الاعتكاف خطّة قد تمّ تصميمها من أجل تعرّفنا على بيت الله وزوال استيحاشنا منه. فإنك ستشعر بعد الاعتكاف أنه كما كنت بحاجة إلى بيتك الأسري، بحاجة إلى بيت الله هذا، بل أكثر. وكان لابدّ لنا من أن نتعرّف يوماً على بيتنا.
#الاعتكاف هو إلحاح في طلب لقاء الله.. إنه ليس بعمل طفولي.. فلابدّ أن نصبح أهلا لهذا #اللقاء.
كان المجاهدون أهلا لطلب الشهادة، ولذلك فجدير بالمعتكف أن يكون قد كتب وصيّته.
المسجد موقف للصلاة.. والصلاة معراج للقاء الله ومحطّ لطلب لقائه. المعتكف مغامر بنفسه، فمن عاش وجرّب الاعتكاف ويتمنّى الإقامة بجوار الحبيب فلا يخاف الموت بعد. وبالتأكيد كل من كان كذلك سيكثر من ذكر هذا اللقاء، فتحسن أعماله ويطول عمره. ولكن الاعتكاف استعداد للإقامة الخالدة بجوار الله عز وجل.
🔸الاعتكاف فرصة لتجديد القوى والاستعداد للعود إلى الخطّ الأمامي.
يوفّر #الاعتكاف أجواء مناسبة لتجديد القوى المعنوية، إذ يتسنّى لنا العزم على استعادة القوى المستهلكة، عبر الأجواء الهادئة والمناسبة التي يتيحها الاعتكاف.
إن أجواء الاعتكاف هي مشابهة للأجواء التي كنّا نعيشها في أيام #الدفاع_المقدس في فترة ما بين عمليّتين؛ تلك الأجواء التي كانت تخلو من مخاطر الخطّ الأمامي، فكان يمهّد ذلك الأمان المتاح لتفكّر عميق ولتجديد الاستعداد للعود إلى الخطّ الأمامي.
وكذلك في ظروفنا الراهنة، فمن يعيش الصراع ضدّ #جبهة_الباطل، هو بحاجة إلى أجواء يستعيد فيها قواه ثم يعود إلى ساحة #الجهاد.
#الاعتكاف يعني صرف الوقت من أجل كشف العلاقة مع الله. فلا ينبغي الاكتفاء بالتذوّق وحسب، بل لابدّ من صرف الوقت لذلك. وبهذا يمتاز الاعتكاف. ففيه يصرف الإنسان ثلاثة أيام من الوقت، ويفتّش عن صاحب البيت ثلاثة أيام مناديا «أين أنت یا إلهي الذي لا أراك ولا أجدك ولا أتحسسك! فکیف تتّصل بي؟! ومتى أشعر بوجودك أكثر؟! ومتى أحسّ بحضورك أكثر؟! ومتى أعرف صفاتك يا ربّ؟!»
⬆️#الاعتكاف يعني أن الإنسان بحاجة إلى زمان ليستوعب بعض الحقائق. ثلاثة أيام هي وقت مضغوط. كما أن البرنامج المستمر اليومي هو وقت مستمر. ولكلا هذين الوقتين أثر خاص. فمن الضروري أن يمارس الإنسان أعماله الصالحة بشكل مستمر لكي تثمر نتائجها. ومن جانب آخر يضطرّ أحيانا إلى صرف وقت مضغوط لمعالجة نفسه ولكي يؤثّر العلاج. كما تمارس كلا الطريقتين في علاج الأمراض الجسميّة. فتارة يعطى المريض برنامجا علاجيا مستمرا، وأحيانا يوصف له برنامج مكثّف.