الإعجاز في الجنوب والهزيمة في الشمال
بغداد علي الحسني
https://chat.whatsapp.com/Ejf5sl242YQLPWqaMJKJPV
العصر-إن الحرب اللبنانية مع الكيان الغاصب انطلقت لاسناد غزة بعد يوم واحد من انطلاق معركة طوفان الأقصى واستمرت جبهة الاسناد لأشهر إلى أن أصبحت جبهة أساسية
وقد قلنا في مقالات سابقة أن الجبهة اللبنانية هي بمثابة الانتحار للجيش الإسرائيلي وهذا ما تحقق فعلا نعم هنالك خسائر في صفوف المقاومة وهذه طبيعة الحروب لكن الاعجاز يتمثل بتحقيق النصر المؤزر رغم هذه الخسائر البشرية من قيادات الصف الأول
ولو تعرض أي جيش لمثل ما تعرض له حزب الله لنهار خلال أيام وهذا ما كانت تتمناه تل أبيب لكن خابت هي ومن خلفها وهذا يحتاج إلى شيء من التفصيل :
لقد اعتقدت إسرائيل إنها ستتمكن من القضاء على حزب الله من خلال ضربات موجعة تتمثل بشل عملية التواصل والاتصال بين أعضاء الحزب من خلال عملية البيجر ومن ثم تقوم باغتيال القادة واحداً تلو الآخر ونتيجة لهذه الضربات المؤلمة سيتفكك حزب الله ويهرب عناصره من الميدان والجنوب اللبناني يكون خالي من المقاتلين الذين يتصدون لهذا العدو الغاشم وتنتهي مرحلة حزب الله بلا رجعة .
لكن ما لا يفهمه هذا العدو أن من يقاتل في صفوف حزب الله لا يقاتل من أجل قائد أو شخص معين مهما كانت اهمية هذا الشخص أو القائد بل هنالك عقيدة حسينية يقاتل من أجلها هذا المقاتل وإذا استشهد قائده على هذا الطريق فإنه يطلب الشهادة أسوتا بقائده لهذا لم يتفكك حزب الله بعد اغتيال القادة وكذلك وجود البديل الجاهز والناجح لكل قائد يستشهد
وبالتالي فشل إسرائيلي في بداية المعركة على الرغم من المنجزات التي حققها نتنياهو بعمليات الاغتيال
فبدأ الفشل الإسرائيلي بصمود حزب الله ولم يتأثر باستشهاد أي قائد من قادة الصف الأول وبالتالي تبخرت أحلام المجرم نتنياهو بالقضاء على حزب الله ولم يكن هدفه من هذه الحرب هو اغتيال القادة فقط بل كان له أهداف متعددة في هذه الحرب وعلى النحو الآتي :
الهدف الأول: (القضاء على قدرات حزب الله العسكرية) وهذا لم يتحقق أبدا بل لآخر لحضه من الحرب صواريخ المقاومة تسقط على الأراضي المحتلة وآخرها نجاح عملية استهداف قائد سلاح الجو الإسرائيلي .
الهدف الثاني: (إرجاع عناصر حزب الله خلف نهر الليطاني) وهذا يكون بحسب قرار ١٧٠١ ولذي ينص على رجوع حزب الله إلى ما خلف نهر الليطاني وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وهذا ما لم يلتزم به حزب الله ولا إسرائيل منذ العام ٢٠٠٦
وحزب الله لم يتراجع خلف نهر الليطاني لا في الأمس ولا اليوم ولا غدا وبأي مواجهة مقبلة مع العدو الإسرائيلي سنجد حزب الله في المقدمة هذا إذا لم يتمركز حزب الله على الحدود بلباس الجيش اللبناني .
الهدف الثالث: (إرجاع سكان الشمال الإسرائيلي) وهذا فشلت به إسرائيل فشل ذريع وذلك حتى بعد وقف اطلاق النار وعودة سكان الجنوب اللبناني إلى مدنهم وقراهم فأن سكان الشمال الإسرائيلي المحتل أغلبهم يخشون من العودة لأنهم على يقين بأن المنتصر في هذه الحرب هو حزب الله وليس الجيش الإسرائيلي المهزوم .
إذاً تل أبيب هزمت ولم تحقق أي هدف من أهدافها التي أعلنت عنها قبل الحرب والدليل على ذلك هو خطاب الهزيمة لنتنياهو الذي ألقاه بعد وقف اطلاق النار فلم يتكلم عن تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة بل تكلم بكلام المنهزم والبعيد عن الواقع وأهم ما قاله :
أولا : ( نريد التفرغ لأيران ) ونقول لهذا المجرم : أليس حزب الله هو ذراع إيران كما تزعمون؟ ألم يعجز جيشكم أمام حزب الله
وبالنتيجة وبمنطقكم أنتم هزمتم أمام ذراع من أذرع إيران فكيف بإيران نفسها؟ .
ثانيا : ( نريد التفرغ لغزة ) وهنا نسأل ونقول : هل معركة غزة جديدة حتى يتفرغ جيشكم لغزة؟ وماذا حقق جيشك المهزوم في غزة على مدار عام كامل حتى يعود لغزه اليوم؟ وهل ما عجزت من تحقيقه في الأمس ستحققه غدا؟ .
ثالثا: ( نريد أن يرتاح الجيش ) نقول : هل الراحة تكون في منتصف المعركة والاشتباك العسكري؟ ومن قبلك قال بمثل هذا حتى أنت اليوم تقول نريد أن يرتاح الجيش؟
بل هذا اعتراف صريح من نتنياهو بأن جيشه أنهك في جنوب لبنان وقبله في قطاع غزة وتفاديا للانهيار المتوقع للجيش الإسرائيلي لجأت إسرائيل إلى الهدنة .
رابعا: ( نريد تجديد سلاح الجيش ) نقول : ومتى قطعت أمريكا الجسر الجوي العسكري عن إسرائيل حتى تحتاج إلى تجديد السلاح
بل هذا اعتراف آخر وصريح بوجود نقص في السلاح عند تل أبيب ففي غزة دمرت دباباتكم وفي جنوب لبنان لم يبقى لكم دبابات هذا بالإضافة إلى النقص الحاد بصواريخ الدفاعات الجوية وبالأخص القبة الحديدية .
إذاً خطاب المجرم نتنياهو هو خطاب فشل واعتراف بالهزيمة وليس خطاب نصر وإنجاز .