شابٌّ آدَم، رقيقُ البَشرة، مُدَوَّرُ الوجه، أكحَلُ حُلو العَينَين، برّاقُ الثنايا، حَسَنُ المَضحَك، أقنَى الأنف، أنزَعُ الرأس، حَسَنُ الشَّعرَةِ جَعدُها، خفيفُ العارِضَين.. بدويٌّ جميلُ المنظر، لوَّحَهُ البَيْدُ والأسفار، وإذا هو يَفترُ عن شاعرٍ عاشقٍ مُلهَمٍ لُجِّيِّ الصَّبابة، لا يَشكو الحُبَّ أحدٌ أحسنَ من شَكواه، مع عِفَّةٍ وعقلٍ رصين.
وإذا هو يَتعشَّقُ الأطلالَ في البَوادي والقِفار، فيقفُ عليها مُتأمِّلًا قد نفذتْ به أشواقُه إلى سِرِّ الرمال، فلا يَنعتُ الفلوات وسَرابَها، وأسفارَها، وسَفْرَها، وما فيها من شيء.. شاعرٌ أبرعُ من نعتِه.
[شاعر الحب والفلوات ذو الرمة (١) || جمهرة المقالات]