( تأثير حظوظ النفس على الدعوة؟
إذا قامت حظوظ النفس وتغلبت على الإنسان فإن الدعوة حينئذٍ تكون لا ثمرة فيها، ولا فائدة منها، ولا أثر من ورائها، وإنما شأن الداعي حينئذٍ كمن يكتب في الماء أو يخط في الهواء لا أثر لعمله ولا تأثير لقوله، وإنما يجهد ويتعب شأن الذين يعبدون الله –عَزَّ وَجَلَّ- عل ضلال، وكما قال الله –عَزَّ وَجَلَّ- عن طائفة: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾[الغاشية: ٢-٣]؛ يعني عملت ونصبت في الدنيا، لكن عملها وجهدها على ضلال وانحراف فلم تكسب إلا التعب والنصب.
وقد جاء عند ابن ماجه: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب).
وذكر الله –عَزَّ وَجَلَّ- طائفة من عباده يعملون لكن عباداتهم لم تنفعهم، قال –عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾[الكهف:١٠٣- ١٠٥].
فشأنهم كمن يتعلق بسراب الماء فيجري خلفه ويلهث بحثًا عنه حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا ووجد الله عنده، فوفاه حسابه والله سريع الحساب.
ولهذا إذا غلبت حظوظ النفس على دعوتنا أو دعاتنا ، فإن الدعوة حينئذٍ لا يكون لها أثر ولاتأثير٠٠
منقول