنم هذه الرحلة مع الله .. ؟ أولياء الله هم الذين اغتنموا هذه الرحلة مع الله ، اغتنموا هذا السفر مع الله سبحانه وتعالى .. ✨ ولذا ترى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقف ويقول : ((آهٍ من قلة الزاد ، وطول الطريق ، وبعد السفر ، وعظيم المورد)) .. 👈 فالسفر نحو الله سبحانه وتعالى سفر طويل ، نعم قد يكون هنالك دعاء يقول : ((وإن الراحل إليك قريب المسافة)) .. ✨ فهنا الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) يتكلم في مقام ، والدعاء يتكلم في مقام آخر .. ✍️ فالإنسان عليه أن يعرف هذه المقامات لإن هذه المقامات هي خارطة لطريق الإنسان المؤمن نحو الأنوار الإلهية .. الآن إذا جئت بأي إنسان بدون خارطة ، بدون تنظيم أعماله فهو يخفق أخفاقات كبيرة وربما مئات السنين لم يصل .. 👈 لكن إذا جاء على طبق تلك الخارطة ربما يصل بفترة أقل .. 🔹 فالدنيا هي رحلة ، والرحلة إذا لم يغتنمها المؤمن في التوجه لله سبحانه وتعالى يخسر تلك الرحلة .. ♦️ قصة وعبرة : في يوم من الأيام أحد الملوك أراد أن يكرم شخصاً فقال له : يا هذا ادخل إلى هذه الخزانة .. دخل الشخص إلى هذه الخزانة وإذ فيها أنواع المأكولات ، وفيها أنواع المشروبات ، وفيها أنواع الأموال ، وفيها أنواع الذهب والدرر ، وكل شيء لم يخطر على بشر في تلك الخزانة .. فهذا الشخص أعطوه وقت فقيل له : لك وقت ساعة ساعتين وتخرج من هذه الخزانة ... يقولون : وإذا به يتلذذ بتلك المأكولات ويحاول أن يأكل منها ويشرب منها والى آخره حتى انتهى الوقت ... قالوا له : انتهى وقتك ... فهو لم يستطع الخروج لإنه بسبب إنشغاله بهذه الأمور لم تكن عنده حركة ونشاط .. شغلته كثرة أكله وشربه فانحجب ولم يستطيع حتى الحركة فاخرجوه خالي اليدين .. 👈 هكذا حالنا نحن في عالم الدنيا ربما نشتغل بالأموال والأولاد والبيوت والسيارات والوظيفة ونكون محافظين على دوامنا ، وترتيب دوامنا ، وتنظيم أمورنا وبالتالي نخرج مفلسين عن هذه الدنيا ‼️ فأين نحن من الذين هم كان توجههم لله ، كانت اوقاتهم حاضرة مع الله سبحانه وتعالى .. ✍️ فهنا الإنسان المؤمن عليه أن يعرف قيمة هذه الرحلة الإلهية .. ♦️ ولذا يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : ((الغفلة تكسب الأغترار)) ، فإذا غفل الإنسان عن الله سبحانه وتعالى ، يصير عنده أغترار ، وما أكثر المغترين وما أكثر المتباهين بأنفسهم وأرواحهم وأموالهم وأبدانهم وبيوتهم وسياراتهم وأهاليهم وعشائرهم هؤلاء اغتروا بهذه الأمور بسبب الغفلة لإنهم لم يرجعوا إلى الله ‼️ 👈 فرأوا غير الله سبحانه وتعالى هو يؤثر وإذا رأوا هذه الأشياء هي تؤثر فعموا عن المؤثر الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى .. والحق أن نتوجه إليه .. 🔹 ثم بعد ذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ((وتدني من البوار)) ، أي تدني الإنسان من الخسارة .. 🔸 يالخسارة عمر الإنسان إذا لم يغتنمه في طريق الله .. وفي ذكر الله .. وفي ارتباطه بالله وفي ترطيب لسانه وقلبه بذكر الله .. والحمدلله رب العالمين صلى الله على محمد وآلهِ الطيبين الطاهرين ✍️ #عباس_الكناني .. https://t.center/AbbasAlkinani11