كُلُّ النّاس يَغْدو..
وأكثرُهم يَغْلو!
قال العلّامة الشّيخ جمال الدّين القاسميّ:
"من المعروف في سُنن الاجتماع أن كل طائفة قوي شأنها وكثر سوادها، لا بد أن يوجد فيها الأصيل والدخيل، والمعتدل والمتطرف، والغالي والمتسامح.
وقد وُجد بالاستقراء أن صوت الغالي أقوى صدى وأعظم استجابة؛ لأن التوسط منزلة الاعتدال، ومَن يحرص عليه قليل في كل عصر ومصر، وأما الغلوّ فمَشرَبُ الأكثر، ورغيبةُ السواد الأعظم، وعليه درجَت طوائفُ الفِرَق والنِّحَل، فحاولَت الاستئثارَ بالذكرى، والتفردَ بالدعوى، ولم تجد سبيلا لاستتباع الناس لها إلا الغلو بنفسها، وذلك بالحط من غيرها، والإيقاع بسواها، حسب ما تسنح لها الفُرَص، وتساعدها الأقدار، إن كان بالسِّنان، أو اللِّسان".
(الجرح والتعديل)، ص4.
#معالم