عارف الإحساس لما تكون شغال في حاجة وتقيف فجأة، لانك حاسس إنها لسه "ما تمام"؟
يعني تكون بتكتب في كلام، وترجع تقراه وتعدله، وبعدين ترجع تكتب تاني وتفضل كده لأكتر من مرة, أو مثلاً تكون بتغسل في كباية، وكل شوية تقول: "لا، لسه فيها حاجة ناقصة!"
الإحساس ده معروف في علم النفس باسم Not Just Right Experience، أو زي ما ممكن نقول: إحساس "لسه ما تمام." حاجة كلنا بنمر بيها، عادي جدًا، لكن لما تزيد عن حدها؟ بتتحول لمشكلة حقيقية.
يعني شنو "ما تمام لسه"؟ ببساطة، ده إحساس بيخليك دايمًا حاسس إنك محتاج تظبط الحاجة قبل ما تكون جاهز للخطوة البعديها، زي مثلاً تحاول تزبط تسريحة شعرك عشرين مرة، أو تقعد تشتغل في مشروع، وتفضل تعدل فيه لحد ما تضيع وقتك كله بدون أي نتيجة.
وحتى الحيوانات بيظهر عليها إحساس مشابه! الكلب مثلا بيلف حوالين نفسه قبل ما يقرر يقعد؟ كأنه بيدوّر على المكان المثالي.
المشكلة الكبيرة لما إحساس "ما تمام لسه" يتحكم فيك، مرات بيديك دافع إنك تدقق في شغلك، تطلّع حاجة نظيفة ومضبوطة. لكن، لو خليته يسيطر عليك، حتلقى نفسك زي العالق في دايرة ما بتخلص.
يعني كل مرة تقول: "لسه شوية وأكمل"، لكن للأسف، ما بتتحرك. ناس كتيرة عندها الإحساس ده مرتبط بالوسواس القهري ocd أو المثالية، وده بيخليهم ما يقدروا ينجزوا لأنهم منتظرين إحساس "الكمال" Perfectionism يجيهم.
خليني أديك مثال بسيط، تخيل إنك بتجهز مشروع جديد، وقاعد تخطط تقول: "أبدأ بالنقطة دي ولا التانية؟" بتفضل تفكر وتخطط لحد ما الوقت يطير، وما تعمل حاجة، لأنك منتظر الإحساس بـ"تمام" يوصلك، والحقيقة؟ الإحساس ده غالبًا ما حيجي بالطريقة البتتخيلها.
طيب، الحل شنو؟ أول حاجة لازم تفهم إن الإحساس ده مرتبط بمشاعرك، خصوصًا القلق. بتخاف تفشل، بتخاف الناس تلومك، عشان كده بتفضل مأجل أو بتحاول تخلي كل حاجة "كاملة". جرب تعمل الحاجة بدون ما تنتظر الإحساس المثالي ده. عوّد نفسك تبدأ، حتى لو ما كان الإحساس ده موجود. ودايمًا افتكر: "الأفكار مجرد أفكار، ما شرط تكون حقيقة".
في النهاية، ما تخلي إحساس "ما تمام لسه" يوقفك, التنفيذ أهم من الكمال، زي ما قالوا: "التفكير الكتير بيقتل الفعل." لو لقيت نفسك متردد أو عالق، افتكر إنك ما محتاج تكون "كامل" عشان تبدأ، المهم تتحرك وتخلي الباقي يمشي في طريقه.
منقول بتصرف.
محمد عمر.