View in Telegram
الاستغراق في العبودية تلذذٌ من الجمال المطلق الأتم العبودية الحقيقية لله تعالى جوهرة كُنْهُها الربوبية، والتفاني في مرضاة الخير المطلق خيرٌ مطلق، ويصيرُ العبدُ بذلك محبوباً لدى الجميع من دون أن يكون في البين واسطة وشفيع، بل يصيرُ العبدُ بها محبوبُ المُمكنات، وتُشرقُ عليه الشوارقُ من ربّ البريّات... فإنّ استغراق العبد في العبودية المحضة تلذذٌ من الجمال المطلق الأتم، واستشعارٌ بالكمال الأرفع الأهم، فلا تعلم نفسٌ ما أُخفي لهم من قرّة أعين جزاءً بما كانوا يعملون، وفي مثل هذه المرتبة تتّحدُّ الحقيقة والفعل والفاعل، وحينئذٍ يقصُرُ القلم عن البيان ويكلُّ اللسان عن الكلام. وحيث لا يجدّ المدّعون لعبودية الله تعالى هذا المقام في أنفسهم ويعترفون بعدم وجدانهم له، فلا بُدَّ أن يعترفوا بعدم وجدانهم لمقام العبودية المحضة، فإنّ عدم المعلول يكشف عن عدم العلّة، وكيف يصل أحد إلى هذا المقام وهو منغمرٌ في الشهوات وأليف الغفلات ؟!! وإنّما يعبُدُ العابدون أهواءهم النفسانية التي أفنوا جميع حيثياتهم وشؤونهم فيها { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } ( الفرقان الآية 43 ) والعبودية الحقيقية هي التي تظهر آثارها على العبد فلا يصدر منه معصية ولا يخطرُ في باله غير رضاء الرب، وفيها قال عليه عليه السلام: " اعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك، واحذره أن يراك حيث نهاك " وإنّها إذا استولت على القلب فلا يشغله شاغل من الشواغل المادية الدنيوية، ولا يمنعه مانع من الإنفاق في سبيل الله تعالى فإنّ الخلق كلّهم عيال الله عزّ وجل. والعبودية الحقيقية إضافة بين المعبود والعابد، وهي دواءٌ لجملة من الأمراض النفسانية الروحانية، وفيها سرّ الخلوص والإخلاص. السيد عبد الأعلى السبزواري رضوان الله عليه طبعا انتقل السيد رضوان الله عليه من العام إلى الخاص ليتكلّم عن " الإنفاق "، بلحاظ أنّ هذا البحث العرفاني وَرَدَ بعد تفسيره لآيات في الإنفاق في سبيل الله تعالى
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily