التحرك العالمي وإنقلاب الرأي العام الدولي ضد "إسرائيل" والمجرم "نتنياهو"
لندن – د. أحمد الزين – باحث في الشأن السياسي – السبت في 30-11-2024:
https://chat.whatsapp.com/Ejf5sl242YQLPWqaMJKJPV
العصر-تشهد منطقة غرب آسيا (او الشرق الاوسط) أحداث متسارعة وتطورات خطيرة وخطوات تصعيدية متزايدة في دولها وساحاتها، وتعاني شعوبها الكثير من المآسي والكوارث نتيجة الحروب والصراعات المستمرة.. نتيجة ما يقوم به الكيان الصهيوني من إرتكاب العديد من المجازر البشرية والجرائم والابادة الجماعية بحق الاطفال والنساء في غزة ولبنان.. فإن "إسرائيل" هذا الكيان الصهيوني الغاصب يلعب بالنار ويشعل الحرائق ويعرض أمن المنطقة بأكملها للتهديد والفوضى ولمزيد من الاهوال والمخاطر والحروب..
ورغم إبرام الاتفاق لوقف إطلاق النار، لا تزال هناك خشية وخوف كبير من توسيع رقعة الصراع بين محور المقاومة و"إسرائيل" بعد الخروقات الاسرائيلية المتكررة والمتفلتة والمتنقلة، قد تنذر بوقوع حرب كبرى او شاملة في المنطقة دون ضوابط او سقوف.. تسقط معها كل معايير القيم الانسانية والاخلاقية والحضارية.. وتوضع الامن والاستقرار والسلم في العالم على مفترق طرق خطيرة.. وتصبح البشرية جمعاء مهددة بوجودها وبإنسانيها ومعرضة لعواقب وخيمة ومدمرة اذا ما ادّى هذا التصعيد المتنقل الى اشتعال الجبهات في ميادين وساحات جديدة.. بعد الهجوم الإرهابي على سوريا من قبل التنظيمات الارهابية المدعومة امريكيا وإسرائيليا وتركيا.. ودخول دول اقليمية مثل العراق وإيران واطراف دولية مثل روسيا والصين في هذه المواجهة الدموية.. والتي من الممكن ان تؤدي في نهاية المطاف الى اندلاع حرب عالمية ثالثة واستخدام أسلحة نووية لا يسلم منها أحد.. خصوصا بعد توقيع الرئيس بوتين على مرسوم اسس العقيدة النووية المحدثة في 19-11-2024، والتي تسمح للجيس الروسي من استخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد خطير للسيادة الروسية.
ولاحتواء هذه المخاوف ولضبط النزاعات الاقليمية والعالمية وإنهاء الحروب وتداعياتها المآساوية، يشهد العالم تحركات دولية دبلوماسية وسياسية وحقوقية وقضائية واسعة من قبل بعض الانظمة والحكومات والمنظمات الدولية.. ويشهد إنقلاب في الرأي العالم الدولي وإيقاظ المشاعر الانسانية بدليل قيام الاحتجاجات الطلابية في الجامعات حول العالم، وظهور التظاهرات الشعبية المليونية دعما لغزة وتنفيذ الاعتصامات الحاشدة تنديدا بجرائم الكيان الصهيوني والابادة الجماعية في مختلف عواصم العالم.
ومن ضمن التحرك العالمي من قبل المنظمات الدولية، قيام المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرتين اعتقال بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي المجرم ”نتنياهو“، ورئيس حربه المجرم ”غالانت“ بتهمة إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وإبادة جماعية وتطهير عرقي وفصل عنصري وتهجير قسري في قطاع غزة.
وفي ظاهرة غير مسبوقة في بريطانيا، وجّه أكثر من 60 نائباً في البرلمان البريطاني، ينتمون إلى سبعة أحزاب مختلفة، رسالة إلى وزير خارجية بريطانيا "ديفيد لامي"، يطالبون فيها بفرض عقوبات شاملة على "إسرائيل" بسبب انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي في غزة والاراضي الفلسطينية.
ووقّعت على الرسالة شخصيات بارزة، من حزب الخضر، وعدد من نواب حزب العمال، وحزب الديمقراطيين الأحرار، وحزب "بلايد كمرو" والحزب الوطني الاسكتلندي. وشملت التوقيعات أعضاء "التحالف المستقل" المؤيد لغزة، من بينهم زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس اللوردات، الذين طالبوا الحكومة البريطانية بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الذي صدر في تموز/ يوليو 2024، والذي أعتبر استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية غير قانوني، وانه يجب إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وجاء في الرسالة: "أكدت محكمة العدل الدولية أنه من واجب المجتمع الدولي، بما في ذلك بريطانيا، عدم الاعتراف بشرعية الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتجنب دعم استمراره. نحث الحكومة البريطانية على فرض عقوبات، واتخاذ خطوات ملموسة لتطبيق الرأي التاريخي الصادر عن محكمة العدل الدولية، بشأن استمرار الوجود غير القانوني لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
هذا التحركات وهذا التغيير في المزاج الرسمي والشعبي، قامت لنصرة للحق ولتحقيق العدالة الدولية، ولكبح جماح المجرم نتنياهو، بنزعته الاجرامية النازية، وحكومته العنصرية اليمينية المتطرفة، ولفرض عزلة دولية على "إسرائيل"، وجعلها دولة منبوذة عالميا، وفرض عقوبات اقتصادية عليها، ووقف فرص الاستثمارات فيها، ووقف توريد الاسلحة إليها.. حتى إجبارها لوقف الحرب العدوانية على غزة ولبنان، ووقف الانتهاكات الوحشية من قتل المدنيين والمسعفين والاطباء والاعلاميين، وسفك دماء الابرياء، والابادة الجماعية بحق الاطفال والنساء في غزة ولبنان..