الهجوم على حلب والقضاء على محور المقاومة .
ابراهيم المهاجر
العصر-على مايبدو ان كلمة السر لبدأ هجوم الارهابيين على حلب هو كلام رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتن ياهو مخاطبا الرئيس السوري بشار الأسد بجملة عارية من ادب الدبلوماسية السياسية " لا تلعب بالنار". اذ لم تمضي ٤٨ ساعة على كلام نتن ياهو حتى سمع العالم بالهجوم المباغت على حلب لإرهابي النصرة وفصائل جيش تحرير الشام اللذان تحركهما اسرائيل وامريكا تحت غطاء ديني. بهذا الهجوم بات الكلام لايغلفه الشك حتى عند الذي لايزال مطفئ مصباح عقله مصدقا مايقوله الارهاب، ان العدوان على محور المقاومة من غزة وحتى العراق هو واحد سواء ابتدأته اسرائيل او الفصائل السلفية من النصرة وجيش تحرير الشام، اليد الضاربة لاسرائيل في المنطقه. هذه الفصائل الارهابية لاتستحي من ان تتستر على ارتباطها بإسرائيل ضد محور المقاومة. وكأنها فخورة بخيانة الامة العربية والاسلامية بهذا الارتباط.
حدث الهجوم على حلب لم يكن وليد ساعته او يومه حين انفجر في منطقة استثمار ساخنة للحروب. اذ لابد انه جاء بعد تخطيط له ربما دام لاشهر عديدة تمتد الى نهاية ٢٠٢٣. فسوريا تعد العمق الاستراتيجي لحزب الله والمقاومة في لبنان. هذا العمق ليس فقط يتصل بالعراق وينتهي بايران بل يتوزع افقيا على مساحات واسعة من الوطن العربي، رغم عمالة بعض الأنظمة العربية. لقد بات الكثير يحلو له الحديث عندما يفسر حدث الهجوم من خلال نظرية المؤامرة ان ايران باعت سوريا وحزب الله وكل محور المقاومة من اجل مصالحها. هجوم التنظيمات الارهابية السلفية على حلب هو ليس إلا زعزعة الامن القومي الروسي بعد ان سيطرت روسيا على مساحات واسعة من اوكرانيا وسط حيرة الناتو الذي شُلَ تجاه هذا التقدم الروسي في الاراضي الاوكرانية. سوريا تعتبر ولاتزال منذ ان كانت روسيا قيصرية انها ضمن دائرة الامن القومي الروسي. لذا أدرك الروس ان المقصود بالهجوم على حلب هي روسيا طالما من يدير الهجوم هم خبراء عسكريون من اوكرانيا. وادركت ايران ومحور المقاومة ان الغاية الثانية من الهجوم هو انهاء العمق الاستراتيجي السوري للمقاومة. ولو لم تسارع روسيا وايران بجهد سياسي وعسكري في الدخول في الحرب الى جانب سوريا لنجدتها ضد النصرة وجيش الشام لسقطت بيد الارهاب ثم تكون بعد ذلك قاعدة امريكية لينتهي هدفها الاستراتيجي في محور المقاومة. بعد سقوط سوريا بيد الارهاب فان اسرائيل سوف تستأنف هجومها على حزب الله من الجنوب ويحاصره عملاء الداخل اللبناني من الشمال ليتم القضاء عليه. بعد افشال الهجوم على حلب بات واضحا لماذا استماتت اسرائيل من اجل هدنة ٦٠ يوما، لكونها مرتبطة بالهجوم على حلب للقضاء على كل محور المقاومة لو سقطت سوريا.
للأشتراك في مجلة تحليلات العصر الدولية أضغط على الروابط التالية:
رابط الواتساب📲https://chat.whatsapp.com/Ejf5sl242YQLPWqaMJKJPV
رابط التلجرام: https://t.center/politics_alasr
رابط الموقع: https://alasrmag.com____📋أذا كان المقال مفيد ساهم بنشره ولا يقف عندك